أعلنت اللجنة التأديبية بالاتحاد الإسباني لكرة القدم مساء الجمعة عن توقيع غرامة مالية قدرها ثلاثة آلاف يورو (4.1 آلاف دولار تقريبا) على مهاجم نادي إشبيلية المخضرم فردريك كانوتيه، بسبب كشفه عن قميص كتب عليه شعار يعبر عن تضامنه مع القضية الفلسطينية خلال إحدى مباريات الدوري الإسباني.
ويعد تصرف كانوتيه هذا امتدادا لما شهدته الملاعب الرياضية في عدد من دول العالم في الأيام القليلة الماضية من مظاهر تعبر عن الاستياء من العدوان الإسرائيلي على غزة ووجه بها رياضيون إسرائيليون.
وكان كانوتيه، اللاعب المسلم الفرنسي المولد، والذي يلعب في صفوف منتخب مالي، قد كشف عن قميص يرتديه تحت قميص فريقه إشبيلية، كتب عليه “فلسطين” باللغات العربية والإنجليزية والإسبانية بعد أن سجل هدفا لفريقه خلال مباراته السابقة ببطولة كأس إسبانيا للعبة، والتي تغلب فيها على ديبورتيفو لاكورونيا 2/1 الأربعاء الماضي.
ورأت اللجنة التأديبية أن تصرف كانوتيه خالف المادة “137- ج” من لوائح الاتحاد، والتي تمنع اللاعبين من توجيه أي رسائل سياسية أو دينية على أرض الملعب، وهي المرة الأولى في إسبانيا التي يواجه فيها أحد اللاعبين الكبار عقوبة الغرامة المالية بسبب مخالفة كهذه.
وكان كانوتيه قد أظهر تضامنه أيضا مع مسلمي إشبيلية في إسبانيا العام الماضي؛ حين دفع نصف مليون دولار لشراء مبنى يتخذه المسلمون مسجدا لهم، وذلك بعد أن كادت الشركة مالكة المبنى في استرداده بعد انتهاء عقد استئجاره.
“تضامنا مع غزة”
وسبق أن تعرض لاعب فريق النادي الأهلي ومنتخب مصر الوطني لكرة القدم محمد أبو تريكة لتحذير شفهي من الاتحاد الإفريقي للعبة؛ بسبب ارتدائه قميصا يحمل شعار “تضامنا مع غزة” خلال مباراة منتخبه مع نظيره السوداني في إطار منافسات كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم التي جرت في يناير 2008 في غانا.
غير أنه في إطار منافسات “خليجي 19 (كأس أمم الخليج لكرة القدم) التي تجري حاليا في سلطنة عمان، صرح محمد بن همام العبد الله، رئيس الاتحادين القطري والآسيوي لكرة القدم، ومساعد رئيس الاتحاد الدولي أنه تفهما من الاتحاد لمشاعر لاعبي المنتخبات الثمانية المشاركة إزاء ما يجري في غزة، فقد قررت اللجنة المنظمة السماح للاعبين للتعبير عن مشاعر التضامن مع أهالي غزة والتنديد بالعدوان الإسرائيلي داخل الملعب، دون توقيع عقوبات عليهم.
في الإطار نفسه، شهدت ملاعب كرة القدم المصرية في الأيام القليلة الماضية لقطات مشابهة لما قام به كانوتيه كان أحدثها ما قام به لاعب فريق “بتروجيت”، وليد سليمان، عند تسجيله هدفا في إحدى مباريات كأس مصر الخميس الماضي، حين كشف عن قميص تحت قميص ناديه كتب عليه: “الله أكبر والنصر لغزة” عقب إحرازه هدفا لفريقه، ولم يتعرض اللاعب لعقوبات من الاتحاد المصري لكرة القدم.
وشهدت الساحة الرياضية العالمية في الأيام الأخيرة بعض المواقف التي تضامنت مع أهالي قطاع غزة في مواجهة العدوان الإسرائيلي الحالي على القطاع؛ حيث أوقف مشجعون أتراك غاضبون مباراة كرة سلة أمام فريق إسرائيلي في العاصمة التركية أنقرة يوم الثلاثاء الماضي، بعد أن قذفوا أحذيتهم على الملعب باتجاه اللاعبين الإسرائيليين.
كما رفع متظاهرون يوم الخميس الماضي أحذيتهم للمطالبة باستبعاد لاعبة التنس الإسرائيلية شاهار بير من إحدى البطولات الدولية للعبة في نيوزيلندا، احتجاجا على القصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.
