حـسـين حـرفـوش
بداية أعتذر لشاعرنا العظيم أحمد شوقي .. لأنني غيَّرت المعنى تماما .. والسبب ما نراه من تغير الزمان بتغير أهله..فأيام شاعرنا كان الهم يعم أهل الشرق .. أما الآن فأهل الشرق ..للأسف هم سبب همـــه !! ..فماذا تقول.. عندما نجد .. من يفترض فيه حمل أمانة كلمة الحق في شرق ..ينوء بأحزانه ..يتمزق كل ممزق إعلاما مُدَاهِناً..يرقص على حبلين.. في وقت أكلت النار فيه كل الحبال ؟!!..وماذا تقول عندما ترى إعلاما إذا تحدث عن القاتل .. يتحدث قبل ذلك وبعده عن خطأ الضحية ؟!! ..وماذا تقول عندما ترى إعلاما في الوقت الذي يسخر فيه القاتل من كل التزام ..يروج هذا الإعلام لثقافة ما يسمى بالسلام؟!! .. وفي جميع الأحوال يبرع رجالاته في الإتيان بحجج واهية .. لتبرير مواقف هزيلة لحكومته ..بل وزاد هذا الإعلام الطين بلّةً ..فأغلق صفحاته في وجه قمم إعلامية معروفة مشهورة ..لالشيء إلاّ لأنهم ..وكعادتهم يقولون الحق وليس إلاّ.. وزاد بلة الطين.. بلة ..إذ أصبح خاضعا .. في كلمته المقروءة .. والمسموعة والمرئية ..لرقابة أمنية صارمة ..ومن يشك يقرأ ما كتبه الأستاذ فهمي هويدي في صحيفة الدستور المصرية .. وقبل ذلك حجب ومنع صحفا عن الصدور بسبب رأي …وكلمة حق ..
وكثيرا ما تجد في هذا الإعلام فريق الملمعين(أصحاب التلميع ) ـ وهم كثيرا ما تعجبك أجسامهم ..ويبهرك منظرهم ـ لا يكتفون بتلويث الأوراق ..فراحوا يلوثون الشاشات ..من خلال تلميح أو تصريح .. يتعمد أن يجرح به غيره تارة..ـ وهو كثير الجروح .. واسع الخروق.. ـ وتناسى هؤلاء أنهم وقفوا بين ترغيب وترهيب .. فخفـتت على ألسنتهم كلمة الحق .. وهلَّلَوا لمن لا يستحق ..وجَـمَّـلوا ولمَّعوا القبيحَ ..وتناسوا الحكمة القائلة ” ليس كل ما يلمع ذهبا ” ساعتها لا تملك إلا أن تقول: مللنا زيفكم كما مللنا وجوهكم .. ((وكل عامٍ .. وأنتُمُو للشرقِ هَـمُّ ))…
حـسـين حـرفـوش