د. فايز أبو شمالة
[1] محارب جبان، ودولة عنصرية
تسلح بأحدث الأسلحة السريعة، له السماء طائرات، وله الأرض دبابات، وله أمريكا، والتكنولوجيا المتطورة، له كل مقومات التقدم، والانتصار، ولكنه يرتعد من المواجهة، ويفشل في تحقيق نصر دعائي، وتقدم وهمي يمهد للانسحاب بشرف، ولاسيما بعد أسطورة صمود المقاتلين العقائديين تحت الرصاص المسكوب، فلم يبق أمام قادة الدولة العبرية العنصرية غير الأسلحة المحرمة دولياً، واقتراف المجازر، وحرق الأرض كي يحدث أي تغيير عسكري لصالح جيشه على الأرض، إنها إسرائيل التي تمارس القتل المتعمد، إنها إسرائيل موديل سنة 2009، الموديل المعدل من إسرائيل سنة 1948، عندما اغتصبت العصابات الصهيونية أرض فلسطين، وصنعوا دولة من الجماجم، ونزعوا ثوب مئات آلاف اللاجئين، وهي إسرائيل نفسها سنة 1956، عندما اقترفت المجازر، وذبحت على جدار قلعة خان يونس المئات، وهي إسرائيل سنة 1967، عندما ذبحت ألاف الجنود المصريين على رمال سيناء، وتشهد على ذلك صحراء العرب، إن في هذه الحرب الدائرة على أرض غزة عشرات الأدلة لمحاكمة الدولة العبرية، وأصول نشأتها، ولاسيما بعد صدور تعليمات واضحة من القادة السياسيين إلى قادة الجيش بأن لا قيود عليهم في أي عمل عسكري ضد غزة، ولو احترق المدنيون، ولو قتل الأطفال والنساء في بيوتهم، فأين هو العربي الذي يتجراً ويصافح يهودي دون أن يرتجف قلبه، وأين هو العربي القادر على الحديث عن سلام مع دولة إسرائيل؟.
[2] غزة ليست يتيمة
غزة ليست منقطعة الجذور، ومنبتة الأصول، غزة ليست بنت زنا، وليست نبتة شيطانية في الحديقة الإسرائيلية، غزة لها أمٌ وأبٌ، غزة لها أم ترضعها الكرامة كل صباح في عواصم العالم الحر، أم غزة ملايين البشر الذين يهتفون باسمها، وبحريتها، والنصر لها، أم غزة وحاضنة بقائها كل أولئك الشرفاء، والأحرار على امتداد الأرض، أم غزة أولئك الذين ملئوا الشوارع في المدن العربية، وما زالوا يهتفون باسمها وهي تذكرهم بأنفسهم، تفتح لهم بوابة الكبرياء، وتثير شهيتهم إلى الكرامة العربية التي داستها إسرائيل، ولغزة أبٌ فحلٌ يرعى حاجتها، ويحمي شرفها، ويقدم لها دليل الحب، ويحرس هواءها من التلوث، لغزة أب قادر على إشعال نار المجد العربي، لغزة أب اسمه رجال المقاومة على امتداد بلاد العرب.
[3] إنها “جباليا” رائدة السياسية الفلسطينية
لأنها جباليا تتراجع عند بوابات مخيمها دبابات إسرائيل، إنها جباليا التي تسري في عروقها الرغبة في العودة إلى الوطن، كانت حتى مطلع السبعينات من القرن الماضي تنتمي بغالبيتها إلى تنظيم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، لقد أمدت جباليا التنظيم بوافر التأييد، والحماية، وأعطته عمرها إلى حين تقدمت صفوف المقاومة حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح، لتصير معظم جباليا حضناً لحركة فتح عشرات السنين، وتعطي جباليا تنظيم فتح ما يشاء من حماية، وإمداد نصر، لقد ظلت جباليا وفية لقناعتها بحق العودة حين فجرت الانتفاضة، وظهرت على الساحة حركة حماس، تحمل لواء المقاومة، فإذا معظم جباليا على دين حماس، تمسك لها البندقية، وتخوض معها معارك المقاومة، تقدم أعز أبنائها، وتقاتل بكل شرف وإباء. إنها جباليا التي ما خانت عهد فلسطين، لقد غيرت جلدها وما تغير جوهرها المنتمي لمن يمسك براية المقاومة، ويتقدم الصفوف، إنها جباليا الرائدة، الثابتة على حقها، ومبادئها ولو تغيرت ثوابت الآخرين.
[4] يا ويل أعداء حماس
لا عربات تتحرك لنقل المقاتلين، ونقل وسائل القتال، وتجهيز العبوات الناسفة، لا بنادق استعراضية في الشوارع، ولا حركة في شوارع غزة تشير إلى استعداد لمعركة، أو استنفار، أو توتر، كل شيء في مدن، وقرى، وشوارع قطاع غزة هادئ، وكأن لا حرب طاحنة تدور على كل محاورها، فكيف تتحرك عناصر حماس، وتتجهز؟ وكيف يتناول المقاتل طعامه، ومن يوصل له مقومات الصمود؟ أي إعجاز قتالي مدهش يا حماس، في هذا الجو المشحون بالبارود، والمغطي بالطائرات؟ أي تنظيم، وقدرة، وطاقة، وترتيب، وإعداد يشهد أن لا إله إلا الله، وأن النصر حليف حركة حماس؟ حماس التي عملت حساباً لكل شيء، تراقب الأفران، والأسواق، والشوارع، والأسعار، والصحة العامة، وتتابع كل شأن من حياة الناس، حماس التي قامت بتوزيع الرواتب الشهرية على موظفيها في بيوتهم، ولاسيما أن البنوك مغلقة، وبنك البريد معرض للقصف، فيا
ويل أعداء حماس، لقد أعدت العدة لكل صغيرة في حربها الكبيرة مع الدولة العبرية، ولهذا تنتصر حماس، بل لقد انتصرت حماس.
ويل أعداء حماس، لقد أعدت العدة لكل صغيرة في حربها الكبيرة مع الدولة العبرية، ولهذا تنتصر حماس، بل لقد انتصرت حماس.