لأنكم تمسكتم بأرضكم، ارض الآباء والأجداد ، لأنكم صمدتم 60 عاما على ارض بلادكم تحت حراب الاحتلال الصهيوني، لأنكم حافظتم على هويتكم العربية الفلسطينية بغض النظر عن انتماءاتكم الدينية مسلمة أو مسيحية، لأنكم برهنتم في كل منعطفات قضيتكم الوطنية أنكم أكثر فلسطينية ممن يعتلون المنابر الإعلامية في العواصم العربية، لأنكم أنجبتم العظماء من الادباء والعظماء من الشعراء والعظماء من الفلاسفة والمفكرين والمؤرخين والعلماء، لانكم تمكنتم من اجبار العدو الاحتلالي الاستطياني على احترامكم ،وانتزعتم حقوق المواطنة وحقوقكم السياسية ووصلت نخب منكم الى الكنيست (برلمان الدولة الصهيونية) تعلن تحت قبته مواقفكم الوطنية والحياتية دون خوف او وجل او تردد، لانكم يا اخوتنا ويا اهلنا ويا احبتنا عربا عربا .. وفلسطينيون وفلسطينيون .. ووطنيون وطنيون .. لانكم انتم من تتمسكون بالوطن اكثر من كل من المدعين .. يخرج عليكم الخليفة المعتصم المعصوم المعصب دائما اسامة بن لادن .. عفوا اسامة بن حمدان ليحرضكم على القيام بأعمال سوف تؤدي في الحقيقة يا اخوتنا الى طردكم وتهجيركم من بلادكم.
بذات الخطاب وبنفس النبرة الحماسية والمشهد التمثيلي المستعار من شيخهم نصر الله ، وبنفس نبرة التعالي والعجرفة والعنجهية التي دفعت سكان قطاع غزة إلى هذه المذبحة الهمجية البربرية التي يشنها العدو، يريد اسامة بن حمدان وحركته حماس دفعكم إلى مجزرة ومذبحة إنسانية جديدة سوف تؤدي بكم إما إلى الجوع والسجون والاضطهاد في بلادكم أو مهاجرين تتقطع بكم السبل على حدود بلاد العرب والمسلمين.
فاحذروا .. احذروا يا أهلنا ان تنطلي عليكم الخطابات الحماسية لرجال الدين من الاخوان المسلمين، واحذروا من تغلغل هذه الفئة السياسية الضالة الى صفوفكم، وانتم من أنجب شاعر المقاومة العظيم محمود درويش، والشاعر المبدع سميح القاسم، والأديب الكبير اميل حبيبي، وغيرهم من الكبار الكبار، الذين لم يصبحوا كبارا الا لأنهم تمسكوا بالسماحة والتسامح والعدالة والمساواة وحاربوا واياكم العنصرية الصهيونية طيلة ستين عاما، فلا تسمحوا لهذه الفئة بنشر الفكر العنصري والطائفي والمذهبي في صفوفكم.. .
إن التمسك بالوطن من أعظم وأسمى آيات الإيمان بالله ، والتمسك بالوطن يعني البقاء في الوطن ومواجهة أي أفكار مجنونة كالتي يطلبها الزعيم الحمساوي منكم، فهذا الموتور الذي يتظاهر بالحكمة ووجهه ينضح خبثا ولؤما لا يعلم أن النضال من اجل الوطن له ألف طريقة غير التي يعرفها هو وشيوخه والدراويش من أتباعهم، فهم لا يعلموا أن التمسك بالوطن يعني الارتقاء بالإنسان أولا، وبدوره الحضاري ثانيا، وبمساهمته الإنسانية ثالثا، وبعلمه رابعا، ونجاح أعماله خامسا، وتكوين أسرة كريمة سادسا، وبناء الوطن سابعا، ومناهضة العنصرية ثامنا، وتحقيق المساواة تاسعا، والازدهار الاقتصادي عاشرا، والتماسك الوطني والتعاضد والتعاون بين أبناء الوطن احد عشر، وتقديم العون والمساندة والمساعدة لأشقائهم في باقي أنحاء الوطن والمنافي اثني عشر، وتعزيز المفاهيم الديمقراطية ثلاثة عشر، والتمسك بالقيم الإنسانية وعدم التمييز أربعة عشر، واحترام المرأة وقيامها بدورها على ارض المساواة التامة في تطور المجتمع الفلسطيني خمسة عشر.
وغيرها من أشكال الكفاح لا يعرفها دراويش الإخوان المسلمين .. فلا تغرنكم خطبهم الرنانة، فالخطب هي كل ما يعرفون ولا شيء غيرها لأنهم بالأصل يتخرجوا ليعملوا خطباء في المساجد أو مدرسين لمادة الدين في المدارس وفي أحسن الأحوال في المعاهد الدينية. وكل صلتهم بالحياة لا تتجاوز ما يقرأوه في الكتب الصفراء التي كتبها شيوخهم في القرن الثالث الهجري، وأكثرهم تنورا واستنارة توقفت علومه عند شيخهم حسن البنا.
فمن غير المعقول أن يكون هؤلاء الدراويش هم من يقودوا شعبا عظيما كشعبكم الفلسطيني الذي يمتلك من التجارب ما لا يمتلكه شعب آخر في مكافحة ومواجهة الاحتلال والاستعمار.
يا أهلنا في فلسطين داخل الخط الأخضر إن دراويش الإخوان المسلمين ومن لف لفهم من التيارات والأحزاب الإسلامية لا يؤمنون بوسيلة للتغيير والتطور والتحرير سوى الموت .. ولا يفهمون شيئا من المقاومة سوى زيادة عدد جنازات الشهداء، وها هي تجربة قطاع غزة المكلوم أمامكم واضحة صارخة صاخبة..
ثم إن دراويش الإخوان والذين باتوا درسا مقررا في بعض الفضائيات ونجوما في المهرجانات التي باتت صنعة يجيدها الإخوان، أصبحوا يتمادوا بادعائهم أنهم يمثلوننا نحن الشعب الفلسطيني، وكل من هب ودب منهم لا يخجل من نفسه عندما يقول إنني أريد كذا وكذا من أجل مصلحة الشعب الفلسطيني .. فمن هو الذي خولك ايها الاخواني أن تتحدث باسمي ، من قال لك أن تحدد مصلحتي .. فانا فلسطيني قبلك من كل الزوايا، وفلسطيني أكثر منك من كل النواحي، وأدرك مصلحة فلسطين أكثر منك بكل المقاييس، فلماذا تتحدث نيابة عني، وبأي حق تما
رس باسمي ما يسيء لشعبي ويدمر قضيتي ، ويلحق الضرر بأهلي، ويؤدي الى قتل المئات منهم وجرح الاف وتجويع واضطهاد الملايين.
رس باسمي ما يسيء لشعبي ويدمر قضيتي ، ويلحق الضرر بأهلي، ويؤدي الى قتل المئات منهم وجرح الاف وتجويع واضطهاد الملايين.
يا اهلنا في المثلث والجليل والنقب وفي اللد والرملة، ان صمودكم وبقائكم في ارض الوطن يمثل اكبر وأرقى وأعظم أنواع الصمود والدفاع عن هوية الوطن .. ولذلك تقوم بعض المجموعات الصهيونية بالتآمر عليكم، ويخطط لتهجيركم وطردكم من بلادكم، وتلتقي مؤامراتهم هذه مع دعوات موتورة كتلك التي اطلقها اسامة حمدان، ومن هو على شاكلته، فاحذروا ما يخطط لكم واقبضوا على وطنكم بكل قبضاتكم، ولا تجعلوا دعوات مهووسة كتلك التي أطلقها حمدان تتسلل الى نفوس بعضكم.
واذا خرجتم ايها الاخوة في تظاهرة او مسيرة او اعتصام فلا ترفعوا سوى علم فلسطين الوطني، ومزقوا كل الأعلام الملونة، لا تسمحوا لأي منها ان تتسلل الى صفوفكم، فالعلم الوطني هو رمز وحدتكم، رمز عزتكم، رمز شرفكم، رمز تمسككم بالانتماء لهذا الوطن.
وايضا عليكم ان ترفضوا الهتافات العنصرية، لا تسمحوا لهتافات مثل تلك التي سمعناها فيما كان اسامة حمدان يلقي خطبته العصماء في بيروت تردد “خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود” او خيبر خيبر يا يهود جند محمد بدأ يعود” فهذه هتافات عنصرية همجية متخلفة، فانتم يا أهلنا في الوطن لا تخوضون حربا دينية عنصرية مذهبية ، انكم ايها الاخوة ونحن من نعيش في الشتات كنا اول ضحايا هذا النوع من الحروب.
يا أهلنا في الوطن ان شعبكم في كل اماكن تواجده ينظر اليكم بكبرياء واحترام وتقدير واعجاب، ويثمن تجربتكم العظيمة، ويلمس بوضوح درجة تميزكم الحضاري في كل الميادين، فلا تفرطوا بكل انجازاتكم الرائعة، على مذبح دعوات الاحزاب والجماعات الدينية.
وعليكم ان تعلموا جيدا ان زمن المد الديني قد انتهى، فالتيارات الدينية منذ بضعة سنوات باتت في موقف الدفاع عن النفس ، وهي تقاتل من اجل البقاء، انها تتراجع في كل مكان من اندونيسيا الى اليمن، وامامكم تجاربهم الفاشلة في ايران والسودان والجزائر وتونس ومصر والخليج.
لقد رفعت الكثير من الانطمة العربية يدها وحمايتها عنها، واخرجتها من حضانتها، فبدأت تتراجع، وسوف يزداد تراجعها الى ان تنكفيء وتعود الى المساجد ودور العبادة مع قيام النظم العربية بتشديد القيود عليها تدريجيا، وهذا ما يجري الان، ومن يود التاكد من صحة ما اقول فليتابع توسع ونمو مظاهر التحضر والعلمانية في مجتمعاتنا العربية، وهي اكثر من ان تعد او تحصى، وليس من المعقول ان يكون العالم يسير باتجاه المزيد من العصرنة والحضارة والحداثة، فيما ياتي من يريد ان يسحب شعبنا الفلسطيني نحو مجاهل أبا الأعلى المودودي وحسن البنا وشيخهم ابن تيمية.
فانتم ايها الفلسطينيون واينما كنتم في الوطن والمهاجر حافظتم على تصدركم كبناة حضارة وتنوير وعمران ورواد علم وفنون، وما الموجة التي مرت بسمائكم سوى موجة عابرة قد بدأ نجمها يأفل، وسوف تنزاح الغمة عما قريب.
ابراهيم علاء الدين