لحسن بولسان
الصحراء الغربية
تحظى القضية الفلسطينية هذه الأيام بإهتمام كل وسائل الإعلام, وقلوب العرب والعالم الحر.. ففي وقت تتعالى الصيحات المتباكية على الوطن المدمر والشعب المشرد ،تقدم قناة الجزيرة عملا تاريخيا معتبرا بأداء ومهنية .
الجزيرة التي إختارت عنوان” غزة تحت النار” لتغطيتها أحداث القطاع الدامية على مدار الساعة كشفت بشاعة العدوان الإسرائيلي.وتمكنت القناة من نشر وتوضيح الرؤية الصحيحة للقضية الفلسطينية ،و نقل حقيقة الجرائم الإسرائيلية ،وأقنعت العالم بالصور الحية بأن هناك شعب يذبح ويمارس ضده كل الانتهاكات وأبشعها.
واستطاعت الجزيرة بكل قدرة واحترافية كشف أن الاحتلال ومجازره ضد أهل غزة هو مروع ودموي حيث غرقت إسرائيل في رمال غزة المتحركة, وفي بحر من دم الأطفال والنساء والشيوخ والمدنيين بشكل غير مسبوق في تاريخ خرق القوانين الدولية.
وساهمت الجزيرة مساهمة قوية على الصعيد الإعلامي والأخلاقي حتى خسرت إسرائيل حربها الإعلامية. فالإعلام الدولي وفي مقدمته القناة القطرية، أصيب بصدمة, وفضح هول الفظائع… وجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل بعدوانها الوحشي وقصفها العشوائي للأحياء السكنية بأسلحة الدمار الشامل من البر والبحر والجو ضد شعب أعزل يتسلح بحقه المشروع بحياة حرة مستقلة كريمة وبإيمانه بقضيته العادلة وقوة إرادته وصموده.
الجزيرة وهي توظف شبكة مراسليها ،تنقل لنا شمس غزة تسطع على العالم دامية وحزينة لكنها عظيمة وجليلة،لتضيء الحقيقة.
ويبقى صوت الجزيرة مدويا رغم تشويش صوت القذائف ورصاص الاحتلال الذي لا يميز بين صحفي وغيره؛ فكل شيء متحرك هو هدف لنيران قناصة المحتلين ،يبقى صوت الجزيرة مدويا ليوقظ الرأي العام العربي والدولي على جرائم الاحتلال، و يمد أقلام الأحرار في كل مكان بالدم ليكتبوا ويكشفوا حقيقة المحتل،أما غزة فهي تكتب اليوم بدماء شهدائها ملحمة الصمود والتصدي، فهل يستطيع أن يرتقي إعلامنا العربي إلى موقف الجزيرة؟؟؟؟
.