سؤال للرئيس غير الشرعي |
سؤال للرئيس غير الشرعي سميح خلف يبدو أن محمود عباس قد فقد الذاكرة تحت وطأة إلتزاماته وإتفاقياته وعربداته السياسية وتزييفه لحركة التاريخ ولحركة الشعوب. لم يكف هذا الرجل المحتال عن استخدام حملات ومصطلحات هدفها النيل من صمود الشعب الفلسطيني في غزة، وفي غير غزة، وهنا يتفق محمود عباس كمنهجية مع حرب الورق التي يقصف بها العدو الصهيوني إلى جانب قنابله الفسفورية والعنقودية سماء غزة ، لغة دارجة تصب في خانة واحدة تدعو الفلسطينيين لأن يسلموا رقابهم للإحتلال ولآلة العدو الصهيوني وعملائه وأتباعه في الساحة الفلسطينية. عندما يأتي الحديث من رئيس دولة إقليمية مثلا لها إتفاقيات سابقة مع العدو الصهيوني ، نقول أن هؤلاء خرجوا من دائرة القومية والفهم القومي إلى دائرة القطرية الضيقة ليقعوا في خندق المساومة على القضايا الأخرى، ونقول أيضا أن برنامجهم السياسي متفق من حيث تشابك المصالح ومن حيث تشابك الرؤيا التي تقوم على نسيان حقوق الآخرين وتاريخهم. أما أن يتحدث رئيس فلسطيني أي يسمى رئيس لفلسطين، عن المقاومة بأسلوب إحباطي للشعب، فهذه كارثة تضاف إلى كوارث محمود عباس وجوقته التي كانت تلقنه ماذا يقول في المؤتمر الصحفي الذي عقد في القاهرة بعد لقائه مع الرئيس المصري حسني مبارك . في مشهد مثير للسخرية، وبوجوه كالحة ووقحة أيضا، وقف الرئيس الفلسطيني المنتهية صلاحية رئاسته للشعب الفلسطيني، وبدون استحياء أو خجل، وبجانبه طاقم العار والذل والمهانة والمحسوبين على “فتح” أي “فتح أوسلو”، وأهمهم صائب عريقات ونبيل عمرو وأبو ردينة وقد تحول عباس في هذا اللقاء كمتلقي من أعضاء الجوقة ماذا يقول في الأسئلة الحساسة للصحفيين، وردا على اسئلتهم. عباس يقول أنه “إذا كانت المقاومة تأتي بالدمار للشعب الفلسطيني فنحن ضد المقاومة”. المنشورات الصهيونية تقول في سماء غزة لسكانها ابعدوا عن “حماس” فهي التي تجلب لكم الهلاك، أي أن المقاومة الفلسطينية بكل فصائلها هي التي تأتي بالدمار للشعب الفلسطيني !! لم تكن هي المرة الأولى التي يهاجم فيها عباس المقاومة الفلسطينية، وليست المرة الأولى التي يشكك في قدراتها، بل اتهمها اتهامات كان الغرض منها وضع حاجز نفسي بين المقاومة والشعب. ويبدو أن عباس نسي التاريخ أيضا، لأن المقاومة هي من الشعب بكل فئاته اللاجئ والمواطن، ولم تكن المقاومة آتية من جزر الهونولولو أو من جزر واق الواق !! من الملاحظ أن هناك وحدة للخطاب الصهيوني العباسي، غرضها وضع شقاق بين الشعب والمقاومة، وأن اختلفت الصياغات، لكنها تصب في مفهوم واحد . عباس فاقد الشرعية يوهم نفسه كما الآخرين يعيشون في احلامهم وهم متربعين على عروشهم ومكاتب رئاستهم أنهم يتحاورون ويصدرون المبادرات والمشاريع ويهرولون لمجلس الأمن وغيره، متحالفين مع اوروبا التي زادت من تمثيلها لدى العدو الصهيوني، أي السوق الأوروبية، متوهمين أن تلك المشاريع يمكن أن تمرر عن طريق ذلك الرئيس المنتهية ولايته بتاريخ 9/1/2009، فالشعب الفلسطيني يتصدى الآن لمعركتين، معركة الصمود في غزة وفرض الإرادة الفلسطينية على العدو الصهيوني، ومعركة أخرى تخوضها فصائل المقاومة من خلال النصر الذي تحققه على العدو الصهيوني لتضع رادع لعملية القرصنة على الرئاسة الفلسطينية، وعلى السلطة الفلسطينية، بما يخالف الدستور والقانون الفلسطيني، وهي معركة ستحقق فيها المقاومة النصر لتذهب تلك الوجوه بلا رجعة من حيث أتت ومن حيث برمجت قرار مجلس الأمن الهلامي الذي لم ينصف الشعب الفلسطيني وتضحياته يقوم الرئيس المنتهية ولايته بتمثيل الشعب الفلسطيني فيه، ما يسمى بمجلس الأمن يمارس التزوير والتدجيل وإختطاف حق التمثيل من الشعب الفلسطيني كما اختطفت الأرض الفلسطينية واختطفت الحقوق الفلسطينية. فالجميع يعلم أن الرئيس الفلسطيني المنتهية ولايته لا يمثل الشعب الفلسطيني، وذلك قبل انتهاء ولايته، فما بالكم اليوم والمظاهرات تجوب شوارع الضفة الغربية وشوارع العواصم العربية والمخيمات الفلسطينية وفي معظم مدن أوروبا وأميركا دعما ومساندة لغزة ولمقاومتها. فهل هناك شرعية لهذا الدجال الذي فقد أدنى احساس، وأدنى حس انساني بأنه غير مقبول، ومرفوض من قبل الشعب الفلسطيني..؟ مهزلة تمارسها الدول الإقليمية، ولا يعلمون أن هذا الرجل لا يعدو كونه هيكل من خشب، يمكن أن تتحلل ذراته بفعل الوهج والحرارة اللتان تطلقهما المقاومة بصمودها وتحديها للإحتلال ولبرامج عباس، الذي يسعى حثيثا تحت غطاء آلامه على الشعب الفلسطيني لكي يكتف المقاومة من خلال مشاريع إقليمية ودولية، ويحاول أن ينهي المقاومة كما حاول في الضفة ونجح نسبيا بمعاونة الإحتلال، والآن يريد عباس قوات دولية في غزة ليدول غزة وليضع فكرته محل التطبيق في محاربة المقاومة وحصارها وملاحقتها، ولعباس تجربة واسعة في هذا المجال مارسها في الضفة الغربية مارسها هو وأجهزته، والجوقة الملعونة. ولكن نقول لعباس الذي يصنع النصر تضحيات الشعوب وآلامها هي التي تصنع الإرادات وتصنع المقاتل الشرس، كما يحدث في غزة فللعصابات الصهيونية موعد وموعد هام مع المقاتل الفلسطيني في كل حارة وبيت وفي كل خندق مهما مارست إسرائيل من عنجهية قوتها التي تقول أنها مدمرة. ولكن الحقيقة أن إرادة الشعب الفلسطيني لن تكسر لا بقوة الآلة الصهيونية بالإف16، ولا بصواريخ الأعماق، ولا بالقنابل العنقودية. ولعباس مشهد مهم .. كيف قتل رئيس لواء غولاني، وكيف يصرخ جنود وضباط العدو الصهيوني أمام مقاتلي المقاومة الفلسطينية. يجب أن يعرف عباس الحقيقة ويعمل على الإجابة على السؤال .. من الذي يصنع النصر .. نقول الشعوب بأبنائها ومقاوميها، ولعباس من التاريخ عظة لتبطل حججه، الثورة الفيتنامية، مئات الآلاف ممن ضحوا بأنفسهم من أجل استقلال فييتنام في سايغون وهانوي، والثورة الجزائرية دفعت من ابنائها مليون شهيد، والثورة العراقية والمقاومة العراقية دفعت مليون ونصف المليون شهيد معظمهم من المدنيين، ولم يقولوا ” أخ ” ولم تضع قياداتهم الحجج والمبررات مقدمة وقاعدة للإحباط والإستسلام، بل تقوم المقاومة العراقية بأداء مهم، وبثقة بالنفس مهما كانت الآلام، ومهما كانت التضحيات، ليرجع العراق حرا عربيا كريما. حرية وكرامة الشعوب لا تقاس بالتضحيات، التي هي أوسمة للأبناء وللأحفاد في المستقبل، هذا درس يجب أن يعرفه محمود عباس المنتهية ولايته،ولكنهم “صم عمي بكم فهم لا يبصرون”. صدق الله العظيم .. |