العودة للتهدئة هزيمة..؟!
مصطفى إنشاصي
وصلني سؤال من زميل صحفي: ما هي وجهة نظركم حول ما يجري في قطاع غزة؟. وهل ستستطيع المقاومة (حركة حماس) أن تصمد وما مدى إمكانية صد الهجمات الإسرائيلية البرية”؟!. والسؤال هو جزء مما كنت سبق أن كتبته منذ الأيام الأولى عن هذه الحرب الهمجية وأبعادها، نشرت منها عدة مقالات منفصلة عن بعضها ومكملة لبعضها في الوقت نفسه، مضمونها جميعها ألا نعود لتكرار تجارب وأخطاء الماضي المعاصر بالذات، وأن تصحح حماس وفصائل المقاومة الخطأ الذي وقعت فيه بقبول اتفاق التهدئة التي قايضاً حق لنا ضد العدو بحق لنا على العدو، وأن يكف البعض عن تقزيم واختزال القضية المركزية للأمة في فصيل أو جزئية ما من جزئيات الصراع…إلخ، أنشر الإجابة عليه لأنه مقال من تلك المقالات. الإجابة على الشطر الأول من سؤالك: ما هي وجهة نظركم حول ما يجري في قطاع غزة؟.
بتقديري أن العدو اليهودي اعتبر توقيع حماس واستسلام الفصائل الأخرى لرغبتها على التهدئة بتاريخ 19/6/2008 بالشروط الظالمة لحقوقنا حق مكتسب له، وأن رفض حماس تجديدها بتلك الشروط وسعيها لتحسينها يسلبه ذلك الحق المكتسب! لذلك يريد من خلال هذه الحرب الهمجية أن يعيد تجديد التهدئة بنفس الشروط بل وأشد منها سوءً، في محاولة منه لتكريسها أمر واقع جديد وحق مكتسب للمحتل علينا مهما كلف ذلك من أرواح أهلنا، ويصادر به حقنا في المقاومة ضده، وحقنا عليه في توفير جميع احتياجاتنا! فالعدو حقق معظم أهدافه ومازال من خلال فرض سياسة الأمر الواقع. وبعيداً عن التصريحات الكثيرة التي يطلقها قادة ومسئولي العدو عن أهداف تلك الحرب، التي يحاول أن يحدث من خلالها حالة من الإرباك حول حقيقة أهدافه من تلك الحرب الهمجية، ويحاول إن يضلل ويشغل العالم في تحليل أبعادها عن ذلك العدد الهائل الذي يتساقط يومياً من الشهداء والجرحى وسط أهلنا، وبعيداً عن ذلك الحجم من الدمار والتدمير للبنى التحتية والمنازل وغيرها، كتلك التصريحات التي أطلقها قبل الحرب وضلل فيها قيادة حماس وخدعها وأوقع في نفسها أنه لن يشن تلك الحرب وبهذه الوحشية، ثم فاجأها بذلك! فالهدف الرئيس والثابت بعيداً عن كل التصريحات هو: تغيير الوضع الأمني في غزة. كما أعلن ذلك العدو اليهودي في بداية الحرب!. وبتقديري أن تغيير الوضع الأمني في غزة لا يعني إعادة احتلال غزة كلياً أو جزئياً. لأن ذلك كما سيوقع خسائر بشرية كبيرة فلسطينياً، فإنه سيوقع كذلك خسائر بشرية لدى العدو لن يستطيع احتمالها، كما أنه سيطيل زمن الحرب وسيرفع تكلفتها سياسياَ وبشرياً للعدو، وسيقضي على آخر ما تبقَ للاحتلال من قوة ردع، وسيسقط هيبة الاحتلال نهائياً في نظر مواطنيه قبل غيرهم، وقادة العدو يحاولون استعادة تلك القوة التي سحقتها الانتفاضة وحرب تموز 2006 على لبنان. وسينتج عنه فينوغراد فلسطين. ولا يعني تغيير الوضع الأمني في غزة إعادة السلطة الفلسطينية على ظهر الدبابة اليهودية، كما يقول البعض ويفسر بعض التصريحات من هنا أو هناك! ومَنْ يقول ذلك يكون سطحي جداً في تحليله، ولا يستحضر أبعاد خطة فك الارتباط اليهودي مع غزة عام 2005، التي وقتها حذرنا من أن يفهمها المعنيين أنها (انسحاب)، وأنها في الحقيقة كانت خطة فصل لغزة عن الضفة وتفتيت وحدتهما جغرافياً وسياسياً وقانونياً، وإثارة الحرب الأهلية، وتصفية القضية المركزية للأمة…إلخ،. فهو لا يستحضر ذلك ولا ما سبقها وما تلاها من تصريحات لشارون وتعليقات وتحليلات من المحللين على اختلاف جنسياتهم، لأن الانقسام الفلسطيني جاء هدية لم ينتظرها العدو وخدمت أهدافه بشكل لم يحلم به في تفتيت الوحدة الوطنية، وليس من مصلحته عودة السلطة لغزة وإعادة الوحدة بين شطري الوطن. كما لا يعني تغيير الوضع الأمني في غزة أن العدو سيقضي قضاءً مبرماً على المقاومة في غزة أو على حماس! ذلك لأن المقاومة في أي بلد محتل وإن كان عنوانها بعض الفصائل، إلا أنها مرتبطة بالشعب المحتل وحصوله على حقوقه الوطنية، وكيانه المستقل،، ذلك يعني أن القضاء على قوة الفصائل لا يعني القضاء على المقاومة، كما أنه في مثل وضع غزة يستحيل على المحتل القضاء على المقاومة مهما كانت قوته ومهما بلغت وحشية جرائمه لن يستطيع فك الارتباط بين الجماهير والمقاومة، وسوف يفشل في تحقيق ذلك كما فشل حصاره في ذلك. لذلك أتفق مع الرأي القائل: أن العدو يريد أن يُضعف قوة حماس والمقاومة عسكرياً، ويُبقي عليها سياسياً ليبقَ الصراع بينها وبين السلطة متواصلاً، ويستمر الانقسام بين الضفة وغزة، ويفرض عليها تهدئة بشروط مريحة له، توقف إطلاق الصواريخ ويوفر الأمن لمواطنيه وقد تكون برعاية وإشراف دولي، وقد تكون محددة بسقف زمني في حدود سنة أو سنتين قابلة للتجديد أو مفتوحة كما حدث بلبنان في حرب تموز 2006. وفيما لو نجح العدو في ذلك قد تكون هذه الحرب محاولة جديدة لإعادة تشكيل خارطة وطننا وتغيير جغرافية حدود سايكس ـ بيكو التي سبق لكونداليزا رايس في عدوان تموز 2006 أن أعلنت أنها فشلت في أداء مهمتها. أي دمج كيان العدو اليهودي في وطننا وحفظ أمنه وأمن مواطنيه، ولكنها لم تعلن ذلك حتى ل
ا تزيد من ردة الفعل الشعبية ضد العدوان؟! وذلك هو رأي المحللين بعيدي النظر، عميقي التحليل، غير الممتهنين هذا العمل للارتزاق، أو الغوغائيين بغض النظر عن مكانتهم وأسمائهم لأن كثير منهم للأسف حتى يحافظ على استمرار صدور صحيفته أو مواردهم المالية وحضورهم على القنوات الفضائية، يلغوا عقولهم ويحطوا رؤوسهم مع هالرؤوس، أو أنهم يفهمون متأخرين فمعظم مَنْ تسمعهم يملئون الفضائيات والصحف ضجيج ويقدمون أدلتهم على صحة استهداف هذا الطرف أو ذلك، وعلى صحة موقف هذا أو ذاك، للأسف مِنْ يُراجع تاريخهم سيجد أنها نفس التحليلات والأدلة التي كانوا يسوقونها بالأمس القريب ليبرروا بها صحة موقف مَنْ يتهمونهم اليوم، ولا أعلم إن كانت حقيقة موقفهم الأولى أو الثانية؟! ورأي ذاك كنت سأنشره سواء وجدت مَنْ يقول به أو لم أجد لأني أرفض أن ألغي عقلي أو أؤجره مقابل كم دولار، لأنها أمانة الكلمة، وقضية الأمة والوطن، وللإنصاف هناك اثنان من ذلك الكم الذي لا يحصى الذي مللنا كلامهم عما يحدث في غزة اللذان أصبا في تحليل حقيقة ما يجري، أولهما: الأستاذ أنيس النقاش، علماً أني على عمق تحليلاته سابقاً واحترامي لعقله لم أنتظر منه أن يقول ما قال لسباب ما. ففي اتصال به من قناة الجزيرة يوم الأحد 28/12/2008، قال: أن الذي يحدث في غزة لا علاقة له بالخلاف لين حماس وفتح، ولكن له علاقة بتصفية القضية، والمفاوضات حول التهدئة، حتى يفاوض العدو وهو مرتاح ويفرض شروطه ويوقع تهدئة بشروط مرتاحة. والثاني وهو دائماً عميق في تحليله وموضوعيته، وفي كل حدث أو موقف أحاول جهدي أن أعرف رأيه خوفاً إلا يكون أصبح مثل كثيرين، الدكتور بشير نافع، فقد قال على قناة الحوار يوم الأحد 29/12/2008: الذي يحدث هو محاولة من الجانب (الإسرائيلي) لإحداث تغيير كبير من منطق القوة في فلسطين والمنطقة ككل، وذلك في الشوط الأخير في تغيير جغرافية المنطقة في أكثر من دولة، الأردن وفلسطين وسوريا وغيرها. وانه ليس مع أنه هناك مؤامرة عربية، يكفى فقط أن يُرفع الغطاء العربي عن الفلسطينيين. ذلك التحليل سرعان ما أكده الموقف الأردني بدء من العاهل الأردني عبد الله الثاني، مروراً برئيس الوزراء نادر الذهبي الذي أعلن أمام مجلس النواب الأحد أن “الأردن يحتفظ بحق إعادة النظر في علاقاته مع أي دولة, خصوصاً (إسرائيل), من منطلق المصلحة الوطنية العليا”. إلى عدد المسئولين الأردنيين الذين أكدوا أن شبح ضم جزء من أراضي الضفة الغربية للأردن, الذي تخشاه المملكة, بدأ يلوح مجددا في الأفق. (سما نت الثلاثاء 6/1/2009). ومن فترة قريبة على إثر تصريحات يهودية نشرت مقالتين مذكراً بذلك!. لذلك. أ
ما الإجابة على الشطر الثاني من السؤال: وهل ستستطيع المقاومة (حركة حماس) أن تصمد وما مدى إمكانية صد الهجمات الإسرائيلية البرية”
بداية أود توضح نقطة مهمة: أن حرب الإبادة التي يمارسها العدو ليست ضد حركة حماس وحدها، ولكن ضد جميع الفصائل بما فيها كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح، التي لم تمنعها الخلافات التي وصلت إلى إراقة الدماء بينها وبين حماس إلى التخلي عن واجبها الوطني، ولا أن تحسب الموقف بحساب المكاسب الفئوية الضيقة كما يفعل البعض، وتقول: بعد انتهاء الحرب تأخذ حماس كل الفضل والشرف وإحنا لا يذكرنا أحد. كما أنها ليست ضد الفصائل بمعزل عن الجماهير، التي هي الضحية ومَنْ يدفع الثمن الفادح، كما ترون على شاشات الفضائيات، تلك الجماهير التي يتوقف على صمودها مصير الحرب وصمود أو عدم صمود المقاومة. وفي الوقت الذي تجني فيه الفصائل قبل وبعد انتهاء الحرب المكاسب، وذلك هو سر محاولة البعض اختزال القضية ونكبة الجماهير كلٌ في نفسه، لتفوز بالنصيب الأكبر من المكاسب السياسية والمادية، وتُنسى الجماهير وسوادهم الأعظم غير المحسوب على التنظيمات يبقى محروم ويضيع حقه. ذلك يدفعني أن ألفت انتباه كل مَنْ يعنيه الأمر في هذه الجزئية، وهي دعوة موجهة إلى كل القائمين على جمع (التبرعات) لدعم صمود أهلنا في فلسطين، وتعويضهم عن خسائرهم المادية، لأن خسائرهم المعنوية والبشرية لا تعوضها أموال الكون، من الخير لأهلنا في فلسطين أن تقوم الجهات المعنية بجمع الأموال بنفسها وتوزيعها على مستحقيها، من إعادة بناء لمنازلهم المهدمة أو ترميمها، وتقديم العون والدعم المادي للمحتاجين وغير ذلك. صدقوني هذه نصيحة خالصة لله، اللهم بلغت، اللهم فاشهد. إذن: الجماهير هي أهم عوامل صمود المقاومة، ولا أحد يشك في مدى صلابتها وثباتها وقد امتحنت مِراراً فهي اختيار رباني، أما قوة المقاومة الذاتية؛ فإنه من خلال التجارب السابقة ومجريات الحرب الحالية فإنها مبشرة بإذن الله، فالعدو كأي محتل يعتمد على قوة آلته العسكرية، والجرائم ضد الإنسانية لإحداث الردع (الصدمة) والرعب في وسط الجماهير والمقاومة، كما يعتمد عنصر المفاجأة والمباغتة والحرب الخاطفة، وقد استنفذ كل ذلك منذ الضربة الأولى المفاجأة في توقيتها وحجم همجيتها وقد فشل في تحقيق أهدافه ضد الجماهير والمقاومة على السواء. فضلاً عن المفاجآت التي أعدتها له المقاومة وكبدته خسائر يخشى أن يعلن عنها حتى لا تنهار نفسية جنوده ومواطنيه. أضف إلى ذلك أن جنود العدو كمواطنيه لا يحتملوا الحرب الطويلة، ذلك ما يجعلنا على ثقة من قدرة المقاومة على الصمود وصد الهجمات الصهيونية، وما النصر إلا من عند الله.
بتقديري أن العدو اليهودي اعتبر توقيع حماس واستسلام الفصائل الأخرى لرغبتها على التهدئة بتاريخ 19/6/2008 بالشروط الظالمة لحقوقنا حق مكتسب له، وأن رفض حماس تجديدها بتلك الشروط وسعيها لتحسينها يسلبه ذلك الحق المكتسب! لذلك يريد من خلال هذه الحرب الهمجية أن يعيد تجديد التهدئة بنفس الشروط بل وأشد منها سوءً، في محاولة منه لتكريسها أمر واقع جديد وحق مكتسب للمحتل علينا مهما كلف ذلك من أرواح أهلنا، ويصادر به حقنا في المقاومة ضده، وحقنا عليه في توفير جميع احتياجاتنا! فالعدو حقق معظم أهدافه ومازال من خلال فرض سياسة الأمر الواقع. وبعيداً عن التصريحات الكثيرة التي يطلقها قادة ومسئولي العدو عن أهداف تلك الحرب، التي يحاول أن يحدث من خلالها حالة من الإرباك حول حقيقة أهدافه من تلك الحرب الهمجية، ويحاول إن يضلل ويشغل العالم في تحليل أبعادها عن ذلك العدد الهائل الذي يتساقط يومياً من الشهداء والجرحى وسط أهلنا، وبعيداً عن ذلك الحجم من الدمار والتدمير للبنى التحتية والمنازل وغيرها، كتلك التصريحات التي أطلقها قبل الحرب وضلل فيها قيادة حماس وخدعها وأوقع في نفسها أنه لن يشن تلك الحرب وبهذه الوحشية، ثم فاجأها بذلك! فالهدف الرئيس والثابت بعيداً عن كل التصريحات هو: تغيير الوضع الأمني في غزة. كما أعلن ذلك العدو اليهودي في بداية الحرب!. وبتقديري أن تغيير الوضع الأمني في غزة لا يعني إعادة احتلال غزة كلياً أو جزئياً. لأن ذلك كما سيوقع خسائر بشرية كبيرة فلسطينياً، فإنه سيوقع كذلك خسائر بشرية لدى العدو لن يستطيع احتمالها، كما أنه سيطيل زمن الحرب وسيرفع تكلفتها سياسياَ وبشرياً للعدو، وسيقضي على آخر ما تبقَ للاحتلال من قوة ردع، وسيسقط هيبة الاحتلال نهائياً في نظر مواطنيه قبل غيرهم، وقادة العدو يحاولون استعادة تلك القوة التي سحقتها الانتفاضة وحرب تموز 2006 على لبنان. وسينتج عنه فينوغراد فلسطين. ولا يعني تغيير الوضع الأمني في غزة إعادة السلطة الفلسطينية على ظهر الدبابة اليهودية، كما يقول البعض ويفسر بعض التصريحات من هنا أو هناك! ومَنْ يقول ذلك يكون سطحي جداً في تحليله، ولا يستحضر أبعاد خطة فك الارتباط اليهودي مع غزة عام 2005، التي وقتها حذرنا من أن يفهمها المعنيين أنها (انسحاب)، وأنها في الحقيقة كانت خطة فصل لغزة عن الضفة وتفتيت وحدتهما جغرافياً وسياسياً وقانونياً، وإثارة الحرب الأهلية، وتصفية القضية المركزية للأمة…إلخ،. فهو لا يستحضر ذلك ولا ما سبقها وما تلاها من تصريحات لشارون وتعليقات وتحليلات من المحللين على اختلاف جنسياتهم، لأن الانقسام الفلسطيني جاء هدية لم ينتظرها العدو وخدمت أهدافه بشكل لم يحلم به في تفتيت الوحدة الوطنية، وليس من مصلحته عودة السلطة لغزة وإعادة الوحدة بين شطري الوطن. كما لا يعني تغيير الوضع الأمني في غزة أن العدو سيقضي قضاءً مبرماً على المقاومة في غزة أو على حماس! ذلك لأن المقاومة في أي بلد محتل وإن كان عنوانها بعض الفصائل، إلا أنها مرتبطة بالشعب المحتل وحصوله على حقوقه الوطنية، وكيانه المستقل،، ذلك يعني أن القضاء على قوة الفصائل لا يعني القضاء على المقاومة، كما أنه في مثل وضع غزة يستحيل على المحتل القضاء على المقاومة مهما كانت قوته ومهما بلغت وحشية جرائمه لن يستطيع فك الارتباط بين الجماهير والمقاومة، وسوف يفشل في تحقيق ذلك كما فشل حصاره في ذلك. لذلك أتفق مع الرأي القائل: أن العدو يريد أن يُضعف قوة حماس والمقاومة عسكرياً، ويُبقي عليها سياسياً ليبقَ الصراع بينها وبين السلطة متواصلاً، ويستمر الانقسام بين الضفة وغزة، ويفرض عليها تهدئة بشروط مريحة له، توقف إطلاق الصواريخ ويوفر الأمن لمواطنيه وقد تكون برعاية وإشراف دولي، وقد تكون محددة بسقف زمني في حدود سنة أو سنتين قابلة للتجديد أو مفتوحة كما حدث بلبنان في حرب تموز 2006. وفيما لو نجح العدو في ذلك قد تكون هذه الحرب محاولة جديدة لإعادة تشكيل خارطة وطننا وتغيير جغرافية حدود سايكس ـ بيكو التي سبق لكونداليزا رايس في عدوان تموز 2006 أن أعلنت أنها فشلت في أداء مهمتها. أي دمج كيان العدو اليهودي في وطننا وحفظ أمنه وأمن مواطنيه، ولكنها لم تعلن ذلك حتى ل
ا تزيد من ردة الفعل الشعبية ضد العدوان؟! وذلك هو رأي المحللين بعيدي النظر، عميقي التحليل، غير الممتهنين هذا العمل للارتزاق، أو الغوغائيين بغض النظر عن مكانتهم وأسمائهم لأن كثير منهم للأسف حتى يحافظ على استمرار صدور صحيفته أو مواردهم المالية وحضورهم على القنوات الفضائية، يلغوا عقولهم ويحطوا رؤوسهم مع هالرؤوس، أو أنهم يفهمون متأخرين فمعظم مَنْ تسمعهم يملئون الفضائيات والصحف ضجيج ويقدمون أدلتهم على صحة استهداف هذا الطرف أو ذلك، وعلى صحة موقف هذا أو ذاك، للأسف مِنْ يُراجع تاريخهم سيجد أنها نفس التحليلات والأدلة التي كانوا يسوقونها بالأمس القريب ليبرروا بها صحة موقف مَنْ يتهمونهم اليوم، ولا أعلم إن كانت حقيقة موقفهم الأولى أو الثانية؟! ورأي ذاك كنت سأنشره سواء وجدت مَنْ يقول به أو لم أجد لأني أرفض أن ألغي عقلي أو أؤجره مقابل كم دولار، لأنها أمانة الكلمة، وقضية الأمة والوطن، وللإنصاف هناك اثنان من ذلك الكم الذي لا يحصى الذي مللنا كلامهم عما يحدث في غزة اللذان أصبا في تحليل حقيقة ما يجري، أولهما: الأستاذ أنيس النقاش، علماً أني على عمق تحليلاته سابقاً واحترامي لعقله لم أنتظر منه أن يقول ما قال لسباب ما. ففي اتصال به من قناة الجزيرة يوم الأحد 28/12/2008، قال: أن الذي يحدث في غزة لا علاقة له بالخلاف لين حماس وفتح، ولكن له علاقة بتصفية القضية، والمفاوضات حول التهدئة، حتى يفاوض العدو وهو مرتاح ويفرض شروطه ويوقع تهدئة بشروط مرتاحة. والثاني وهو دائماً عميق في تحليله وموضوعيته، وفي كل حدث أو موقف أحاول جهدي أن أعرف رأيه خوفاً إلا يكون أصبح مثل كثيرين، الدكتور بشير نافع، فقد قال على قناة الحوار يوم الأحد 29/12/2008: الذي يحدث هو محاولة من الجانب (الإسرائيلي) لإحداث تغيير كبير من منطق القوة في فلسطين والمنطقة ككل، وذلك في الشوط الأخير في تغيير جغرافية المنطقة في أكثر من دولة، الأردن وفلسطين وسوريا وغيرها. وانه ليس مع أنه هناك مؤامرة عربية، يكفى فقط أن يُرفع الغطاء العربي عن الفلسطينيين. ذلك التحليل سرعان ما أكده الموقف الأردني بدء من العاهل الأردني عبد الله الثاني، مروراً برئيس الوزراء نادر الذهبي الذي أعلن أمام مجلس النواب الأحد أن “الأردن يحتفظ بحق إعادة النظر في علاقاته مع أي دولة, خصوصاً (إسرائيل), من منطلق المصلحة الوطنية العليا”. إلى عدد المسئولين الأردنيين الذين أكدوا أن شبح ضم جزء من أراضي الضفة الغربية للأردن, الذي تخشاه المملكة, بدأ يلوح مجددا في الأفق. (سما نت الثلاثاء 6/1/2009). ومن فترة قريبة على إثر تصريحات يهودية نشرت مقالتين مذكراً بذلك!. لذلك. أ
ما الإجابة على الشطر الثاني من السؤال: وهل ستستطيع المقاومة (حركة حماس) أن تصمد وما مدى إمكانية صد الهجمات الإسرائيلية البرية”
بداية أود توضح نقطة مهمة: أن حرب الإبادة التي يمارسها العدو ليست ضد حركة حماس وحدها، ولكن ضد جميع الفصائل بما فيها كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح، التي لم تمنعها الخلافات التي وصلت إلى إراقة الدماء بينها وبين حماس إلى التخلي عن واجبها الوطني، ولا أن تحسب الموقف بحساب المكاسب الفئوية الضيقة كما يفعل البعض، وتقول: بعد انتهاء الحرب تأخذ حماس كل الفضل والشرف وإحنا لا يذكرنا أحد. كما أنها ليست ضد الفصائل بمعزل عن الجماهير، التي هي الضحية ومَنْ يدفع الثمن الفادح، كما ترون على شاشات الفضائيات، تلك الجماهير التي يتوقف على صمودها مصير الحرب وصمود أو عدم صمود المقاومة. وفي الوقت الذي تجني فيه الفصائل قبل وبعد انتهاء الحرب المكاسب، وذلك هو سر محاولة البعض اختزال القضية ونكبة الجماهير كلٌ في نفسه، لتفوز بالنصيب الأكبر من المكاسب السياسية والمادية، وتُنسى الجماهير وسوادهم الأعظم غير المحسوب على التنظيمات يبقى محروم ويضيع حقه. ذلك يدفعني أن ألفت انتباه كل مَنْ يعنيه الأمر في هذه الجزئية، وهي دعوة موجهة إلى كل القائمين على جمع (التبرعات) لدعم صمود أهلنا في فلسطين، وتعويضهم عن خسائرهم المادية، لأن خسائرهم المعنوية والبشرية لا تعوضها أموال الكون، من الخير لأهلنا في فلسطين أن تقوم الجهات المعنية بجمع الأموال بنفسها وتوزيعها على مستحقيها، من إعادة بناء لمنازلهم المهدمة أو ترميمها، وتقديم العون والدعم المادي للمحتاجين وغير ذلك. صدقوني هذه نصيحة خالصة لله، اللهم بلغت، اللهم فاشهد. إذن: الجماهير هي أهم عوامل صمود المقاومة، ولا أحد يشك في مدى صلابتها وثباتها وقد امتحنت مِراراً فهي اختيار رباني، أما قوة المقاومة الذاتية؛ فإنه من خلال التجارب السابقة ومجريات الحرب الحالية فإنها مبشرة بإذن الله، فالعدو كأي محتل يعتمد على قوة آلته العسكرية، والجرائم ضد الإنسانية لإحداث الردع (الصدمة) والرعب في وسط الجماهير والمقاومة، كما يعتمد عنصر المفاجأة والمباغتة والحرب الخاطفة، وقد استنفذ كل ذلك منذ الضربة الأولى المفاجأة في توقيتها وحجم همجيتها وقد فشل في تحقيق أهدافه ضد الجماهير والمقاومة على السواء. فضلاً عن المفاجآت التي أعدتها له المقاومة وكبدته خسائر يخشى أن يعلن عنها حتى لا تنهار نفسية جنوده ومواطنيه. أضف إلى ذلك أن جنود العدو كمواطنيه لا يحتملوا الحرب الطويلة، ذلك ما يجعلنا على ثقة من قدرة المقاومة على الصمود وصد الهجمات الصهيونية، وما النصر إلا من عند الله.