صلاح أبو لاوي
(مهداة إلى الرئيس محمود عباس )
حَدّدْ جهاتكَ ،
فالجهاتُ جميعها
نحو الخريفِ يشيرُ إصبعها الذليلْ ،
حدّدْ
فوجهكَ أصْفَرٌ ،
ويداكَ ذابلتان ِترتجفان ِفي كلّ الفصولْ ،
لي وردة في الغيم ِِ
كان أبي يُعلـّقها وينهضُ باكراً ،
لي نِسْمَة ٌفي ليلِ أيامي ،
ولي قمرٌ يُحلـّقُ في الحقولْ ،
حدّدْ
فبوصلة ُالضّبابِ إذا تقودُ ،
فلا تقودُ
إلى النجوم ِ ،
ولا تقودُ إلى الزهور ِ ،
ولا تنام ُعلى الأظافر ِ
كالحمام ِ ،
ولا تعودُ
لتوقظ الموتى وتحرس غارهمْ ،
لا تبتعدْ .
النّهرُ يَمْضغُ مرْكبَ القتلى
ويوغلُ في الأفولْ ،
لا ترتعدْ
مُرٌّ هواكَ ،
ومقلتاكَ ،
طيورُ كنعان الخرافةِ ،
واشتعالاتُ الصخور ِ وَنقْرُ أيدي الريح ِفي (زينكو) الرّحيلْ ،
أنتَ الرّسولُ إلى دَمَيْ ،
فانْهَضْ ،
إذا انبَعَج َالضّجيجُ وهَمَّ في قَتلِ الرسالة ِوالرّسولْ ،
جدّدْ نهاركَ ،
يهرعون إلى الجنازةِ ،
يُلبسون الذئبَ أقنعة العمومةِ ،
يَقطِفون الوردَ منكَ ،
ويزرعونكَ كالشظيةِ في السهولْ ،
تفاحة ُالشهداءِ واحدة ٌفلا
َتقسِمْ فضاءَكَ شعلتينْ ،
(غورو) هنا يشتمُّ ريحكَ ،
والتتارُ وراءَ ظهركَ والمغولْ ،
ما بَينَ بَيْنْ ،
َقتـَلَ الحقيقةَ َفي الرّعودِ ،
وفي السيوفِ وفي الطبولْ ،
(غورو) هنا ،
َقدَماهُ فوق ضريح ِعكا تضحكان ِ
ومقلتاهُ على الجليل ِ ،
فإنّ مَنْ َصلبوا أباك سيصلبونك مرة أخرى ،
فيمّمْ شطرَ خيلكَ ،
وامتشقْ لهَبَ الصّهيلْ ،
أطلقْ سراحكَ ،
(سِفْرجُ) الأرواح ِ يصْعدُ في المساءِ إلى الصخور ِ
ليحتمي ،
لكنّهُ أبدا مفاتيح الكواكبِ
لا يهادنُ إن دَعَتـْهُ إلى وليمتها الثعالبُ ،
ينتمي
لعذوبة التحليق , يَصعدُ نجمة ً ،
إنْ نازَعَتهُ على مشاربهِ الخيولْ ،
الخيلُ والليلُ الطويلُ
سحابتان ِ ،
فأيّ خيلٍ تنتقي ،
النارُ والزمن ُالبخيلُ
حكايتان ِ ،
فأيّ نار ترتقي
(زعَمَ الفرزدق أنْ سيقتل مرْبَعا )،
لكنّ عصفور البدايةِ
لا يزالُ له جناحك َفي الأصيلْ ،
فاقرعْ معي
جَرَس َالنخيلْ ،
اقرعْ معي جَرَسَ النخيلْ
ــــــــــ
من ديوان الغيم يرسم سيرتي / دار أزمنة / 2008