عبد الغفور ياتيب
في غزة .. العزة
المطاردة من طرف .. الصليب
وأهل السبحة على السواء .. الآن
***
وأنت تلاعب .. دميتك
وأنت تسامر براءتك الحالمة .. بامتياز
وتجنح بين الفينة والأخرى
متنقلا بين كوكب .. ونجمة
ممتطيا طائرتك .. الورقية
المحافظة جدا على البيئة .. والمناخ
والمستغنية دوما عن آبار .. الأعراب
رموز المهانة .. والذلة
ودونما حاجة إلى تأشيرة أو أي .. معبر
من معابر أوجدت لتكون .. موصدة
***
وفجأة يا صديقي
تجد طفولتك البريئة
أمام آكل الصبايا
أمام الغول الأخير .. والأول
***
في غزة العز .. يا صديقي
هرب الليل ذعرا من مشاهد القتل
وتقهقرت إلى غير رجعة .. آية النهار
في ربوع غزة استقالت
ثم هوت إلى البحر
منتحرة من عليائها .. السماء
***
في غزة حيث لازال يتواجد .. الرجال
استأسد اللون .. الأحمر
تحالف مع “فرانكينشتاين” المنطقة
بدعم من “دراكولا” كل الأزمنة
واغتال كل الألوان
***
في غزة دائما ودون سواها
يجبرك فخامة .. الغول
على أداء فاتورة أطرف تحية .. في التاريخ
وقعتها يد فنان كل العصور .. والأزمنة
منتظر الزيدي
على اعتبار أننا عرب فورا .. وبالدماء
كما تشاهد
وكأنها افتتاحية أولمبية .. على الهواء
***
في غزة .. يا صديقي
ما أصعب أن ترى طفلا يقصف
بأحدث .. النفاثات
أو كهلا متكئا على عصا .. متهالكة
يسحق دوسا .. بثعبانية زحف الدبابات
***
في غزة
ما أصعب أن تكوني امرأة .. يا سيدتي
ما أصعب أن تكوني .. حاملا
في شهر الوضع
ما أصعب أن يأخذك حلم في ليلة .. مقمرة
إلى الأرض .. المقدسة
قبيل تقاعد نائب .. الشيطان
***
في غزة
صعب أن تكون أبا
والأصعب أن تكوني أما .. مرضعة
تحت المراقبة
وضمن طائلة النوايا الحسنة .. فوق العادة
لفخامة الغول .. الأعظم
***
ما أصعب أن يتحول عنك .. الأشقاء
إلى سماسرة
وفي أحسن الحالات .. يا صديقي
إلى .. وسطاء
***
ما أصعب أن تكون في غزة
وتطرق باب .. السجان
أو توقظه من نومه .. الثقيل
بعد كل وجبة .. وارتواء
من اللحوم والدماء .. الملائكية
***
لا تتأوه .. يا صديقي
لا تحزن
فغزة وإن كانت .. تئن
فهي ماضية .. بثبات
لدحر .. العابرين
الذين يبصمون كل يوم .. وكل دقيقة
أمام حضرة الموثق الأكبر
جلالة .. التاريخ
على ما جنت عقولهم .. المغيبة
وأيديهم العابثة
***
نيابة عن الجنرالات المنتفخة .. أرصدتهم
في أبناك الذلة .. والعار
تصنع غزة المجد .. للتاريخ
وتحفر للأشرار مقابر .. مستقبلية
***
وتبقى الأم .. المحاصرة
الأم .. المكلومة
هي الناطق الرسمي .. الأوحد .. والدائم
باسم ملحمة .. رفس النساء
ومجانية .. إبادة الأطفال
وما ترتب عن ذلك من آلام
ترسبت بعمق .. ومرارة
وإلى الأبد
داخل الصناديق السوداء للأحرار .. عبر العالم
المحكمة الإغلاق
حيث يكتنز .. كل منا
في بنكه .. الخاص
والغير القابلة أوراقه .. للتداول
مخافة أن تمتد إليه
مخالب النائب الأول .. للشيطان
السؤال: لماذا وكيف ؟ .. بقي الضباط جاثمين على صدر مصر الحنون .. وغاب الأحرار !
عبد الغفور ياتيب – شاعر / كاتب صحفي من المغرب
[email protected]