خضر عواركة
ما يجري في غزة اليوم هو الأمر الغامض الذي يفسر التعنت الغير مفهوم من قبل السعودية تجاه الوضع اللبناني وهو الأمر الذي يفسر العداء الغير مسبوق الذي تمارسه علنه السعودية تجاه سوريا وتجاه حماس وتجاه حزب الله، وبديهي أن يكون تعنت جماعة الصهاينة اللبنانيين لأنهم ايضا كانوا ينتظرون هذا الحدث وإلا علام كان عنادهم هم وأسيادهم رغم أنهم يعرفون بأن مصيرهم السياسي متعلق بقرار رحيم من المقاومة.
لم يتعلم سعد الحريري وامثاله درس السابع من أيار فلماذا يا ترى ؟
لأن ما يجري في غزة كان هو المنتظر وهو الموعود الذي ثبتهم، وقد وعدتهم إسرائيل بالعون والإنقاذ وصدق وعدها.
ما يجري مع كل بشاعته ليس سوى المرحلة الأولى من مشروع عربي وافقت إسرائيل على تنفيذه وعلى جاري العادة وقياسا إلى ما سبق في نيكارغوا وأفغانستان فإن المال العربي يوضع بسهولة في خدمة الغايات الأميركية فكيف إذا ما كانت الحرب الإسرائيلية على غزة هي في جانب منها مهمة عربية تسفك لأجلها دماء إسرائيلية.
العرب الخائنة اضعف من أن يشنوا حروبا لذا من المتوقع أنهم تكفلوا بالتمويل وبالمساعدة في الجانب المخابراتي والسياسي وفي الحصار .
سيفشل جيش العدوان ومن دفعوه للهجوم على غزة سيفشلون لأن من يقاوم بغزة هم شعب بأكمله ولا يهزم شعب أبدا حين يقرر القتال، قد تحتل إسرائيل غزة وقد تدمر كل البناء في غزة ولكنها لن تنتصر ما دام الشعب مصرا على حقوقه وغير متنازل عن حقه في الحرية وفي المقاومة حتى نيلها فهل تحتمل إسرائيل العودة إلى منطقة تمنى قادتها سابقا ان تغرق في البحر لكي يتخلصوا من مأزقهم فيها؟
سيهزم الصهاينة ولكنهم سيحاولون تسمية الفشل بالـ “نجاح” في عيون مجتمعهم وجندهم لعلهم يصبحون أكثر إستعدادا للإعتداء علينا.
حسني مبارك وعبدالله بن عبد العزيز لاعبان في فريق صهيوني يسجل أهدافه على أجساد الأطفال في غزة وعلى أرواح الأطفال ممن بقوا أربعة أيام بلا ماء ولا طعام بين جثث ذويهم في بيوتهم التي تفاخر رئيس مصر بأنها لا يجب أن تنتصر على إسرائيل.
عبد الله السعودي الذي صدق البعض يوما زعمه ونعته بالأمير العروبي يلهث جاهدا لتحقيق أحلام إسرائيل في إستعادة السيطرة على المنطقة عبر إستعادة قوة ردعها المفقودة، على الرغم من الإجهاد الذي يعاني منه بسبب العمر والحقد الذي يأكل كبده من الشعب العربي لأنه فشل في كل ساحة خاض فيها معركة سياسية أو عسكرية بالإنابة.
لو كان لشهداء غزة من ثأر في أي يوم من الأيام فهو يجب أن يطلب اولا من العرب الخائنة ثم من إسرائيل قيادة وجيشا ومخابرات .
مشروع محور الشر المنسوب إنشاءه إلى إجتماع رايس والإسرائيليين بالمعتدلين في شرم الشيخ ليس سوى تظهير علني لحال العرب منذ سايكس بيكو، ممالك وإمارات ودول لا تعترف بشعوبها بل بالقوى الخارجية التي تمنحها الوجود من وجودها وقوتها فتستحق تلك الأنظمة الكرتونية العربية أهميتها بالنسبة للقوى الخارجية من وظيفة تؤديها في خدمة مشروع تلك الدول وفي خدمة مصالحها وهي في المرحلة التاريخية الحالية تخدم حرامين إسرائيل و الولايات المتحدة الأميركية.
لقد قال محلل إسرائيلي بأن إسرائيل تخوض حرب غزة وهي في أفضل الأوضاع السياسية بالنسبة لها، لأنها والسعودية ومصر وباقي دول (أذناب) الإعتدال يقاتلون كتف إلى كتف فعليا وفي ساحة المعركة ضد الفلسطينيين. سياسيا كانت السعودية دوما كتفا إلى كتف مع الصهاينة بالواسطة عبر الأميركيين أو مباشرة وتلك حقيقة ثابتة تاريخيا وبشكل موثق، ولكن مصر العرب وأم الدنيا …يا عيب الشوم على قائد أم الدنيا ورئيسها، جيش مصر العربي يقفل المعابر ويمنع الإمدادات الطبية والمسعفين والأطباء المتطوعين والمساعدات الحياتية والغاز والمحروقات من الدخول إلى غزة ويمنع فوق كل ذلك مدنيي غزة من الإستراحة من القصف فوق اراض مصر وفي حمايتها، هذا ومخابرات إسرائيل وأميركا يعملون في الجانب المصري بإرشاد من المخابرات المصرية على تدمير الأنفاق السرية وهي شريان حياة ربما لمقاومي غزة ولشعبها، أما مخابرات بندر بن سلطان وعمرو سليمان ورجل التقاطع بين هؤلاء وبين الموساد أي محمد دحلان فهم جميعا عبر مخبريهم وضباطهم العاملين تحت غطاء أمني، من سبق ذكرهم جميعا يقاتلون في غزة بالأمن، الأخطر من العسكر فإن لم تكن هذه مشاركة حربية مصرية سعودية مع إسرائيل ضد الفلسطينيين فكيف تكون الحرب؟
النظامين المصري والسعودي يريدون نهاية للمقاومات المزعجة التي تلهب عقل الشارع العربي بتوجيهه إلى الأسلوب الناجع للتحرر، لأنهم يعرفون بأن الطريقة الوحيدة لهزيمة الإستعمار الاميركي الإسرائيلي في العالم العربي ستكون نتيجة للمقاومة وللإلهام الذي تنشره وسط احرار العرب من الخليج إلى المحيط، نعم هم مأجورون ووظيفتهم هي سبب وجودهم في الحكم وهي خدمة أميركا وإسرائيل ولكنهم أيضا يظنون بأن المقاومة وحركاتها هي الخطر الوجودي الذي سيزيل عروشهم وكروشهم سويا إن لم يكن في العاجل ففي الآجل القريب.
الفيروسات السامة والقاتلة مثل نظامي مصر والسعودية تعرف الدواء الماحي ما أن تراه، والمقاومة هي ماحي الأنظمة المتخاذلة والخائنة، وإندفاع أنظمة شرم الشيخ في حربها عام 2006
على المقاومة في لبنان وإندفاعها على المقاومة في فلسطين الآن هي نتاج لفهم صحيح لماهية المعركة.
إنتصار المقاومة يعني هزيمة إسرائيلية في المقام الثاني أما في المقام الأول فهي سحق لكل ذرائع الأنظمة التي دأبت على ترديد مقولة أن لا قبل لنا بالقوة الإسرائيلية وأن التنمية والإزدهار أهم من الشعارات الفارغة بحسب زعمهم.
المقاومة في العراق وفي فلسطين وفي لبنان برهنت لكل شعوب الأرض ومن ضمنها لشعوب العرب بأن المقاومة هي سبيل الإزدهار والتنمية لأن إستسلام الأنظمة ذهب بالكرامة وبالحرية وبالسيادة ولم يأتي بالإزدهار إلا إزدهار ثروات الحكام وأبناء المسؤولين وتنمية جيوبهم وأملاكهم.
نحن ندفع ثمنا باهظا من دماء الأطفال الذي تسفكه الأنظمة العربية بأيدي إسرائيلية لأننا عرفنا الطريق الحرية وإلى الإنعتاق من أصنام صنعتها القوى الخارجية وسلمتها رقابا خانعة …
دماء الأطفال في فلسطين وعذابات الأقربون في غزة ثمنوعوع أغلى وأثمن من الدنيا وما فيها هي غالية لذا لا يمكن ولا يجب أن يقل مقابلها عن النصر وإلا ذهبت رخيصة.
نصر على العدو…بأسمائه العربية والعبرية والإنكليزية.