د/ نصار عبدالله
ما أشبه الليلة بالبارحة ، وما أشبه اليوم بأيام كثيرة عشناها وما زلنا نعيشها ،… لقد كتبت القصيدة الآتية : عام 1982، وهأنذا أنظر إليها بعد ما يزيد على ربع القرن فأشعر كأننى كتبتها اليوم .
** *
“عن اغتيال الفارس”
السكوتُ على الظلم ظلمٌ أشدْ
لم يكن لى يد فى اغتيال حبيبى
لم يكن لىَ يدْ
.واقفا كنت، …. كان الجنود يجرّونهُ،
ثم يلقونه لظلام الأبدْ
وأنا واقف أرتعد
** *
من ترى ينشر الآن عطر المكانْ
يا حبيبى الذى كان فى كل آنْ
وردة فى جبين الزمانْ
سألتنى، وناحت عليك الورود الحسان
سألتنى وناحت عليك الورود
سألتنى الصبايا اللواتى كسرن المرايا
وخضبن بالأرض لون الخدود
من ترى؟
قلت إن الجنودْ
حملوا فى الظلام الفتى
قلت إن الفتى لن يعود!
* * *
من ترى
من ترى
من ترى؟
الدروب التى سرتَ فيها،
وهذى البلاد التى كنتَ من عاشقيها،
وهذا الفؤاد الذى أنت مازلتَ فيه
راح يسألنى : كيف لا يستميت أخُ ،
دون قلب أخيهْ
كيف ـ ذاك المساء الكريهْ ـ
كيف لم تعترض قاتليهْ..؟
* * *
السكوت على الموت موت
الليالى تمر وقـد توجّتنى بعار السكوت
ياحبيبى الذى رفعته البنادق للملكوت
أنت مت شهيدا وفارقتنى
وأنا كل يوم أموت