اكد محمد دحلان عضو المجلس الثوري لحركة فتح والنائب في المجلس التشريعي انه لن يقبل “العودة الى قطاع غزة على دماء الفلسطينيين”. وقال دحلان في لقاء في مكتبه برام الله الاربعاء “لا نريد العودة الى غزة مستغلين المعركة والدم، فهذا غير اخلاقي، ولا نوافق ان تبقى غزة تحت سيطرة ميليشيات حماس”.
واكد دحلان يؤكد انه سيعود الى قطاع غزة “طبقا لاتفاق وطني ما بين القوى الوطنية والاسلامية”.
واضاف “ليكن موقفي واضحا، نحن لا نقبل ان نعود الى غزة على دماء الشعب الفلسطيني او طبقا لما يجري في غزة، وانما طبقا لتوافق وطني بين القوى الاسلامية والوطنية”.
وكان دحلان غادر قطاع غزة اثر سيطرة حماس على القطاع في حزيران/يونيو 2007، وبقي في رام الله.
وتتهم حركة حماس دحلان بانه عمل على اضعاف سلطتها في غزة اثر فوزها في الانتخابات التشريعية في العام 2006.
وقال دحلان الذي يصفه البعض بالرجل القوي في حركة فتح “انا لست معجبا بحركة حماس، والهدف الاساسي الان للسلطة الوطنية هو وقف العدوان ( …) ونحن ننتظر اعادة تنظيم الوضع الداخلي الفلسطيني”.
واعرب عن قناته بان اسرائيل لا تريد انهاء حكم حماس على قطاع غزة.
وقال “انا غاضب على الاحتلال الاسرائيلي كونه لم يعط الفلسطينيين سلاما حقيقيا لا في عهد الرئيس ابو عمار (ياسر عرفات) الذي اتهموه بانه ارهابي، ومن ثم جاء ابو مازن (محمود عباس) ولم يعطوه شيئا”.
واتهم دحلان حركة حماس بانها “تستهتر بدماء الشعب الفلسطيني، مستغلة الحرب الدائرة الان”.
وقال ” قناعتي بان اسرائيل كانت سعيدة بالانقلاب الذي نفذته حماس في غزة، وامنت له النجاح لانها لا تريد اعطاء ابو مازن اي انجاز سياسي”.
واضاف “اسرائيل حاولت خلال المفاوضات تقسيم الاراضي الفلسطينية ما بين ضفة وغزة، وحاولت التغاضي عن قضية الممر الامن، وقاتلنا من اجل تثبيت الممر الامن في المفاوضات”.
وتابع “وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك امتدح جهد حماس في التهدئة لان مصالح حماس واسرائيل كانت متناغمة حتى اختلاف مصالحهم عندها وقعت الحرب ودفع الشعب الفلسطيني الثمن”.
وحول اهداف الحرب التي تشنها اسرائيل على غزة، قال دحلان “الهدف من هذه الحرب هو اخضاع حماس للموافقة على تهدئة، لكن في ذات الوقت ليست لها مصلحة بانهاء حكم حماس في غزة”.
واضاف “اسرائيل معنية ببقاء حماس قوية من اجل ان تعمل على وقف اطلاق الصواريخ من القطاع”.
وحول ما اذا كان يعتقد ان غزة ستعود الى السلطة الفلسطينية، قال دحلان “امكانية عودة غزة الى الشرعية هو قرار مرهون بحركة حماس”.
واسس دحلان جهاز الامن الوقائي في قطاع غزة، وعرف بانه الرجل القوي في حركة فتح، قبيل فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية.
وقال دحلان بانه لا يعمل الان شيئا سوى انه يمارس دوره كنائب في المجلس التشريعي وعضوا في المجلس الثوري لحركة فتح.
وقاد دحلان ملف المفاوضات مع الجانب الاسرائيلي فيما يخص معبر رفح في العام 2005، والمعابر الاخرى.
وقال دحلان بانه كان يعرض على الفصائل الفلسطينية في غزة، تفاصيل المفاوضات التي كان يجريها مع الجانبين الاسرائيلي والاميركي فيما يخص المعبر.
واعتبر دحلان ان اتفاق معبر رفح الذي ابرم في العام 2005 بين السلطة الفلسطينية واسرائيل برعاية اميركية واوروبية، هو افضل ما يمكن التوصل اليه.
ويحدد هذا الاتفاق ترتيبات تشغيل معبر رفح ومن بينها تواجد مراقبين اوروبيين فيه وتولي قوات شرطة تابعة للسلطة الفلسطينية المسؤولية الامنية على الجانب الفلسطيني من المعبر.
وقال “في ذلك الاتفاق حصلنا على كل الاسس التي اردناها وتم تأمين حرية الدخول والخروج من خلال المعبر، وانه لا يحق لاسرائيل منع اي فلسطيني من الدخول او الخروج”.
واضاف “ايضا حددنا حجم الشاحنات، وجربنا الاتفاق على الارض ، وتمكن الاف الفلسطينيين من الدخول والخروج بحرية”.
وقال دحلان” اطلعت كل الفصائل على نتائج المفاوضات، وكافة الفصائل اعجبت بما توصلنا اليه وحضروا حفل افتتاح المعبر، وبعد فترة قصية بدأت حماس تقول بانه اتفاق عار لانه لا يوجد سيادة”.
وتطالب حركة حماس اليوم باعادة فتح معبر رفح، وضمان حرية التنقل للفلسطينيين.
وقال دحلان” ما تطالب به حماس اليوم هو فقط 20% مما كنا حققناه في ذلك الاتفاق، وتناسوا اليوم فتح المعابر الاخرى والممر الامن”.
واضاف ” اذا كانت حركة حماس ستعتبر افتتاح معبر رفح انتصارا، فالمعبر كان مفتوحا، ولماذا كل هذه العذابات ؟”.
واغلقت اسرائيل معبر رفح عقب قيام حركة حماس باختطاف الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط اوساط العام 2006، وتفاقمت الاوضاع عقب سيطرة حماس على قطاع غزة، وخروج السلطة الفلسطينية من القطاع، ومن ثم غادر الطرف الاروبي المعبر.