وجه الكاتب المعروف محمد حسنين هيكل انتقادات شديدة الى موقف الرئيس مبارك ومستشارية السياسيين من العدوان الاسرائيلى على قطاع غزة والمجازر الاسرائيلية الجارية حاليا هناك. وقال هيكل فى حوار مع قناة الجزيرة امس الاربعاء انه يشعر بأسى وشفقة على الرئيس مبارك عندما يتحدث ويقدم تبريرات عن تمسك مصر بإغلاق معبر رفح ، متهما مستشارية السياسيين بمسئؤلية الاخطاء التى وقع فيها الرئيس مبارك خلال المدة الماضية وهو يتحدث عن معبر رفح .
وقال أن ما يحزنة ان يرى ان المساعدات الانسانية لغزة تدخل من معابر اخرى بينمامعبر رفح مغلق امامها ، مؤكدا أنه يختلف فى امور كثيرة مع الرئيس مبارك .
كما انتقد بشدة الصمت الرئاسى المصرى عما نسبته جريدة” الهآرتس ” الاسرائيلية للرئيس مبارك من انه قال لوفد الاتحاد الاوروبى “أن لا ينبغى ان يسمح لـ “حماس” بالفوز في الحرب الدائرة بينها وبين إسرائيل”.
وحذر من استمرار المظاهرات الغاضبة فى الشارع المصرى ، وتجاهل النظام لمطالبها ، كما حذر من تداعيات المظاهرات امام السفارات المصرية فى الدول العربية والاجنبية ، حيث ان تلك المظاهرات قد تسبب عزلة مصر .
وقال هيكل ان الدور المصرى اقليميا ودوليا قد تراجع بشكل كبير وتقزم ، وإنه لا يتصور ان تكون بجوار مصر دولة نووية تملك 200 قنبلة نووية دون ان تتحرك مصر بشكل ايجابى ، مؤكدا ان هذا الوضع يضع مصر باستمرار تحت رحمة الابتزاز النووى الاسرائيلى مما قد يؤثر فى قرارها .
وطالب هيكل الجانب المصرى بعدم القبول بمبدأ قوات دولية فى غزة لان دخول قوات دولية هو تمهيد لتصفية نهائية للقضية الفلسطينية ، وان مصر لا ينبغى لها تحت اى ظرف من الظروف القبول بدخول تلك القوات لان القبول بها ليس من المصلحة القومية .
وانتقد ما يردده الاعلام الحكومى المصرى من ان مصر حاربت من اجل فلسطين خلال العقود الماضية ، كما انتقد ما يردده النظام المصرى من ان حماس وجماعة الاخوان المسلمون تمثل تهديدا للامن القومى المصرى ، داعيا النظام بالبحث اولا عن المصلحة المصرية ، وليس ما تريدة امريكا واسرائيل .
وقال هيكل أن على العرب ان لا ياملوا بإنتهاء ما يجرى فى قطاع غزة قبل نهاية هذا الشهر ، وتولى الادارة الامريكية الجديدة مهامها ، مؤكدا ان العالم العربى سيقبل بتسويات بشروط امريكية التى ساقتها كوندليوا رايس فى مجلس الامن امس .
واكد هيكل ان جميع ردود فعل حماس كانت مجبرة عليها وانها لا تلام على ذلك ، وان ما فعلته اسرائيل فى غزة أخر الحديث عن السلام الى 10 سنوات قادمة على الاقل ، وان اى محاولات لاطراف عربية لفرض السلام بالقوة ستدخل العالم العربى فى حالة فوضى ، واعترف بان مصر واسرائيل خسرتا بشكل كبير مما حدث فى غزة .
كما انتقد الهجوم الشديد من الاعلام المصرى والخارجية المصرية على حسن نصر الله مستغربا من خوف النظام المصرى من إمكانية ان تتسبب دعوة نصر الله للشارع المصرى للتحرك من اجل غزة فى حدوث انقلاب فى مصر .