أين جيوش العرب ؟
أسلحتنا أكلها الصدأ ،وجيوشنا أعياها التّعبْ
شبابنا أوقاته ضائعة ،وأئمتنا فنُّهم الخُطَبْ
صحافتنا،المقالب حرفتهم، وفضائيات برامجها اللّعبْ
أطفالنا،أجسامُهم تفحَّمت، ومساجدنا أمطرتها الشُّهُبْ
أين جيوش العرب ؟
رياحٌ عاتياتٌ أقبلتْ، وسماء تلبّدتْ بالسُّحُبْ
أحزاب عن الحدث غائبة ،وحكوماتًًُنا سياستها الكذبْ
مسيرات عفوية إنطلقت ،وشوارع ملآنة عمّها الغضَبْ
خزائن بالمجاز امتلأت ،والواقع أنّها فارغةٌ من النّهْبْ
أين جيوش العرب؟
طائراتنا في الأرض جاثمةٌ ،ودبّاباتنا أهلكها العطَبْ
راداراتنا في المكاتب مُطْفأة، وغوَّاصاتنا شطرنج من خشَبْ
أعراضنا مُهانة ومُنتهكة ،وجنرالاتنا كفرعون وأبي لهبْ
أراضينا للغزاة خصبة ،نخيلها وزيتونها عُوّضا بالعنبْ
أين جيوش العرب ؟
رؤساؤنا صُمُّ بُكمٌ ،وإذا ماتكلّموا فحديثهم الشّجْبْ
مع المحتلّ تواطؤ،ومع الضحية في الخفاء النّدْبْ
المعتدي إبن مدلّل يُكرّم، والمقاوم إرهابي عند الحكّام والنُخبْ
متى تصحوا من نومكم ياقومنا ، أم ياترى أصابكم الكلَبْ
أين جيوش العرب ؟
لاإيمان من دون توحيد ، وبالملائكة والرّسل والكُتُبْ
قضاء وقدَرٌ واليومُ الآخرُ ،ماقدمت يداك فلا لوم ولاعتَبْ
شريعة شوّهت وعُطّلت، وأخرى تحكمُ بالقوّة والغصْبْ
تأريخهم في الحاضر هو المتداوَلُ، فلا شُوّال ولارجَبْ
أين جيوش العرب ؟
ابن باديس قالها يوما، لمن الجزائر ياشعب تنتسبْ
فإسلام وعروبة ،لايخضعان للعرض والطلَبْ
تُجّار الدّماء تكاثروا ، فأرواح قُتلتْ من دون سببْ
ياشباب أنتم رجاؤنا ،فهل الصباح بكم قد اقتربْ
أين جيوش العرب ؟
حقوق الإنسان منظمة ،لها عينٌ عوراءُ وسجلٌّ ولقََبْ
إذامات كلب في الرّوم أرعدتْ ،وإذا ماتت غزةُ كلُّها فكأنها ألعابٌ وعُلَبْ
ياجيش التحريرأهذه العزّة التي وعدتنا ،أم ياترى هو الدفاع عن العُصَبْ
كن اليوم أولا تكن ،فذخيرتك إمّا مع الصهاينة أو ضدّ العرَبْ
أين جيوش العرب ؟