كانت إنفجارات أحداث سبتمبر وقتا مناسبا لإطلاق جورج دابليو بوش مقولته الشهيرة لتدعيم نظرته الإستعلائية”إما أن تكون معي وإما أن تكون ضدّي” وقد سقط الكثير من القادة والمغفلين من بعض الشعوب في هذا الفخ المحكم، الذي نصبه تحت عسس الدول والمجتمع الدولي ،وأبانت الأحداث بعد مدة قصيرة أن المستهدف من الحملة هو الإسلام ،وأن القاعدة ماهي إلا ذريعة وشمّاعة ،واستخدام الإرهاب ماهو إلا مُصطلح لإضفاء الشرعية على احتلال دول بأكملها،وجاء بوش ببغاله وحميره وأحكم قبضته على العراق وأفغانستان ،وأعلنت العنزة الجرباء فيما بعد ،عن المشروع المراد تطبيقه وهو الشرق الأوسط الكبير.
فازت حركة حماس بأغلبية المقاعد في البرلمان ونالت ثقة الشعب الفلسطيني ،وتحت الذريعة نفسها أي “الإرهاب” أُعتبرت حماس منظمة إرهابية ،لأنها حركة تحمل السلاح وأي سلاح؟إلى جانب ذلك كل حزب رفض الإملاءات ،في حين أُعتبر الصهاينة المحتلون للأرض والعرض ،وهم الذين يملكون أكثر من مئتي قنبلة نووية ناهيك عن الطائرات والغواصات الحربية والدبابات …بأنهم دعاة حضارة وسلام ،حتى وصل الأمر بتكريم أحد قادة الإحتلال بجائزة نوبل ،واستقبل بيريز والكثير من قادة الدولة الصهيونية في أكثر من دولة عربية، فيما قوطعت حماس وتم الإنقلاب على حكومتها الفتية التي حوصرت أشدّ حصار، واغتيل الكثير من قادتها ،وهانحن اليوم أمام وضع جديد ومع مفهوم للإرهاب الحقيقي الذي يمارس على الأرض وإياكم نلتقي.
ينظرالعالم أجمع في نقل مباشر ،ويرى تحت عدسات الكاميرات بأم عينيه، كيف تفحّمت أجسام الأطفال الرضّع، ويرى كيف اخترقت أغشية الأجنة برصاص الغدر، ويلاحظ كيف تُباد العائلات بأكملها تحت الرعاية السامية للأمم المتحدة في أماكن لُقّبت بأنها للّجوء. لم يُرحم العدو صغيرا ولاكبيرا ،لامدني ولاعسكري ،فلابيوت العبادة أحترمت ولابيوت الخلاء أُستثنيت ، وحوصر الكلّ بمباركة بعض الحكام العرب الذين هدفهم قتل أي مشروع إسلامي مهما كانت عناوينه، وخرج الشعب في مظاهرات في كبريات مدن العالم، ونالت حماس شرعيتها مرة أخرى بثقة الشارع الدولي ، وعبّر أحد الرؤساء من غيرالعرب والمسلمين بلسان الشارع “شافيز “أن أُطردوا سفير إسرائيل الدولة العدوانية ،التي لاتحترم أدنى وأبسط حق من حقوق الإنسان .
وطُرد السفير الأمريكي من بوليفيا قبلها لعزة النفس ، وانقلبت مقولة بوش التي ضرب الصهاينة من أجلها حماس ، وأصبح الواقع اليوم يقول: إما أن تكوني أيتها الشعوب مع غزة وإما أن تكوني ضدّها ،فلكم الإختيار ياأصحاب القرار ،وماذا عساك أن تفعل يابوش وقد ختم الله لك آخر أيام حكمك ،بضرب الحذاء وانتفاضة الجماهير ضدّك؟.