شعر: أحمد مطر
افْعَلوا ما تَرغَبونْ.
بارِكُوا ما يَفْعَلُ الأعداءُ فينا
وَاسلُكوا أيَّ مَسارٍ يَطلُبونْ.
لَيسَ في الأمرِ خَطايا
إِنَّما تَعدو المَطايا
حَيثُ يَهوى الرّاكِبونْ!
* * *
افعَلوا ما تَرغَبونْ.
أيَّ شَيءٍ تَرهَبونْ؟!
هذهِ الأوطانُ ميراثُ أبيكُمْ
فافْعَلوا فيها الّذي تَستَنسِبونْ
ثَبّتُوا مِنها الّذي يُثْبِتُ ميراثَ بَنيكُمْ
وَاشطُبوا ما تَشطُبونْ!
* * *
افعَلوا ما تَرغَبونْ.
ما الّذي ترتَقِبونْ؟
اذهَبوا، وَاجتَلِبوا السِّلْمَ إذاعيّاً
وَأدُّوا… كُلَّ (ما يَطلُبُهُ المُغتَصِبونْ).
* * *
اذهَبوا…
لا تَحمِلوا الهَمَّ لأَنّا غائِبونْ
فَبِحَمْدِ اللهِ أنتُمْ كُلُّكُمْ مُنتَخَبونْ.
إِيْ وَرَبّي… كُلُّكُمْ مُنتَخَبونْ!
نَحنُ لَو لَمْ نُعطِكُمْ أصواتَنا
كَيفَ سكتْنا سَكتَةَ المَوتِ
وَأنتُمْ، كُلَّ يَومٍ، تَخطُبونْ؟!
* * *
افعَلوا ما تَرغَبونْ.
إِنَّ أدنى حقِّكُمْ أن تَفعَلوا ما تَرغَبونْ.
قَد تَركناكُمْ، سِنيناً، تَحمِلونَ الهَمَّ عَنّا
وَاستَرحْنا… حَيثُ كُنتُمْ تَتعَبونْ.
أَوَ لَمْ نَجمُدْ
وَأنتُمْ باسمِنا تَنقَلِبونْ؟
أَوَ لَمْ نَقْعُدْ
وَأنتُمْ فَوقَ دَبّاباتِكُمْ تَضطَرِبونْ؟
أَوَ لَمْ نَرقُدْ
وَبالزّانَةِ للكُرسِيِّ كُنتُمْ تَثِبونْ؟
إنَّكُمْ، يا سَيِّداتي، لَمْ تَكونوا تَلعَبونْ.
قَد (صَمَدْتُمْ)
وَ(تَصَدَّيتُمْ)
وَكُنتُمْ بَينَ تَنديدٍ ورَفضٍ… تَشجبونْ.
وكَفَلتُمْ لِلوَرَى حُريَّةَ (الرّايِ)
فَهزَّتْ راقِصاتٌ… وَتَغَنّى مُطربونْ.
وحَفِظتُمْ سُنَّةَ الفَتحِ
وَقد كُنّا سَنَنْسى (الفَتْحَ)
لَولا أَنَّكُمْ في كُلِّ أَمْرٍ (تَنْصِبونْ)!
* * *
افعَلوا ما تَرغَبون.
قَد تَعِبْتُمْ…
وَلَقد آنَ لَكُمْ
أن تَقبِضوا أتعابَكُمْ يا طَيِّبونْ.
إنّما قَبْضُ العَطايا
مُبتَغى كُلِّ البَغايا
بَعدَ إرضاءِ الزَّبونْ!