عبر عدد من المحللين عن اعتقادهم بان الرئيس الاميركي المنتخب باراك اوباما سيجد نفسه لدى تسلمه منصبه بعد اقل من اسبوعين امام فسحة ضيقة للتحرك حيال “الفوضى العارمة” التي خلفها الرئيس الحالي جورج بوش. وبعد ان رفض التعليق على الحرب الدائرة في غزة منذ 12 يوما وفقا للدستور الذي ينص على “رئيس واحد في وقت واحد”، تعهد اوباما الاربعاء الخوض في مشاكل الشرق الاوسط “فور” تسلمه منصبه في العشرين من الشهر الحالي.
ويقول محللون ان تصريحات اوباما مؤشر على مدى السرعة التي يتم فيها جره الى خضم النزاع بشكل يحرمه من هامش التحرك من اجل تعيين مسؤولين مهمين وتطوير استراتيجية جديدة.
ويرى آرون ديفيد ميلر المستشار السابق لوزراء خارجية جمهوريين وديموقراطيين ان النزاع في غزة قد يترك عواقب سيئة بالنسبة لرئيس جديد يريد ان يقطع بشكل واضح مع سياسات سلفه.
ويقول ميلر الخبير في شؤون السياسات العامة في معهد ودرو ويلسون “يجب ان نتذكر انه كان من المفترض ان يعمل على تغيير مزاج ونظرة العالمين العربي والاسلامي حيال اميركا”.
ويضيف “لكن، ما حدث ان هذا الرجل يتسلم منصبه وسط شعور كبير بالمرارة والغضب حيال اسرائيل، وبالتالي الولايات المتحدة”.
ويتابع “انها مشكلة كبيرة جدا لانها تحرمه من فرصة ايجاد طابعه الخاص وميزاته فهو يرث سياسة ادارة بوش، سواء كان ذلك يعجبه ام لا”.
ويقول ميلر انه في حال انهت اسرئيل حربها ضد حركة حماس الاسلامية في قطاع غزة، فان العمل على تسوية الاوضاع في مجالات الامن والاغاثة والاقتصاد سيستغرق اسابيع عدة.
ويتوقع ميلر ان تخرج حماس من النزاع اقوى سياسيا فيما سيكون التوصل الى اتفاق مع اسرائيل اصعب من السابق.
ويقول “سيكون الانطباع العام ان الولايات المتحدة ضعيفة ليس بامكانها او لا تريد التعامل مع حماس، لا يمكنها او لا ترغب في تقييد الاسرائيليين. وليس لديها القدرة على صنع اتفاق”.
ويتابع “انه امر مرعب بالنسبة لرئيس جديد ان نكون ضعفاء عدا عن كوننا منحازين. فالجميع يعرف اننا منحازون. ستجد ادارة اوباما نفسها وسط فوضى عارمة مهما يكن من امر. انها فوضى عارمة”.
ويرى ان واشنطن ستبقى “وسيطا دون فعالية” ما لم يبادر اوباما الى ان يتعلم كيف يفرض حدودا على اسرائيل بدلا من اخذ نصائح منها كما فعل بوش وسلفه بيل كلينتون الى حد كبير.
من جهته، يعبر ناثان بروان المحلل في معهد كارنيغي للسلام العالمي عن الاسف لان بوش يترك لاوباما “فوضى عارمة” مشيرا الى ان حرب غزة ترغم اوباما على التحرك باسرع مما كان يرغب.
ويتابع اعتقد بان “فريق اوباما كان يامل في ان تتاح له فرصة عدة اشهر قبل ان يقرر تعيينات جديدة وتطوير استراتيجية ما”.
واشار الى ان اوباما كان تعهد “القاء خطاب في عاصمة دولة مسلمة مهمة (…) ليكون خطوة اولى في مسار مختلف في مجال الالتزامات بدلا من ان يجد نفسه يواجه ازمة وحرب”.
ويعبر بروان عن اعتقاده بانه سيكون هناك امام اول رئيس اميركي اسود “بعض الخيارات” لكي يتصرف بشكل مختلف عن بوش من حيث التوصل الى ترتيبات ما بعد النزاع.
ويضيف ان اوباما يجب ان يطلق مبادرات جديدة لان مؤتمر انابوليس الذي انعقد في نوفمبر/تشرين الثاني 2007 ما يزال يراوح في مكانه.
بدوره، يؤيد سكوت لازينسكي المحلل في معهد الولايات المتحدة للسلام ما قاله بروان وميلر حول ضرورة ان يتخذ اوباما موقفا حازما تجاه اسرائيل.
ويقول “اعتقد ان ادارة بوش وجدت موقفا مريحا في تاييدها الذي لا لبس فيه لاسرائيل وعدم محاولتها التوصل الى وقف للنار”.
ويختم لازينسكي قائلا “انه امر يلحق ضررا بالمصالح الاميركية كما انه خطر بالنسبة لشعوب الشرق الاوسط”.