كشف تقرير لشبكة “”CNN، أن مقاتلتين إسرائيليتين من طراز “F16” حلقتا في المجال الجوي المصري ليل السبت، وذلك خلال قصفهما لمناطق حدودية يُعتقد أنها تضم شبكات من الأنفاق التي تتهم تل أبيب “حماس” باستخدامها لتهريب السلاح والذخائر، وهو ما يعد انتهاكًا للسيادة المصرية، وخرقًا لاتفاقية السلام الموقعة بين الجانبين عام 1979.
وقال كارل بنهول، مراسل شبكة “CNN” في رفح: “يمكننا أن نقول إن الطائرتين جاءتا من المجال الجوي المصري، لأنهما فوق الطرف البعيد للمبنى الذي نقف فيه”، ووفقًا للمراسل، فإن الطائرتين المزودتين بأضواء وامضة دخلتا المجال الجوي لمصر خلال الغارة على أهداف جنوبي غزة.
وقال الناطق باسم مكتب رئيس الوزراء المصري الدكتور أحمد نظيف، إن القاهرة لم تمنح الطائرات الإسرائيلية حق استخدام أجوائها، في حين نفى مارك ريجيف، الناطق باسم الحكومة الإسرائيلية، أن تكون طائرات تابعة للجيش الإسرائيلي خرقت الأجواء المصرية.
وتعرضت المنطقة الحدودية على مدار الأيام الماضية لعمليات قصف عنيفة، استهدفت ما قالت إسرائيل إنها أنفاق يستخدمها الفلسطينيون في عمليات التهريب من مصر، وأدى ذلك إلى تأثر المنازل في الجانب المصري، نتيجة القصف المتكرر.
يأتي هذا في وقت تجري في مصر، محادثات مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بشأن مبادرة اقترحها الرئيس حسني مبارك لوقف إطلاق النار في غزة، بعد أسبوعين من العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع.
وقال دبلوماسيون أوروبيون وإسرائيليون إن مصر تعترض على مقترحات بنشر قوات وفنيين أجانب على حدودها مع غزة التي يصل طولها 15 كيلومترا لمنع تهريب الأسلحة إلى القطاع. كما أشار دبلوماسيون إلى أنهم قد يشرفون على تشغيل المعابر الحدودية ومراقبة الهدنة بين لإسرائيل وحركة “حماس” التي تسيطر على قطاع غزة.
وتوجد بمصر بالفعل قوات دولية على جانبها من الحدود مع إسرائيل في إطار معاهدة سلام وقعتها مع إسرائيل، فيما كشفت تقارير إعلامية أمريكية مؤخرا، أن ضباطا عسكريين أمريكيين يتواجدون حاليا في الجانب المصري من الحدود، بغرض وقف عملية تهريب الأسلحة إلى المقاومة الفلسطينية.
وذكرت كبيرة مراسلي شبكة “إن بي سي” الأمريكية في البيت الأبيض أندريا ميتشل، أن ضباطا من سلاح المهندسين بالجيش الأمريكي موجودون حاليا على الجانب المصري من الحدود مع قطاع غزة، بغرض المساهمة في منع تهريب السلاح عبر الأنفاق إلى القطاع.
وشهد العام الماضي، زيارات متكررة لمسئولين أمنيين بالسفارة الأمريكية بالقاهرة وأعضاء بالكونجرس الأمريكي للمنطقة الحدودية بين مصر وقطاع غزة، بعد تصاعد الشكاوى الإسرائيلية مما اعتبرته تساهلا من الجانب المصري في مراقبة الحدود.
وسمحت إسرائيل بنشر 750 من قوات حرس الحدود المصرية على الحدود مع قطاع غزة لمنع تهريب الأسلحة بعد انسحابها من القطاع عام 2005، وطبقًا لمعاهدة السلام المصرية الإسرائيلية الموقعة عام 1979 تنتشر في المنطقة قوات شرطة مصرية خفيفة التسليح.