خضر عواركة
ما قاله محمود عباس بالأمس يشبه تماما مايقوله حسني مبارك ومحور الصهاينة اللبنانيين من تيار الرابع عشر من آذار عن إسرائيل وقوتها .
محمود عباس قال : إن كانت المقاومة ستدمر الشعب فلا نريدها
مبارك يقول دوما : أنا مش ححارب علشان حد إحنا عاوزين ننمي مصر ونأمن على مستقبل ولادها…وححارب ليه ؟؟ مش حيحارب بس معليش لو حارب حماس وحزب الله بالعمل الإستخباري وبالسياسة ؟؟ ثم أين التنمية يا مبارك ؟؟ وهل جلب السلام المذل إزدهارا لمصر وشعبها ؟
تيار الحريري ايضا يردد : لا قبل لنا بالحرب والدمار تتحمل مسؤوليته المقاومة
لا قبل لفلسطين ولا لمصر ولا للبنان بالحرب ولكنها مفروضة علينا وسواء دفنا رؤوسنا تحت التراب أو أشعلنا النار بأنفسنا أو سجدنا مستسلمين أمام جيش العدو كما يطلب منا جماعة الإعتدال العرب والفلسطينيين و اللبنانيين ..نحن في هذه المنطقة يا أحبة مقتولين أو قاتلين…تاريخ الكيان الغاصب يقول ذلك ..
لم يكن الفلسطيني منخرطا بشكل جماعي في المقاومة حين سلبوه أرضه في الضفة قبل الإنتفاضة الأولى وحين حولوه من مزارع يعيش من خيرات ارضه إلى عامل ينتظر دوره لساعات على الحواجز لكي يعمل في ورش الباطون وفي المطاعم في تل أبيب وفي غيرها من المستعمرات
حماس متهمة بأنها تراجعت عن التهدئة وبأنها قصفت بصواريخها مدن الصهاينة فهاجمتها إسرائيل…هنا تضيع الحقيقة وينسى الجميع بأن مئات الفلسطينين قتلوا قنصا من الطائرات قبل الصواريخ وأن عشرات آلاف الفلسطينيين في غزة وفي الضفة إعتقلوا أو جوعوا أو قتلوا أو جرحوا وفي النهاية حوصروا قبل الصواريخ ومن دونها
أنا لا أذكر بأن ياسر عرفات كان يطلق صواريخ الغراد حين حوصر وهوجم وحشر في زاوية غرفة في المقاطعة مقره السيادي في رام الله..
مخيم جنين لم يطلق الصواريخ ولم يخرق هدنة حين إرتكبت المجزرة ومخيمي صبرا وشاتيلا …هل أطلقا النار على المحتل فضلا عن قصف الصواريخ حين إرتكبت المجزرة بتسهيل إسرائيلي؟
قالوها من قبل في بيروت المحاصرة والمقاتلة حتى الشهادة في إجتياح العام اثنين وثمانين. قالها كل من صائب سلام وشفيق الوزان وآخرين من الفاعليات الإسلامية في بيروت وكلهم من الموالين للسعودية قالوها حين أصدروا بيانا في أيلول 1982 يطلب ترحيل المقاتلين الفلسطينيين لأن المقاومة التي ستدمر بيروت لا نريدها .. قالوها كما قالها بالحرف اليوم محمود عباس وكانت تلك الشخصيات مثله أدوات أميركية و عربية معتدلة، أوقف أبو عمار المقاومة وخرج من بيروت كما يعرف الجميع وظنت بيروت أن إستسلامها يحميها ويعطيها الأمان ويرفع سكين الموت عنها فماذا حصل .. هل هذا ما يريده محمود عباس ؟؟ مجزرة مثل مجازر صبرا وشاتيلا بإسم السلام والأمان ؟
في لبنان لم يكن هناك صواريخ غراد حين قتلت إسرائيل المئات في الخيام 1978 ولا كان هناك مقاومة أصلا في العام 1949 حين أرتكب الصهاينة مجزرة الحولا ولا كان الجيش اللبناني مستنفرا في كفرشوبا حين دخل الكومندو الصهيوني وذبح عسكريين نائمين بلا سبب وربما للتسلية وطرد الملل في العام 1975
حتى القرى السبع التي لطشتها إسرائيل في العام 1948 وهي اراضي لبنانية لم يسبق للنبي موسى ولا للنبي يوشع بن نون أن زعما قداسة يهودية لها حين سرقها الصهاينة وطردوا أهلها فهل كانت تلك القرى تقاوم ؟
لإسرائيل ثأر مع مئات آلاف اللبنانيين (ليس منهم سعد الحريري ولا السنيورة وجنبلاط وجعجع) ومع مئات آلاف الفلسطينيين (ليس منهم دحلان ولا عبد ربه ولا أبو مازن) وهي لن تتركهم ولو تركوا السلاح وهؤلاء وأهاليهم لديهم خيار واحد عدا الموت …..القتال حتى هزيمة المحتل وفقا لما تسمح به الظروف وتوازن القوى من قضم لقوة الصهاينة واليوم اليوم وليس غدا هو موعد القضم الأكبر …
يدعوا أبو مازن حماس والمقاومة الفلسطينية إلى إلقاء السلاح وإلى تحكيم الوسيط المصري في قضية رفض إسرائيل للقرار الدولي 1860 !
ويتابع بأن مصر هي وسيط وستذلل العقبات مع إسرائيل لكي تقبل بتنفيذ القرار الدولي.
مصر التي غدرت بثلاثمئة شرطي فلسطيني فقتلوا غدرا في إحتفال التخريج على ظن من قيادتهم بأن مصر موثوقة وهي التي أبلغت قيادة حماس بأن لا حرب على غزة .
مصر التي أغلقت المعبر وشنت أعنف حرب سياسية وإعلامية ومخابراتية ونفسية على القطاع بمن فيه وجوعت مع إسرائيل الأطفال في غزة قبل أن تسكت عن قتلهم وهي مشاركة في القتل في معنى من معاني الإجرام، مصر حسني مبارك وعمر سليمان هل هذه من يمكن الوثوق بها على حياة المقاومين إن ألقوا السلاح وأوقفوا المقاومة؟
من يدمر الشعب الفلسطيني هو من يلعب دور الشرطي بفرح ويرسل قوات الأقصى وفتح لضرب المتظاهرين بدلا من إرسالهم للقتال والمقاومة.
أبو مازن وفريقه المتخاذل هو من تسبب بالمجزرة في غزة لأنه بديل المقاومة الجاهز للتنصيب في موقع خدمة التحالف الإسرائيلي العربي المعتدل، أبو مازن هو من يدمر الشعب الفلسطيني لأنه لو كان مناضلا ومقاتلا ومقاوما لم إستفردت إسرائيل بمئات الأطفال وقتلتهم ، منك الداء يا ابو مازن وتزعم أن عندك الدواء ..
ثم تدعو حماس للوثوق بقرار دولي ؟؟
أبو عمار أهين وضرب بالنار وحطموا مكتبه فوق رأسه بالقذائف رغم إتفاقيات دولية وليس بوجود ورقة لا قيمة لها عند
إسرائيل إسمها القرار 1860
سنخبرك يا أبو مازن عن تجربتنا نحن اللبنانيين مع قرار دولي آخر هو القرار 1701 وهو يشبه قرارك الذي تدعو المقاومة الفلسطينية لقبوله كما هو لا بل بصيغة أسواء هي المبادرة الإسرائيلية المنسوبة إلى مصر.
بوجود القرار الدولي ترعب مئات الطائرات الإسرائيلية عائلاتنا في كل لبنان بتحليقها المنخفض وبغاراتها الوهمية وبجدار الصوت تخترقه فتحدث دويا هائلا تهتز له الأبنية والبيوت. وبوجود القرار الدولي خطفت إسرائيل صيادا من بحر صور وبوجود القرار الدولي خطفت مزارعين ورعاة وقتلت أحدهم واصابت أثنين وبوجود القرار الدولي لا تزال إسرائيل ترفض تسليم خرائط الألغام والقنابل العنقودية للأمم المتحدة، ومن جرب المجرب كان عقله مخرب فهل من فيه عقل يمكن أن يثق بإسرائيل ؟
هل السيد حسن نصرالله لبناني أم لا يا أبو مازن ؟ هل إغتياله عملية ضد القرار الدولي أم إلتزام به؟ هل يمكن للسيد نصرالله التجول بحرية بحماية القرار 1701 ؟ وهل يمكن لمقاومين معروفين بأنهم قيادات، هل يمكنهم التجول بحرية في قراهم والنوم في بيوتهم بآمان تحت حماية القرار 1701 ؟ أنا أخبرك بأنه لا ولا يغني القرار الدولي عن الإحتياط والتخفي وهو ما سيكون عليه حال المقاومين في غزة في ظل القرار .
إن لم يحمي القرار الدولي اللبنانيين من إسرائيل فلك أن تتوقع بأن قرارك الدولي حول غزة لن يحمي أهل غزة ولن يمنع الموت عنهم ، فقط ستخف وتيرة القتل ومن تقتلهم إسرائيل بساعة في الحرب ستقتلهم في الهدنة وتحت سلطة القرارات الدولية في شهر أوفي سنة ربما والنتيجة واحدة …القتل سيستمر كما إستمر من قبل رغم كل الإتفاقيات والمفاوضات والإستسلام يتلوه إستسلام من قبلك لإسرائيل فماذا كانت النتيجة ؟
أين مروان البرغوثي يا أبو مازن ؟ وأين أثني عشرالف أسير فلسطيني؟
وكم خرج منهم من السجن إلى الحرية بعد إتفاقية أوسلو، وبجهد اللجنة الرباعية ونتيجة لإلتزامك بخارطة الطريق، وبمساعدة الجنرال دايتون؟؟
وهل نفعت قواتك المهزلة لمكافحة الشغب في شوارع رام الله هل نفعتك لنيل رضا المحتل فأشفق عليك من الذل في عيون شعبك وأطلق لك الأسرى وأعطاك أجرهم في نظر الناس؟
في لبنان أيضا هناك مثيلون لك يحبون ترديد الأحاديث الخشبية عن الإلتزام بالقرارت الدولية …
أنا لبناني وسيادي واحب الإلتزام بالتزامات من يحبون القرارت الدولية وقررت في الصيف الماضي السباحة في نهرالوزاني ولم أجروء على الإقتراب لأن الإسرائيليين لا اللبنانيين أعلنوها منطقة عسكرية، وكانوا ولا يزالون يطلقون النار على كل من يقترب من النبع فهل حماني القرار يا محمود عباس؟
الحرب لها أثمان وصدق القرار 1701 حين أعلن وقف القتال لا وقف إطلاق النار لأن أصوات الطائرات التي تخرق القرار الدولي والسيادة والكرامة اللبنانية ثلاثمئة مرة في الشهر على الأقل بحسب تقارير القوات الدولية لا تُشعر أهل الجنوب وهم لبنانيون سكر زيادة بأي راحة من الحرب لأنهم مهددون في كل لحظة بجدار الصوت وبصواريخ الطائرات الصهيونية التي تبحث عن هدف في لبنان لا عن صيد الفراشات ولإن كان في إسرائيل مصابون بالصدمة فإن نسائنا وأطفالنا وحتى الفتيان يصابون بالصدمة كلما سمعوا هدير أدوات القتل الإسرائيلية تعربد يوميا وليليا في سمائنا وهذا خرق للقرار المقدس وهجوم حربي بالمعيار الإسرائيلي لأنه عمل يوقع مصابين بالصدمة، ولو كنا مثل الصهاينة (خرونغات) لسجلنا عددهم بالآلاف.
هل جرحى إسرائيل بالصدمة أغلى من جرحى اللبنانيين بالصدمة؟
إسرائيل تقتل وتبيد ولوقف مجازرها ليس الإستسلام هو الحل، بل تعميم المقاومة فوق أرض فلسطين من النهر إلى البحر، وعكا على ما يقال إستطابت طعم النضال وتستعد له فهل مستعد يا ابو مازن لوقف تدمير الشعب الفلسطيني؟
أم أن كسلك عن التفكير بحل آخر غير الإستسلام يدفعك دوما إلى أسهل الحلول على نفسك …الإستسلام .
لو كنت فعلا معنيا بالخوف على الفلسطينيين لقاتلت وقاومت مع غزة من الضفة ومن رام الله ولو بالحجارة ولو بغصن زيتون ترشق به المحتل، ولكنك بعيد عن الإهتمام بشيء إلا بنفسك بمسافة تقارب بُعد حسني مبارك عن الإهتمام بالمصريين .
التاريخ يعيد نفسه …
لو أن الخطر الصهيوني وجد في مقابله من ينتظر رضى هذا وذاك من المنتقدين والمحاربين في العام 1982 لما تحرر لبنان ولما هزمت إسرائيل ولكان التصرف القانوني الذي قام به جيش أمين الجميل في شتاء العام1983 ضد مقاومين فجرا سيارة مفخخة بدورية إسرائيلية في غاليري سمعان هو المعيار اليوم حيث إعتقلهم أمين الجميل وحاكمهم ومعه القضاء اللبناني (ميلي ما مال الهوى) بتهمة الإرهاب.
أبو مازن يلعب اليوم دورأمين الجميل ، فهو يعتقل المقاومين ويجرم المقاومة ويحاكم عناصرها بتهمة الإرهاب.
يا محمود عباس تحب فلسطين وتخاف على شعبها ؟؟ أعلن وقف المفاوضات وإضغط على نفسك وتنحى أو أعلن المقاومة.