قالت الشرطة الاسرائيلية ومسعفون إن دفعات من الصواريخ أطلقت من لبنان على شمال إسرائيل الخميس في هجوم ردا على العملية التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة. وردت إسرائيل بإطلاق قذائف مدفعية فيما وصفه متحدث عسكري إسرائيلي بأنه “رد دقيق على مصدر إطلاق النيران.”
ولم يتضح على الفور ما إذا كان حزب الله اللبناني الذي حارب إسرائيل عام 2006 أو فلسطينيون هم الذين أطلقوا الصواريخ في هجوم شكل تحديا جديدا أمام القادة الاسرائيليين الذين يشنون عملية في قطاع غزة دخلت يومها الثالث عشر.
وذكرت مصادر أمن لبنانية أنه من غير المرجح أن يكون حزب الله أطلق الصواريخ على إسرائيل. ونفت مصادر حماس في لبنان تورطها في الامر.
وفي وقت لاحق الخميس افاد مصدر عسكري اسرائيلي ان دفعة جديدة من الصواريخ اطلقت من لبنان على شمال اسرائيل الخميس. وسقطت الصواريخ في القطاع الغربي من شمال اسرائيل، احدها في حقل على ما افادت المصادر ذاتها.
وكانت القوات الاسرائيلية في الشمال قد وضعت على أهبة الاستعداد خوفا من إطلاق حزب الله زخات من الصواريخ على شمال إسرائيل كما فعل عام 2006 ليقدم الدعم لحماس ولسكان قطاع غزة البالغ عددهم 1.5 مليون شخص.
وضربت طائرات حربية اسرائيلية أهدافا في قطاع غزة وتقدمت دباباتها في القطاع الذي تسيطر عليه حماس بينما أنعش دعم أمريكي لاقتراح هدنة الامال في إنهاء العملية التي أسفرت حتى الان عن مقتل أكثر من 600 فلسطيني.
ولم يطلق حزب الله النار على إسرائيل منذ أن بدأت القوات الاسرائيلية في قصف قطاع غزة الواقع جنوبي إسرائيل في هجوم دخل يومه الثالث عشر. وتطلق فصائل فلسطينية في لبنان صواريخ أيضا على إسرائيل. وسقطت صواريخ على منتجع نهاريا الاسرائيلي وثلاثة مواقع أخرى.
وأحدث صاروخ فجوة في سقف مبنى في نهاريا وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن المبنى دار للمسنين وأنه يجري إخلاؤه. وقال جاكي صباغ رئيس بلدية نهاريا للقناة الثانية في التليفزيون الاسرائيلي “قررت أمرين .. أولا اغلاق المدارس والثاني أن يبقى الناس في المخابيء.”
وقالت خدمة اسعاف اسرائيلية إن شخصين في شمال إسرائيل أصيبا بجروح طفيفة بينما عولج عدد آخر من الصدمة بعدما قالت الشرطة إن ثلاثة صواريخ على الاقل أطلقت.
وأطلق فلسطينيون في لبنان في حزيران (يونيو) عام 2007 صاروخين سقطا بالقرب من بلدة كريات شمونة الاسرائيلية.
ودعا قائد قوات حفظ السلام في لبنان لضبط النفس على حدود لبنان واسرائيل. فيما اكد رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة الخميس “رفض لبنان” اطلاق الصواريخ من جنوبه “واستنكاره رد الفعل الاسرائيلي”، معتبرا ان ما جرى في الجنوب يشكل “خرقا للقرار الدولي 1701”.
وقال السنيورة، في بيان صادر عن رئاسة مجلس الوزراء، ان “ما جرى في الجنوب يعتبر خرقا للقرار الدولي 1701 وهو ما لا يقبل به ويرفضه لبنان”.
واشار الى انه طلب من “السلطات اللبنانية المختصة بالتعاون مع قوات الطوارىء الدولية ان تجري تحقيقا في الحادث وان تشدد وبالتعاون مع القوات الدولية من اجراءاتها لمنع تكرار هذه الاعمال”.
واكد السنيورة كذلك ان “لبنان ثابت في التزامه وتمسكه بمندرجات القرار الدولي”.
واعتبر رئيس الحكومة ان الجهة التي اطلقت الصواريخ “تريد الايقاع بلبنان لاستدراجه الى اوضاع لم يقررها ولا يريدها ولا تخدم مصلحة لبنان ولا المصلحة الفلسطينية او العربية”.
الجبهة الشعبية- القيادة العامة
ومن دمشق قال أنور رجا، القيادي في للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة، تعليقاً على الصواريخ التي أطلقت من جنوب لبنان على شمال إسرائيل، أن “مجزرة غزة” سوف “تمتد تداعياتها” إلى مناطق أخرى.
وقال رجا ليونايتد برس إنترناشونال “إن المجزرة المفتوحة والتي ارتكبتها الإسرائيلية في قطاع غزة بحق النساء والأطفال سوف تمتد تداعياتها إلى مناطق أخرى وأن كرة النار التي التهبت في غزة ستشعل عدة حرائق، وليس من المعقول ان نرى ما يحصل في غزة وتبقى الأمور سائبه”.
وأضاف “حذرنا من تداعيات هذه المجزرة التي ستؤدي إلى تطورات خطيرة في المنطقة العربية والى تغيير الخارطة السياسية “.
وحمّل رجا “النظام الرسمي العربي” وخص بالذكر مصر والسعودية، مسؤولية تداعيات ما يحصل، وقال إن “حالة الصمت الرسمي من قبل بعض القادة العرب تدفع الأمور الى الفلتان أكثر”.