وجه الدكتور يوسف القرضاوى، رئيس الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين، انتقادات لاذعة لحكام الدول العربية، واتهمهم بالتخاذل والتراخى عن مساعدة الفلسطينيين فى غزة، وقال خلال خطبة الجمعة أمس الأول، التى ألقاها فى مسجد عمر بن الخطاب فى الدوحة، إنه يجب على الأمة الإسلامية إمداد الفلسطينيين فى غزة بالمال والسلاح والخبرات متسائلاً: «ما فائدة المليارات التى تنفقها الدول فى شراء الأسلحة، ثم تخزنها لتصدأ بعد ذلك؟».
ووصف القرضاوى موقف الحكام العرب تجاه ما يحدث فى غزة بـ«العار» قائلاً: «يا أيها الحكام عار عليكم، ولا أريد أن أقول حرام عليكم، لأن كثيراً منكم لا يهمه الحلال ولا الحرام.. أين الإسلام والقومية والعروبة؟ كيف ترون إخوانكم فى غزة يقتلون ويحرقون وتدمر بيوتهم وتهدم مساجدهم ومدارسهم وأنتم تتفرجون؟ فإن التاريخ لا يرحم».
وأشاد القرضاوى بموقف الرئيس الفنزويلى «هوجو شافيز» واصفاً طرده السفير الإسرائيلى من أراضيه بـ«العمل الرجولى»، وانتقد جامعة الدول العربية التى تركت الفلسطينيين أمام الترسانة الإسرائيلية المؤيدة من أمريكا، بحسب قوله، موضحاً أن الجامعة وقفت بجانب الفلسطينيين فى عام ١٩٤٨ حينما كانت تضم سبع دول.
ووجه القرضاوى، خلال خطبته، رسالتين إحداهما للأمة العربية، التى شكرها لوقوفها بجانب الفلسطينيين، والثانية إلى السلطة الفلسطينية فى رام الله قائلاً: «إن إخوانكم فى غزة هم منكم وإليكم، لا يجوز أن تتخلوا عنهم أو تقفوا متفرجين عليهم،
لو سقطت غزة لسقطت قضية فلسطين، فهى امتحان خطير لهذه الأمة، وما تريده إسرائيل القضاء على المقاومة، لا تريد وجود مقاوم فى فلسطين، وهؤلاء الإخوة يرفعون شعار المقاومة، وقد التقينا بهم فى دمشق وهم على قلب رجل واحد، لا نريد من السلطة فى رام الله ابتزازهم أو أن يتفرجوا عليهم.. انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً».
وقال: «إن بعض الأشخاص يرددن أن مصر هى باب الدخول إلى غزة، وقد أغلقت مصر هذا الباب، ولكنى أقول لهم إن إسرائيل تحيط بها عدة دول عربية كالسعودية والأردن وسوريا ولبنان، وهذه الدول تستطيع العبور إلى غزة من خلال المنافذ التى بينها وبين إسرائيل، ولكنها أصبحت كالطوق الذى يحيط بالفلسطينيين».