عندما تجعل نفسك صفرا على الشمال في معادلة معقدة ذات حدود متعددة ،و حينما تذل نفسك وتصير لا شيء في نظر الذين يملكون كل شيء، ولما تكون رقما بلا لون ويدكنه الآخر وقتما يشاء أو تكون حيزا شاغرا يشغله غيرك حينها يغيب ظلك من مسرح الحياة، وتفتقد وزنك الثقالة.
ذلك أن التاريخ لم ولن يغفل محطاته بصالحها وطالحها،فمنذ نهاية الحرب العالمية الثانية مثلا، حكم الموقف الدولي منطقان مختلفان: منطق عقلاني يقدر القانون الدولي، وهو الذي قاد مثلا إلى الحديث عن حقوق الإنسان و إنشاء المحكمة الجنائية الدولية في بداية التسعينات، وموقف آخر برغماتي يتبع المواقف التي تحكمها العواطف والمصالح والنوايا وهو ما اعتمدته فعلا ،إدارة بوش منذ وصوله إلى كرسي الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية، انطلاقا من رفضها المصادقة على معاهدة إنشاء للمحكمة الجنائية الدولية،وصولا إلى إبرام عدة اتفاقيات ثنائية خارج المجتمع الدولي،اتفاقيات تسمح بإعطاء الحصانة إلى الجنود الأمريكيين، فلا يحاكمون ولا يعاقبون خارج بلدهم مهما ارتكبوا من جرائم، كتلك التي تضمنتها الاتفاقية الأمنية في العراق.
واختارت إدارة بوش العراق كمنطلق لمشروع كبير كنموذج لصورة الديمقراطية الموعودة ، ليعمم على بقية أقطار العالم العربي والإسلامي،قبلها الحكام العرب كل حسب هدفه،أغلبهم أيقن من دوام سلطته بعد زوال النظام ألبعثي في العراق، أو بالأحرى سقوط صدام حسين. لكن بعد الإطاحة بصدام واحتلال العراق،اتضحت الصورة السطحية لذلك المشروع في نظام العراق،إذ بدا حجر الزاية فيه هو الطائفية و اللاقدرة على توجيه نفسه بل يحتاج دوما إلى دستور بول بريمر ومرجعية بوش فيما اسماه مكافحة الإرهاب ؟؟؟ والاختباء وراء شتم رموز نظام صدام، ثم خدمة المصالح الأمريكية، والتشكي من المقاومة.
بعد ذلك طلت الحشرة السوداء -كند وليزا ريس-كاتبة الدولة للخارجية الأمريكية لتعن المرحلة الخفية من المشروع اللعين قائلة:” انه حان الوقت لبناء شرق أوسط جديد” وتضع نقطة في السطر،والوقت بين وضع النقطة والرجوع إلى السطر الجديد دام أربع سنوات وتصف، الأوان طويل ،لأنه تطلب ترويض الحكام العرب وغسل أدمغتهم بما يخدم المشروع الأميركو صهيوني، وتشتيت الصف الفلسطيني،واليوم هاهي تعود لتقول وهي تشيد بالجهود المصرية(؟؟) يوم الثلاثاء في جلسة مجلس الأمن لمناقشة الهجوم الإسرائيلي الذي دخل اليوم الأربعاء يومه الثاني عشر وقتل أكثر من 660 فلسطيني وجرح 3075أخرين (نحن في حاجة ملحة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار يمكن إن يستمر ويجلب سلاما حقيقيا)،(لابد أن تكون هدنة “مستمرة ومستدامة” لكن لا يمكن التوصل إلى اتفاق إلا إذا أوقفت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) هجماتها الصاروخية على إسرائيل وتوقفت عن تهريب السلاح الى غزة)؟؟.
الحشرة السوداء، تحدث حكام العرب بلسانها قبل اليوم،وقال بعضهم ( الرئيس المصري-ورئيس السلطة الفلسطينية-ومسئولين في القيادة المصرية..و..) لولا استفزاز حماس لإسرائيل لما اندلعت الحرب؟، لو كان هذا الكلام لبسطاء لأمكن القول أنهم يعانون من الجهل أو برودة المشاعر الإنسانية،لكن أن يصدر عن مسئولين وفي الأنظمة العربية غلا تفسير له إلا الخيانة ، شعب يعاني الحصار لعدة شهور ويتعرض للذل في دياره ينتظر متى تأتيه الرحمة من اصدقاء اسرائيل بعد أن تتم عملية التطبيع طبعا.
المهم لقد كان لرايس إمكانية استعمال حق النقض( الفيتو ) وإشفاء غليل حلفائها العرب،لكنها فسحت المجال لإسرائيل،لاشيء إلا لأنها أدركت أن عهدتها انقضت وميلاد الشرق الأوسط الجديد أصبح حقيقة لكن ليس بالشكل الذي خططت له،فهو شرق اوسطي جديد يفضل فيضه عن حيز القومية العربية وهو ما يعني يأسها تماما من تجسيد محو حركة حماس والتيارات الاسلامية من خريطة الوطن العربي، بل بالعكس سيتكون بمن حضر فقط من الدول العربية، وبوجود حركة حماس كقوة فاعلة في الدولة الفلسطينية الموحدة.
إن الهجوم الإسرائيلي على غزة إذن قد يشكل في النهاية دون شك تهديدا حقيقيا للأنظمة في الوطن العربي عامة و منطقة الشرق الأوسط بصفة أخص ذلك أن النزاع العربي الإسرائيلي شكل في كل مرة خطرا مزدوجا لتلك الأنظمة، من ناحية، تلاعبهابالقضية الفلسطينية من أجل اكتساب شرعية مفقودة، أوالتغطية على اغتصابها للسلطة، والواضح أن حل القضية الفلسطينية وقيام دولة موحدة منتخبة ديمقراطيا في ” فلسطين المستقلة ” وبوجود تيار إسلامي معتدل ،من شأنه أن يمثل تحديا لا بالنسبة لدولة إسرائيل فحسب بل لبعض الأنظمة العربية أيضا.وطرف فعال في تشكل الخريطة الجديدة وعلاقات عناصرها،مما قد يبعد الكيان الأمر يكو صهيوني من ساحة الصراع الحضاري في الوطن العربي على الأقل،وقد نخلص والشارع العربي مصدر استخلاصنا أن المقاومة اليوم في غزة واجب مقدس في طريق العزة، والتطبيع كيفما كان جريمة موصوفة.
ذلك أن التاريخ لم ولن يغفل محطاته بصالحها وطالحها،فمنذ نهاية الحرب العالمية الثانية مثلا، حكم الموقف الدولي منطقان مختلفان: منطق عقلاني يقدر القانون الدولي، وهو الذي قاد مثلا إلى الحديث عن حقوق الإنسان و إنشاء المحكمة الجنائية الدولية في بداية التسعينات، وموقف آخر برغماتي يتبع المواقف التي تحكمها العواطف والمصالح والنوايا وهو ما اعتمدته فعلا ،إدارة بوش منذ وصوله إلى كرسي الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية، انطلاقا من رفضها المصادقة على معاهدة إنشاء للمحكمة الجنائية الدولية،وصولا إلى إبرام عدة اتفاقيات ثنائية خارج المجتمع الدولي،اتفاقيات تسمح بإعطاء الحصانة إلى الجنود الأمريكيين، فلا يحاكمون ولا يعاقبون خارج بلدهم مهما ارتكبوا من جرائم، كتلك التي تضمنتها الاتفاقية الأمنية في العراق.
واختارت إدارة بوش العراق كمنطلق لمشروع كبير كنموذج لصورة الديمقراطية الموعودة ، ليعمم على بقية أقطار العالم العربي والإسلامي،قبلها الحكام العرب كل حسب هدفه،أغلبهم أيقن من دوام سلطته بعد زوال النظام ألبعثي في العراق، أو بالأحرى سقوط صدام حسين. لكن بعد الإطاحة بصدام واحتلال العراق،اتضحت الصورة السطحية لذلك المشروع في نظام العراق،إذ بدا حجر الزاية فيه هو الطائفية و اللاقدرة على توجيه نفسه بل يحتاج دوما إلى دستور بول بريمر ومرجعية بوش فيما اسماه مكافحة الإرهاب ؟؟؟ والاختباء وراء شتم رموز نظام صدام، ثم خدمة المصالح الأمريكية، والتشكي من المقاومة.
بعد ذلك طلت الحشرة السوداء -كند وليزا ريس-كاتبة الدولة للخارجية الأمريكية لتعن المرحلة الخفية من المشروع اللعين قائلة:” انه حان الوقت لبناء شرق أوسط جديد” وتضع نقطة في السطر،والوقت بين وضع النقطة والرجوع إلى السطر الجديد دام أربع سنوات وتصف، الأوان طويل ،لأنه تطلب ترويض الحكام العرب وغسل أدمغتهم بما يخدم المشروع الأميركو صهيوني، وتشتيت الصف الفلسطيني،واليوم هاهي تعود لتقول وهي تشيد بالجهود المصرية(؟؟) يوم الثلاثاء في جلسة مجلس الأمن لمناقشة الهجوم الإسرائيلي الذي دخل اليوم الأربعاء يومه الثاني عشر وقتل أكثر من 660 فلسطيني وجرح 3075أخرين (نحن في حاجة ملحة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار يمكن إن يستمر ويجلب سلاما حقيقيا)،(لابد أن تكون هدنة “مستمرة ومستدامة” لكن لا يمكن التوصل إلى اتفاق إلا إذا أوقفت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) هجماتها الصاروخية على إسرائيل وتوقفت عن تهريب السلاح الى غزة)؟؟.
الحشرة السوداء، تحدث حكام العرب بلسانها قبل اليوم،وقال بعضهم ( الرئيس المصري-ورئيس السلطة الفلسطينية-ومسئولين في القيادة المصرية..و..) لولا استفزاز حماس لإسرائيل لما اندلعت الحرب؟، لو كان هذا الكلام لبسطاء لأمكن القول أنهم يعانون من الجهل أو برودة المشاعر الإنسانية،لكن أن يصدر عن مسئولين وفي الأنظمة العربية غلا تفسير له إلا الخيانة ، شعب يعاني الحصار لعدة شهور ويتعرض للذل في دياره ينتظر متى تأتيه الرحمة من اصدقاء اسرائيل بعد أن تتم عملية التطبيع طبعا.
المهم لقد كان لرايس إمكانية استعمال حق النقض( الفيتو ) وإشفاء غليل حلفائها العرب،لكنها فسحت المجال لإسرائيل،لاشيء إلا لأنها أدركت أن عهدتها انقضت وميلاد الشرق الأوسط الجديد أصبح حقيقة لكن ليس بالشكل الذي خططت له،فهو شرق اوسطي جديد يفضل فيضه عن حيز القومية العربية وهو ما يعني يأسها تماما من تجسيد محو حركة حماس والتيارات الاسلامية من خريطة الوطن العربي، بل بالعكس سيتكون بمن حضر فقط من الدول العربية، وبوجود حركة حماس كقوة فاعلة في الدولة الفلسطينية الموحدة.
إن الهجوم الإسرائيلي على غزة إذن قد يشكل في النهاية دون شك تهديدا حقيقيا للأنظمة في الوطن العربي عامة و منطقة الشرق الأوسط بصفة أخص ذلك أن النزاع العربي الإسرائيلي شكل في كل مرة خطرا مزدوجا لتلك الأنظمة، من ناحية، تلاعبهابالقضية الفلسطينية من أجل اكتساب شرعية مفقودة، أوالتغطية على اغتصابها للسلطة، والواضح أن حل القضية الفلسطينية وقيام دولة موحدة منتخبة ديمقراطيا في ” فلسطين المستقلة ” وبوجود تيار إسلامي معتدل ،من شأنه أن يمثل تحديا لا بالنسبة لدولة إسرائيل فحسب بل لبعض الأنظمة العربية أيضا.وطرف فعال في تشكل الخريطة الجديدة وعلاقات عناصرها،مما قد يبعد الكيان الأمر يكو صهيوني من ساحة الصراع الحضاري في الوطن العربي على الأقل،وقد نخلص والشارع العربي مصدر استخلاصنا أن المقاومة اليوم في غزة واجب مقدس في طريق العزة، والتطبيع كيفما كان جريمة موصوفة.
محمد بوكحيل