قالت صحف إسرائيلية اليوم إن قائد المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي اللواء يوآف غالانت طلب من وزير الدفاع إيهود باراك المصادقة على توسيع العملية العسكرية البرية والبدء في شن المرحلة الثالثة منها التي تشمل زج قوات احتياط كبيرة في القطاع واحتلال أجزاء كبيرة منه. جاء ذلك في اليوم الذي بدأت فيه الحكومة الإسرائيلية اجتماعها الأسبوعي اليوم وسط تكهنات باحتمال إقرارها توسيع العمليات البرية والانتقال إلى المرحلة الثالثة.
في حال لم يتم توسيع العملية البريةفإن اسرائيل ستهدر فرصة تاريخية
ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن غالانت الذي يتبوأ منصب قائد الجبهة الجنوبية للجيش الإسرائيلي قوله إنه بالإمكان التوصل على وضع حاسم أمام حماس من دون احتلال كل القطاع. وتوقع غالانت أن يؤدي توسيع العملية البرية إلى تكبد الجيش الإسرائيلي خسائر بشرية وسيحتم تمديد فترة تجنيد جنود الاحتياط لكن توسيع العملية العسكرية سيؤدي في المقابل إلى حل مشكلة الأمن في جنوب إسرائيل لسنوات طويلة حسب قوله.
وذكرت يديعوت أحرونوت أن غالانت قال لأولمرت وباراك أثناء تواجدهما في مقر فرقة غزة العسكرية يوم الخميس الماضي إنه “في حال لم يتم توسيع العملية البرية فإننا سنهدر فرصة تاريخية”. وقدر غالانت أن وقف العملية العسكرية في القطاع الآن سيؤدي إلى هدوء في الجبهة مع غزة لسنوات معدودة، لكن حركة المقاومة الإسلامية حماس ستستأنف تسلحها “وعندما يتجدد إطلاق النار، فإن مدى الصواريخ التي ستكون بحوزة حماس سيصل إلى تل أبيب”.
ونقلت صحيفة هآرتس اليوم عن ضباط كبار في الجيش الإسرائيلي قولهم إنه من أجل تحقيق نتائج هامة أخرى في العملية العسكرية، فإنه يتعين على الجيش توسيعها لعشرين يوما إضافية على الأقل. كما نقلت الإذاعة الإسرائيلية باللغة العبرية عن ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي قوله إنه يجب المضي قدما في العملية العسكرية حتى نهاية الشهر الحالي على الأقل معتبرا أن القيادتين السياسية والعسكرية لحركة حماس تعتبران “هدفين مشروعين”.
الجيش الاسرائيلي يحاول التقدم إلى غزة
أفاد مراسل الجزيرة في غزة أن الاشتباكات العنيفة تواصلت الليلة الماضية وفجر اليوم بين المقاومين الفلسطينيين والجنود الإسرائيليين، في وقت ارتفع فيه عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع الذي دخل يومه السادس عشر إلى 875 شهيدا و3695 جريحا. وقال وائل الدحدوح إن الجنود المعززين بالدبابات توغلوا عدة مئات من الأمتار من ثلاثة محاور انطلاقا من جهة مستوطنة نستاريم بجنوب القطاع على امتداد الساحل وحتى حدود غزة البرية تحت ستار ناري كثيف وقصف من البحر إضافة إلى استخدام قنابل الفوسفور الأبيض.
الدبابات الاسرائيلية قصفت نحو 60 هدفا
وأشار إلى أن توغل الساعات الماضية يظهر تصميم الجانب الإسرائيلي على المضي قدما في الخطة العسكرية عبر السيطرة على منطقة على الأرض ثم الانطلاق منها إلى منطقة أخرى.
وقال شهود عيان إن الدبابات الإسرائيلية توغلت فجر اليوم باتجاه حي الشيخ عجلين بعد قصفه بالقذائف وكذا حي تل الهوى المجاور، مشيرين إلى أن القصف طال أنحاء أخرى من غزة. وذكرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحركة الجهاد الإسلامي أن عدة فلسطينيين أصيبوا بجروح من جراء هذا القصف، مشيرتين إلى أن رجال المقاومة زرعوا قنابل على الطرق لعرقلة توغل الدبابات الإسرائيلية في حي الشيخ عجلين.
وقبل ذلك ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن المقاتلات والدبابات الإسرائيلية قصفت نحو 60 هدفا في أنحاء متفرقة من غزة. كما استهدفت إسرائيل في ساعات المساء مبنى مؤسسة الجريح الفلسطيني غرب غزة، وقصفت منزلا خاليا في شمال غرب غزة. وقال مصدر طبي فلسطيني إن ما لا يقل عن 55 فلسطينيا أصيبوا بحروق فجر اليوم من جراء قذائف الفوسفور الأبيض التي أطلقها جنود الاحتلال.
وتحدثت تقارير صحفية عن اندلاع قتال عنيف شرقي مدينة غزة حيث أطلقت المقاومة الفلسطينية صواريخ مضادة للدبابات وقذائف هاون على القوات الإسرائيلية المتقدمة التي ردت بإطلاق قذائف دبابات وهجمات جوية.
ومع دخول العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع يومه الـ16 قالت مصادر طبية إن 48 شهيدا سقطوا أمس السبت بينهم ثلاثون شهيدا جراء الغارات والقصف المدفعي و18 تم انتشالهم من تحت الأنقاض. وبذلك يرتفع عدد شهداء هذه الحرب إلى 854 شهيدا وعدد الجرحى إلى 3681 نصفهم من الأطفال والنساء.
وبينما أطلقت المقاومة الفلسطينية صباح اليوم صاروخين من طراز غراد على مدينة بئر السبع جنوب إسرائيل، اعترف جيش الاحتلال بإصابة 12 من جنوده في العمليات خلال الـ24 ساعة الماضية. فقد أعلن الدفاع المدني الإسرائيلي سقوط ثلاثة صواريخ غراد في مدينة عسقلان، مما أدى إلى إصابة إسرائيلييْن بجراح، كما نقل عشرة آخرون إلى المستشفى لإصابتهم بالهلع.
سرايا القدس أعلنت عن قصف عسقلان بأربعة صواريخ
وفي تطور نوعي قالت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إنها قصفت قاعدة بالماخيم الجوية الإسرائيلية التي تبعد أكثر من خمسين كيلومترا عن غزة بصاروخ غراد مطور. كما قصفت مستوطنة سديروت بصاروخي قسام، وأعلنت تفجير عبوتين ناسفتين في قوة إسرائيلية راجلة مكونة من تسعة جنود، وقنص جندي آخر على جبل الكاشف شرق جباليا.
وقالت الكتائب إنها فجرت منزلا ملغما شرق حي التفاح بداخله قوة إسرائيلية خاصة، وأوقعت بها إصابات محققة. كما قصفت موقعا عسكريا شرق حي المغازي بخمس قذائف هاون.أما سرايا القدس التابعة لحركة الجهاد الإسلامي فقد أعلنت قنص جندي إسرائيلي قرب حي الزيتون، وقصف سديروت وعسقلان بأربعة صواريخ من طراز “قدس”. بدورها قالت كتائب الشهيد أبو علي مصطفى إنها قصفت سديروت وعزاتا وبئر السبع بأربعة صواريخ وفجرت ثلاث عبوات ناسفة، إضافة إلى قنص جنديين شرق بيت حانون. كما أعلنت كتائب شهداء الأقصى مجموعات أيمن جودة الجناح العسكري لفتح أنها أطلقت بالاشتراك مع سرايا القدس قذيفتي آر بي جي على برج سكني اعتلته قوة إسرائيلية شرق جباليا. وكان لافتا تأكيد فصائل المقاومة على اتحادها في مواجهة العدوان متوعدة بتكبيده خسائر كبيرة حال تقدمه على الصعيد البري، كما كشفت المقاومة عن وجود درجة جيدة من التنسيق بينها، فضلا عن تبني “تكتيكات” جديدة تتكيف مع الوسائل التي تستخدمها قوات الاحتلال في اعتداءاتها المتواصلة.
وأكد أبو الوليد المتحدث باسم شهداء الأقصى في حديث مع الجزيرة وجود تنسيق بين فصائل المقاومة، مشيرا إلى أن قادة من حركتي حماس وفتح يشاركون في المواجهات الجارية حاليا ضد الاحتلال. بدورها دعت الجبهة الشعبية في قطاع غزة إلى تعزيز التنسيق الميداني بين المقاتلين من كل الفصائل مع تشكيل لجان شعبية في كل المناطق لتولي تنظيم عمليات الإغاثة، وتشكيل قيادة موحدة تتولى إدارة المعركة السياسية والدبلوماسية وتنهي التعارض في المواقف وتعدد المرجعيات الفلسطينية..