بعد الكثير من الضغوطات من قبل الإعلاميين الإسرائيليين سمح جيش الاحتلال بدخول عدد من الصحفيين الإسرائيليين لداخل المناطق التي سيطر عليها جيش الاحتلال في قطاع غزة، حيث أظهرت القناة الاسرائيلية العاشرة بشكل “غير مباشر” زيف الادعاءات الإسرائيلية بان المقاومة الفلسطينية تستخدم المواطنين الأبرياء دروعاً بشرية في قطاع غزة.
وظهر في شريط مصور على القناة الإسرائيلية العاشرة، أسرة فلسطينية بأكملها محتجزة في غرفة واحدة تحت بنادق جنود الاحتلال، في المقابل قام هؤلاء الجنود بعمل عدة فتحات في الجدران وتحويل البيت الى نقطة مراقبة عسكرية للمباني والأحياء المجاورة، معيدين للذاكرة ما حصل أيام حملة السور الواقي وبالتحديد في مخيم جنين ومدينة نابلس ومخيماتها بالضفة الغربية، وكانت معالم الرعب والخوف بادية على وجوه الأطفال وكافة أفراد الأسرة الفلسطينية التي حولها جنود الاحتلال لدرع بشري في حال وجود أية مواجهات مع رجال المقاومة الفلسطينية.
وقد بين الشريط الذي تم بثه للمرة الأولى حجم الدمار والتخريب الذي يقوم به جنود الاحتلال داخل المنازل الفلسطينية التي حولت لنقاط عسكرية رغماً عن ساكنيها، مما يُعري مزاعم جيش الاحتلال التي تبرر ارتفاع عدد الضحايا بين المدنيين يعود لكون رجال المقاومة يستخدمونهم كدروع بشرية.
وبقراءة متأنية لهذا الشريط تبين أن عدد كبير من المواطنين يسقطون شهداء نتيجة عمليات إطلاق النار الكثيفة التي تتعرض لها هذه المنازل قبل اقتحامها والتي يعيش فيها ساكنيها بأمن وسلام ولا وجود لمسلحين أوأسلحة في هذه المنازل أو محيطها.
كما أظهرت أحاديث جنود الاحتلال عن أحد الأهداف غير المعلنة بشكل مباشر لهذه الحرب، وهي محاولة استعادة الجندي الأسير “جلعاد شاليط” بقولهم “لن نخرج من هنا قبل تحرير شاليط” .
وهذه هي المرَة الأولى التي يسمح فيها جيش الاحتلال لصحفيين إسرائيليين بمرافقة جنوده في حرب غزة، وهذا الشريط في معظمه كان موجهاً للجبهة الداخلية في دولة الاحتلال كونه عرض العديد من المشاهد التي يوجد فيها الجنود بظروف مريحة لكسب تأييد الجبهة الداخلية أكثر وأكثر في هذه الحرب، ووصل الأمر بمراسل القناة العاشرة للقول” الجنود يأكلون جيداً، ولديهم الكثير من الأكل الجيد وصناديق الببيسي”، وهذا الكلام الهدف منه القول إن جيش الاحتلال استفاد من عبر حرب لبنان ولم يترك جنوده جوعى.