فايز أبو راس
مجزرة غزة الإجرامية اليوم سيكون لها ما بعدها وسترسم للأمة وللمنطقة مستقبل جديد بغض النظر عن أهداف وأماني الأطراف المشاركة فيها, وستتجاوز نتائجها حدود غزة إلى حدود غير مسبوقة ولا يمكن توقعها, وإذا كان الطرف الإسرائيلي يدرك حدود خسارته العسكرية والسياسية, ولديه الاستعداد لدفع الثمن في أسوأ الاحتمالات, فان الأطراف العربية والسلطة الفلسطينية تجهل تماما كم ستكون النتائج كارثية عليهم إن لم يكن اليوم فغدا, المسألة ليست في عدد الشهداء والجرحى بل في الأدوار التي يقوم بها كل طرف من المشاركين في تنفيذ هذه المجزرة والموقف الشعبي منهم وهم معروفون, وشعوب الأمة تعرفهم جيدا وسيكون الرد أقسى مما يتصوره هؤلاء.
مجزرة غزة الإجرامية اليوم سيكون لها ما بعدها وسترسم للأمة وللمنطقة مستقبل جديد بغض النظر عن أهداف وأماني الأطراف المشاركة فيها, وستتجاوز نتائجها حدود غزة إلى حدود غير مسبوقة ولا يمكن توقعها, وإذا كان الطرف الإسرائيلي يدرك حدود خسارته العسكرية والسياسية, ولديه الاستعداد لدفع الثمن في أسوأ الاحتمالات, فان الأطراف العربية والسلطة الفلسطينية تجهل تماما كم ستكون النتائج كارثية عليهم إن لم يكن اليوم فغدا, المسألة ليست في عدد الشهداء والجرحى بل في الأدوار التي يقوم بها كل طرف من المشاركين في تنفيذ هذه المجزرة والموقف الشعبي منهم وهم معروفون, وشعوب الأمة تعرفهم جيدا وسيكون الرد أقسى مما يتصوره هؤلاء.
غزة ستصمد وتنتصر رغم كل الجراح والألم والخسائر وليس أمامها غير ذلك, وعلى القائمين بأمر غزة اليوم أن يثقوا بنصر الله , وما الغيرة المفتعلة اليوم عند النظام الذي يحاصر غزة ويرسل سيارات الإسعاف إلى معبر رفح لإخلاء الجرحى وإسعاف المصابين, إلاّ جزء من الجريمة بثوب إنساني وتوزيع أدوار بين جميع الأطراف (طرف يقتل, وطرف يُهجّر, وآخر يتباكى على أهل غزة منتظراً استلام معبر رفح على ظهر الدبابات الإسرائيلية ), غزة بحاجة إلى الدعم والمساعدات الطبية والاسعافية ولكن بدون الوقوع في مصيدة الإجراءات التهجيرية التي تختفي خلف دور إنساني غير موجود أصلاً لأن الجرحى الذين يخرجون لن يعودوا قبل تأمين وضع غزة لصالح الكيان الصهيوني وسيلحقون بمن سبقهم ممن خرج إلى الاستشفاء سابقاً وترفض مصر إعادته وهم كثر أعيدوا من مطار القاهرة إلى المناطق التي كانوا يتلقون العلاج فيها لأن الهدف هو تفريغ غزة من عناصر قوتها, المقاتلين طبعاً.
شعب مصر سيعرف كيف يفي أهل غزة حقوقهم السابقة واللاحقة والحالية ولن يقبل بالبقاء متفرجاً على أهل غزة وهم يذبحون, وهذا شأنهم وهم أدرى بما يتوجب عليهم والخير كل الخير في مصر وأهل مصر وخير الأجناد جند مصر.
أما سلطة رام الله فلن يغطي دورها في المجزرة كل الكلمات والمصطلحات التي لا تجيد اليوم استخدامها لأن فضيحتها أكبر من الاختباء والتلطي ولن تجد الدموع لغسلها, السلطة أسقطت عن نفسها آخر الأغطية وأعلنت تراجعها عن أهداف فتح وتاريخها النضالي وتعلن تخليها عن أهداف وحقوق الشعب الفلسطيني وتربط نفسها نهائياً بالاحتلال وملحقاته العربية, وعلى مناضلي فتح وكوادرها وشرفائها وهم كُثر تقع مسؤولية نزع الشرعية عن هذه السلطة قبل غيرهم وأن يكونوا في الموقع المتقدم كما كانوا دائماً في الدفاع عن شعبهم وقضيتهم وفي الصفوف الأمامية للمقاومة, لأن سلطة دايتون ومجموعة المتأسرلين في فتح والأجهزة الأمنية قد حسموا خيارهم إلى جانب الاحتلال وضد شعبهم ويجب أن يكون إسقاط السلطة هدف رئيسي لشعبنا اليوم.
المجازر في غزة والعملية العسكرية الدائرة اليوم ستصل إلى نهايتها عاجلاً أم آجلاً, وعلى أساس الصمود القائم في غزة سيصل العدو إلى الإذعان للنتائج, وسيقر بالأمر الواقع على الأرض, وكما تخلى عن غزة سابقاً سيتخلى اليوم هو ومجموعة الداعمين والمحرضين والمشاركين عن الحصار وليس أمامه غير ذلك وسيندم كل من أراد استخدام الدم الفلسطيني لأهداف سياسية من الساسة الصهاينة أو القادة العرب, وذلك عندما ُتخيّب غزة آمالهم وتسفّه أحلامهم بصبرها وصمودها ونصرها بعون الله.
وأنتم يا أهل غزة يا أهل العزّة والشهداء ما ضركم إن صبرتم وصمدتم وانتصرتم كما كنتم دائماً في كل العصور وفي كل المحطات الفاصلة في تاريخ الأمة , فقد كنتم معبر الأمة إلى النصر دائماً , وعلى أساس صمودكم في غزة كنتم معبر الأمة إلى النصر ضد الصليبيين في حطين, وكنتم معبر الأمة إلى النصر ضد المغول في عين جالوت, وستكونون بعون الله بصمودكم الحالي معبر الأمة إلى النصر ضد الغزوة الصهيونية الحالية والتغيير في واقع الركود والإهتراء العربي ولو طال الزمن, ما ضركم يا أهل غزة إن أكرمكم الله بما لم يكرم به غيركم وكنتم معبر الأمة إلى النصر كما كنتم دائماً.