فاروق بولحية
من المعقول أن السؤال اذا طرح يبقى معلقا الاّ اذا قابله جوابا حقيقيا مقنعا. فماذا عن سؤال “مجلس الأمم
المتحدة”؟ لماذا أسس, ومن يمثله؟ هناك شعوب في المعمورة يحكمها المجلس وان لم يكن في المجلس من يمثّلها. ثمّ ماذ؟ ماذا جنت هذه الدول من المجلس الا فتوة الاستبداد والاستعمار.
لقد أكّد الماضي القريب و البعيد منذ أن أسس هذا المجلس بشراسة تطبيق قراراته ولائحاته على الدول الضعيفة بالقوة والهوان حين أنه يتناسى ويتسلل لعله يجد عذرا أذا ما أكره على اتخاذ قرار لا يخدم مصلحة من أسسه. نفاق واحتيال بأقصى لغة يعقلها العاقل والمجنون.
فكل القرارات التي أتخذت ضد اسرائيل وأمريكا ضربت عرض الحائط بنكاهة شيطان مستهزىء وساخر في وجه هذا المجلس, وان أتخذ فسيخرق بلا مبالات ولاتبرير صحيح.
القرار رقم 1860 الذي أصدره المجلس اليوم فجرا بتاريخ 9 جانفي 2009 لا يتم ولن يقبل من جانب اسرائيل, فلقد عوّدتنا أسرائيل منذ ان أنشات على ذلك. كما أن حليفتها أمريكا فعلت بالأمس لغزو العراق, التاريخ يعيد نفسه فما كان رد بوش بعد أن قدّم بريكس رئيس لجنة التفتيش لأسلحة الد مار الشامل للأمم المتحدة تقريره لقرارها رقم 1441 فلقد أقر السويدي هانز بليكس إن الولايات المتحدة كانت قد صممت على غزو العراق بغض النظر عن نتيجة عمليات التفتيش آنذاك وأكد أن النفط كان أحد أهم أسباب هذه الحرب, وقال “كما في حرب الخليج الأولى ما زالت هناك مصلحة إستراتيجية لوجود القوات الأميركية قريبا من خطوط النفط وخطوط الشحن”,
,عزمت أمريكا على الحرب حتى ولو كان المتّهم بريء بشهادة الداخل والخارج من المسؤولين وضربت بقرار المجلس عرض الحائط.
لست أدري اذا ما كانت الدول المستضعفة وأخص بالذكر الدول العربية تعقل خطورة الموقف اذا ما تمادوا بالسكوت والرضا. ان هذا المجلس لن يخدمكم وسوف ترون الأسوأ من السىء عبر الزمن.
بما أن السؤال واضح,فماذا يكون الجواب؟
تشكيل هذه الدول الضعيفة مجلسا لها,حتى وان لم يؤثر في بدايته فعلى الصعيد السياسي له وزنه. سوف نواجه اختلافات داخلية فلا بأس ولكن علينا ان نصنّف العدو, فلن تكون أمريكا أو اسرائيل بمكانة أحسن من يمثل مجلسنا الداخلي. فالهدف هو اعطاء وزن لسياستنا لهؤلاء الظلمة و من المعلوم كذلك سوف نصادف من يقف ضد هذا المشوار من أبناء جلدتنا فهناك نحّلل الأمر لماذا؟ فاذا ماتأكدنا أن العدو أصبح من الداخل فلا بد من ازالته مهما كلّف الأمر لأن القضية, قضية مصير شعب وأجيال بأكملها.
ربما يسأل أحد كيف نصل الى هذا وحكّامنا رافضون له؟ ان محبّي الحق والعادلون لايحرجهم هذا المشوار, وان صادفك معاكس فاعلم انه ذو مصلحة شخصية مجرّد من وطنيته ان لم يكن عدوا متلبس. فلا علينا, كيف نتصرف مع هؤلاء؟ ليس هناك سبيلا للوصول الى الهدف الاّ اذا أخذ المسؤولون بكلمة شعوبهم بما أنهم يمثلونهم, فلو لا هم ما ترأسوا.و بالطبع لكل حركة طاقة ولكل طاقة تكلفة لكن من الحكمة ان تبدأ الجمعيات والعلماء وغيرهم من سلوك طرق سلمية لتضخيم الضغط على مسؤوليهم حتى ينسحبوا أو يسمعو لطلبات شعبهم. من جانب الشعوب أيذا ان لا تستعجل وبالصبر والتأني والاستمرارية نصل, المهم أن تعرف الشعوب طريقها فلا داعي ان تقاوم وتصبر وأنت على طريق ضآل. والله المستعان
فاروق بولحية _الجزائر