بقلم- عطا مناع
نحن نباد وترتكب بحقنا جرائم الحرب في قطاع غزة، الكيان يستهدف الشعب والوجود والقضية، ويتم القتل والتباكي على حرق أطفالنا دون فعل يذكر، إنها الحرب الجديدة عبر الفضائيات التي تفضح المحرقة العسكرية والاباده السياسية، وهناك في غزة اتضحت الصورة ولا مجال للمناورة والدجل والتضليل، إنها المؤامرة على قضيتنا ووجودنا وحلمنا الوطني، وهناك في غزة تداخلت اللغات واختلط العربي بالعبري حينا وتطابق أحيانا.
الحقيقة المطلقة التي لا يمكن أن يتجاوزها أنصار أيدلوجية الكذب والدجل في المنطقة العربية أن الشعب الفلسطيني يغرق في دمة ويدفن صغارة ونساءة الذين يسقطون بالعشرات يوميا، هذا الشعب الذي يباد والعالم يحي الذكرى الستين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان حيث جدار الصمت الذي يسيطر على المؤسسات الدولية والنظام العربي المخصي الذي يشارك بفعالية واضحة في المحرقة الفلسطينية.
المقاومة الفلسطينية التي تتشكل من القوى الحية المدافعة عن الحقوق العادلة للشعل الفلسطيني صمدت حتى اللحظة في وجه المحرقة، هذا الصمود كلفنا الكثير من الألم والدمار والموت، صمودنا لا يعجب من تخلى عن قضيتنا وانقلب عليها في تحالفه الشيطاني مع الكيان الصهيوني المتأكد بان ظهرة محمي.
وفي ميزان الحرب والسياسة فان الحرب التي تشنها دولة الاحتلال على قطاع غزة تستهدف تحقيق واقع سياسي يتماشى مع مصالحها، هذا إذا نجحت الدولة العبرية في حربها الغير عادلة على الشعب الفلسطيني، ويبدو أن الواقع الراهن يتناقض مع القوانين والأعراف السياسية، وخاصة في ظل العجز الواضح لدولة الاحتلال عن تطبيق أهدافها والتقدم للإمام وعلى الأرض في حربها الشعواء على قطاع غزة الذي يسطر بصموده الأسطوري بطولات تتجاوز الصمود اللبناني في تموز وحتى الصمود الفيتنامي أمام آلة الحرب الأمريكية.
وبالاستناد للواقع واعترافات الجنرالات الصهاينة فان الشعب الفلسطيني صمد أمام ماكينة الموت الإسرائيلية، وتبع هذا الصمود طوفان من التعاطف والتضامن والتنديد بالمجزرة، وبالضرورة أن نحصد نصرا سياسيا على اعبتار أن ما يجري على الأرض من جرائم حرب وما نتج عنها من تفاعلات اجتاحت كافة أنحاء العالم العربي والغربي، لكن البعض العربي أو ما يسمى بمعسكر الاعتدال يحاول أن يمنع عنا محاكمة هذا الكيان على الجرائم التي ارتكبها بحق المدنيين الفلسطينيين بالمساواة بين الشعب المعتدى علية ودولة الاحتلال التي استخدمت أبشع الأساليب في هذه الحرب.
الأكيد أن صمود المقاومة الوطنية الفلسطينية وبإمكانياتها المتواضع فاجأ الذين خططوا لهده الحرب، وكما يقال جاءت رياح الصمود بعكس السفن المبحرة باتجاه التسوية والتخلص من القضية الفلسطينية، وقد دفع صمود المقاومة بالنظام المصري المتهم بالمشاركة بالحرب الحالية على الشعب الفلسطيني بطرح المبادرة المشتركة مع الرئيس الفرنسي ساكوزي لإنقاذ ما تبقى من ما الوجه ومحاولة تنفيس الشارع المصري بشكل خاص والعربي بشكل عام ولإحداث حالة من الجدل البيزنطي حول الحلول السياسية فقي ظل تواصل مسلسل الذبح في قطاع غزة.
;
وبمعزل عن المبادرة المصرية وقرار مجلس الأمن الدولي وكافة المحاولات التسوفية التي توحي للمتابع أنهم يعكفون على إيجاد حلول، فان الحالة العربية بشكل خاص عاجزة عن الفعل لان محور التآمر لن يتحرك لمناصرة الشعب الفلسطيني وإذا تحرك فهو يعمل على إسناد دولة الاحتلال التي بدأت الحرب من مصر وها هي تقضي أيامها في مصر لتحقق السياسة ما لم تحقق الطائرة.
في المحصلة: لقد عجز النظام العربي الرسمي عن عقد قمة عربية ولو صورية، وعجز عن فتح معبر رفح، ولم يستطع إدخال أطباء ومسعفين لمد يد العون لإخوانهم الفلسطينيين، إنها مرحلة العجز العربي واندحاره وسطوع شمس حركات التحرر وعودتها، فالمقاومة الفلسطينية الوطنية والإسلامية في قطاع غزة تحقق صمودا أكيداً في وجه هذا التحالف، وعلى صمودها يتوقف مصير الشعب الفلسطيني وقضيته التي ستتغير ملامحها بعد ملحمة الصمود في غزة.