وفاء اسماعيل
أثمن واقدر جهود هيئة العلماء المسلمين وتحركهم من اجل نصرة غزة ولكن للأسف تلك الجهود ضاعت هباء منثورا ليس لعلة فى وفد العلماء المسلمين برئاسة الشيخ القرضاوى ولكن لان هذا الوفد اخطأ فى توجيه بوصلته الى الوجهة الحقيقية التى كان ينبغى لهم ان يتوجهوا اليها عندما توجهوا الى حكام دول ظنا منهم ان هؤلاء الحكام لديهم الحل السحري الذى سيجبر إسرائيل على وقف مجازرها فى غزة ..لقد أخطأ العلماء المسلمين رغم عذري لهم واعلم ان الهدف من توجههم مباشرة الى هؤلاء الحكام خاصة الى حكام المملكة العربية السعودية ، ان الوفد أراد بتلك الخطوة طرق أبواب أولى الأمر أولا وربما أراد الوفد إعطاء الفرصة لهم لتصحو ضمائرهم ويعيدوا حساباتهم ويتم التصالح بينهم وبين شعوبهم ، وحثهم على نصرة أهلنا فى غزة .. ورغم ان كل إنسان كان يتوقع فشل نلك المساعي وهذه الجهود لان هؤلاء الحكام لو أرادوا وقف نزيف الدم من أول يوم لفعلوا ذلك دون دفعة من احد ودون طلب..من الشعوب ولا من العلماء المسلمين ولكنهم للأسف اثبتوا تواطؤهم وشراكتهم فى تلك الجريمة البشعة ، واتخذوا موقفا أكد لنا جميعا انه لا أمل من هؤلاء الفاسدين ولا خير فيهم .
* والآن يا علماء المسلمين ويا شيخنا الجليل يوسف القرضاوى ..هل تأكدتم الآن ان الشعوب على حق عندما لفظت هؤلاء الحكام ؟ هل تأكدتم اليوم ان الشعوب على حق عندما اتهمت هؤلاء بالتواطؤ والخيانة والعمالة وبأنهم اعجز الناس عن حمايتنا ؟ هل تأكدتم الآن ان النظام المصري بموقفه المخزي المنحاز إلى إسرائيل ، وإغلاقه المعبر كان الهدف منه إبادة حقيقية لكل أهل غزة ؟ النظام المصري الذي رفض استقبال وفدكم (وفد هيئة علماء الأمة ) بحجة ان الوقت غير مناسب بينما كان لديه كل الوقت لمقابلة الوفد الاسرائيلى ومقابلة ليفنى وشيمون بيريز على الرحب والسعة ليضعوا جميعا خطوط المؤامرة ضد شعب اعزل فاى اهانة تلك التى وجهها لكم هذا النظام ؟ واى صفعة تلك التى صفعكم بها ؟؟ ثم بعد ذلك تلوموا الشعوب على كرهها لتلك الأنظمة !!!
* والنظام السعودي الذى وصلت به الوقاحة ان يتعامل مع الوفد كما لو كان يتسول منه نصرة أهل غزة ولم يكتف بذلك بل انهال توبيخا وتشكيكا ونعتا فى حماس بأنهم “غير جديرين بالثقة ” وغير مؤهلين لحمل الأمانة والتصرف بمسؤولية .. وهل النظام السعودي يا شيخ قرضاوى جدير بالثقة ومؤهل لحمل الأمانة ؟ هل هذا النظام باتخاذه موقف المتفرج على جثث الضحايا وأشلائهم يحسن التصرف بمسؤولية ؟ انه نظام عاجز لا يقدر إلا على حمل الكأس الملئ بالنبيذ ياشيخ قرضاوى.. أياديهم ملطخة بدم العراقيين ، وأفعالهم وتصرفاتهم لا تخدم سوى رواد البيت الأبيض والكنيست الصهيوني وقصورهم تصرخ من شدة فسادهم وإفسادهم ولا أدل على ذلك من صفقة اليمامة الشهيرة التى تم طى صفحاتها بين أروقة القضاء البريطاني ولم نعد نسمع عن محاسبة عناصر تلك الصفقة خبرا يفيد معاقبة هؤلاء السماسرة فمتى يحاسب هذا النظام على فساده وعجزه وسقوطه فى براثن الصهاينة ؟ وكيف لك ان تقبل مصافحة هؤلاء ؟
*الملك عبدلله بن عبد العزيز اعتقد ان كل دوره لنصرة أهل غزة ينحصر فى إلقاء بعض ملايين الريالات الى أهل غزة وكأنهم شعب يتسول ، او كأنه يدفع تلك الملايين من جيبه وماله الخاص .. النظام السعودي يا شيخ قرضاوى دوره فى المؤامرة واضح وضوح الشمس ان لم يكن شريكا بالفعل فهو شريكا بالصمت والتقاعس عن نصرة الضحايا تحت حجج واهية وذرائع لا تقنع طفلا يحبو ..وتوجهك اليه يشبه تماما توجه العرب الى مجلس الأمن الدولي فلا خير فى هذا ولا ذاك ، كلاهما أرادا إبادة غزة عن بكرة أبيها وكلاهما ينتظرا البشرى من إسرائيل بانتصارها وقضائها على كل رموز المقاومة فى غزة ..ولكن هيهات ان يتم لهما ذلك كما تمنوا نصرتها على حزب الله من قبل وبعثوا لاولمرت يشدون على يديه ويدعموا المجازر التى ارتكبت فى قانا والتدمير والتشريد الذى حل بشعب لبنان …. هؤلاء يقتلون القتيل ويمشوا فى جنازته ياشيخ قرضاوى …وما حرب الصهاينة على غزة الا بهدف تصفية القضية الفلسطينية التى كشفت عجز تلك الأنظمة عن حلها وماهى أيضا إلا مرحلة تمهيدية للتطبيع الكامل مع الكيان الصهيوني خاصة تطبيعه مع السعودية … ولقاء عاهل السعودية فى مؤتمر حوار الأديان يشهد على ذلك ….فكيف بالله عليك تستغيث بهم لنجدة غزة ؟
* أيها الشيخ الجليل نتمنى عليك اليوم كشعوب ليس لها الا الله وعلماء أفاضل ان تخرج الى الشعوب العربية والإسلامية قاطبة وتعلن على الملأ العصيان المدني على هؤلاء الحكام خاصة فى مصر والسعودية وان تطلب من الملايين التحرك نحو معبر رفح وان تتقدمهم فى هذا الزحف المبين حتى لو مات منا ملايين فهو اشرف لنا من الوقوف متفرجين ، عاجزين .
أتمنى عليك اليوم ان تعلن عدم مشروعية وجود هؤلاء فى الحكم ، ومحاكمتهم كمجرمي حرب وان تعلن الجهاد فى سبيل الله ، وتحث الجيوش العربية على العصيان والتحرك وإزاحة هؤلاء الحكام (حكام مصر والسعود
ية ) ..فلا يكفى إعلان جمعة الغضب .. فالغضب لا يكفى يا شيخ قرضاوى .. الغضب لابد له من تحرك لنصرة ملايين العزل الذين سفكت دماء أطفالهم.. الغضب ساكن بداخلنا منذ عقود طويلة .. أما اليوم فهو يوم الزحف واتخاذ حل حاسم وتقرير مصير امة تباد بيد عدو واليد الأخرى يد الحكام .. خلصنا منهم يا شيخ قرضاوى فقد رأيت بعينك وسمعت بأذنك تجبرهم واستقوائهم بأمريكا والصهاينة علينا نحن الشعوب .. قد رأيت بعينك كيف جردونا كشعوب من كرامتنا ونخوتنا وعزتنا وشرفنا وسلاحنا.. قد رأيت اليوم غرورهم وجهلهم وعجزهم واستئثارهم بالسلطة والنفوذ والمال والجيوش والسلاح وجردوا الشعوب من كل مقومات الحياة الكريمة بل جردوها حتى من الإحساس بالأمن والأمان ، هؤلاء الحكام يا شيخ قرضاوى طغوا واستبدوا بكل شيء وسياطهم ألهبت ظهور الشرفاء منا فلم يحترموا حقوق لإنسان ولا حيوان ولا شجر ولا حجر .. هؤلاء ماتت ضمائرهم وكنا نعلم حقيقتهم ونواياهم عندما استقبلوا بوش استقبال الأبطال ومنحوه الأوسمة والنياشين مكافأة له على قتل ملايين العراقيين ، هؤلاء هم من باعت إسرائيل هداياهم وأوسمتهم لها فى مزاد علني وفضحت نواياهم الخبيثة وكرههم لشعوبهم .. لقد أخطأت يا شيخنا أنت ومن معك من الشرفاء عندما لجأت لمن جفف منابع الدعم لفلسطين فى المملكة العربية عندما أغلقوا كل الجمعيات الخيرية التي كانت تدعم الفلسطينيين ووضعوا كل الهيئات الخيرية تحت سيطرتهم حتى لا تصل الأموال الى فلسطين ، أخطأتم عندما توجهتم الى من شارك فى تدمير العراق ومنح الأوسمة للورا ورايس من أطقم الماس ومنحوا شعوبهم الجوع والحصار والتعذيب فى سجونهم ، وشربوا نخب الانتصار على تلك الشعوب العربية .. هؤلاء قتلة أطفال غزة والعراق ولبنان فكيف بالله عليك تلجأ الى القاتل لنجدة الضحية ؟ كيف تلجأ الى رواد انابوليس أصحاب الوسام الأعظم الذى منحته لهم رايس عندما أسمتهم “بالمعتدلين “؟
ية ) ..فلا يكفى إعلان جمعة الغضب .. فالغضب لا يكفى يا شيخ قرضاوى .. الغضب لابد له من تحرك لنصرة ملايين العزل الذين سفكت دماء أطفالهم.. الغضب ساكن بداخلنا منذ عقود طويلة .. أما اليوم فهو يوم الزحف واتخاذ حل حاسم وتقرير مصير امة تباد بيد عدو واليد الأخرى يد الحكام .. خلصنا منهم يا شيخ قرضاوى فقد رأيت بعينك وسمعت بأذنك تجبرهم واستقوائهم بأمريكا والصهاينة علينا نحن الشعوب .. قد رأيت بعينك كيف جردونا كشعوب من كرامتنا ونخوتنا وعزتنا وشرفنا وسلاحنا.. قد رأيت اليوم غرورهم وجهلهم وعجزهم واستئثارهم بالسلطة والنفوذ والمال والجيوش والسلاح وجردوا الشعوب من كل مقومات الحياة الكريمة بل جردوها حتى من الإحساس بالأمن والأمان ، هؤلاء الحكام يا شيخ قرضاوى طغوا واستبدوا بكل شيء وسياطهم ألهبت ظهور الشرفاء منا فلم يحترموا حقوق لإنسان ولا حيوان ولا شجر ولا حجر .. هؤلاء ماتت ضمائرهم وكنا نعلم حقيقتهم ونواياهم عندما استقبلوا بوش استقبال الأبطال ومنحوه الأوسمة والنياشين مكافأة له على قتل ملايين العراقيين ، هؤلاء هم من باعت إسرائيل هداياهم وأوسمتهم لها فى مزاد علني وفضحت نواياهم الخبيثة وكرههم لشعوبهم .. لقد أخطأت يا شيخنا أنت ومن معك من الشرفاء عندما لجأت لمن جفف منابع الدعم لفلسطين فى المملكة العربية عندما أغلقوا كل الجمعيات الخيرية التي كانت تدعم الفلسطينيين ووضعوا كل الهيئات الخيرية تحت سيطرتهم حتى لا تصل الأموال الى فلسطين ، أخطأتم عندما توجهتم الى من شارك فى تدمير العراق ومنح الأوسمة للورا ورايس من أطقم الماس ومنحوا شعوبهم الجوع والحصار والتعذيب فى سجونهم ، وشربوا نخب الانتصار على تلك الشعوب العربية .. هؤلاء قتلة أطفال غزة والعراق ولبنان فكيف بالله عليك تلجأ الى القاتل لنجدة الضحية ؟ كيف تلجأ الى رواد انابوليس أصحاب الوسام الأعظم الذى منحته لهم رايس عندما أسمتهم “بالمعتدلين “؟
* كنت أتمنى ان تتوجه مباشرة للشعوب ولا تكتفي بالشجب والإدانة ، او الخروج للمظاهرات فالمظاهرات تكون فعالة ومجدية مع حكومات دول أخرى غير دولنا ..حكومات تحترم شعوبها وليس حكوماتنا .. اما حكامنا فهم كعدونا لا يفهموا سوى لغة العصيان والقوة والأحذية .. فاخرج يا شيخنا من عباءة الغضب والقول الى عباءة الحركة والفعل وستجد الملايين وراءك ينصرونك ويدعمونك .. ولا تعتبر كلماتي هى ضرب من الجنون ..فالجنون هو ان نقف عاجزين أمام جرائم ترتكب بحق أهلنا فى غزة ونكتفى بالعويل والبكاء والدعاء والصمت .. ان الله لا ينصر الا من ينصره .. وحان الوقت لنصرة الله كى ينصرنا .. حان وقت التضامن والتكاتف بين الشعوب لدحر عدو فاجر مغتصب كاذب .. ادع الشعوب كلها لضرب المصالح الإسرائيلية وكسر شوكة الأنظمة المتواطئة ، وإعلان الحرب على أمريكا وكل من يحميها .. هذه هى وقفة العز!! والموت بشرف خيرا لنا من الموت بقنابل العدو وتحت أقدامه.. وليقل عنا الصهاينة ما يقولون ولينعتونا بالإرهاب..لا يهم المهم هو نجدة أهل غزة وفك الحصار عنها بالقوة .. فقد جاءت الفرصة لتقول الشعوب كلماتها ولتحسم أمرها .. والا فلتق مصيرها على يد عصابات الصهاينة
وفاء اسماعيل