خضر عواركة
لنفترض بأن المعارك توقفت غدا فما الذي أعددناه للفلسطينيين لكي نساعدهم؟
سوف تساعد دول كثيرة على إصلاح ما تخرب ولكن تفاصيل صغيرة ستفوت المبادرين الكبار من دول ومنظمات دولية .
على سبيل المثال هل فكر أي منا بوضع العائلات الغزاوية بعد الحرب، هل جهزنا لهم شيئا يتناسب والدموع التي ذرفناها على مصائبهم الإنسانية؟
ستجد كثير من العائلات نفسها بلا معيل وبلا منزل وبلا عمل والحكومات ستقدم ولكنها مثلما قدمت في الحرب ستقوم بما يغطي عورتها وتهرب.
نحن ثلاثمائة مليون عربي أليس بيننا ثلاثمائة ألف قادر ماديا على دفع ستة الاف دولار في السنة ؟ إن عدد الفلسطينيين في الغرب لوحدهم يزيد عن هذا العدد، وعددهم في الخليج أكبر من هذا العدد، فما بالنا لو ساهم كل مقتدر عربي من خليج العرب إلى أقصى بلاد الله في أستراليا والبرازيل وأفريقيا بمبلغ يتشارك به مع أخرين لكفالة عائلة غزاوية لمدة سنة.
ثلاثمائة الف متبرع لثلاثمائة الف عائلة غزاوية تضمن لها مدخولا بحد أدنى للمصروف اليومي .
لنترك الإعمار لمن هم قادرين ولمن هم أقوى ماديا من مجرد موظفين أو اصحاب مهن حرة مثلنا.
توقيع العرائض جيد وكل أشكال الدعم جيدة ولكن تعالوا ننشيء علاقة مباشرة بين عوائلنا وبين العائلات الغزاوية، علاقة ليس فيها وسيط.
بالطبع يمكن تكليف مؤسسات خيرية غزاوية لكي تزودنا بوسائل إتصال مع عائلة ما ويمكن أن نستعين بمتطوعين في الداخل وننظم الأمر بطريقة مبرمجة بمعنى أن نطلب من الهلال الأحمر أو الصليب الأحمر تزويدنا بجداول للعائلات مع وسائل إتصال ومن ثم يختار كل منا عائلته الثانية ويكون على علاقة مباشرة معها.
لكل منا أعباء ولكن إن لم يقدر كل وحده على كفالة عائلة فليكفل كل عشرة منا عائلة واحدة وهناك عشرات كافية في هذه الأمة لتغطي نفقات سنة من عمر الغزاويين وهذا أقل الواجب علينا.
أيها المثقفون أيها التجار أيها الأكاديميون ، توقفوا عن التصرف كل على حدة وتوقفوا عن أن تجتمعوا فقط على توقيع عريضة بالبريد الألكتروني.
فدفع خمسين دولار (ضرب عشرة أشخاص) شهريا يمكن أن نحل بها مشكلة عائلة مناضلة محاصرة مهدم بيتها مشتت شملها ولكنها عائلة غزاوية رفعت رأس الإنسانية برفضها العبودية .
من يخاف من إتهامات الغرب له بالإرهاب فليعلم بأنه لا وسيط بينه وبين من يدعمه إلا طريقة إيصال المال عبر البنك أو عبر الوسترن يونيون مثلا.
هكذا بلا منظمات وبلا حركات وبلا مؤسسات من رأسنا إلى رأس المستفيد فورا.
سيكون هنا جهد قريبا جدا للحصول على أسماء عائلات غزة ليصار بعدها إلى تنظيم عملية تواصل بين متكفلين ومستفيدين بطريقة تضمن إستفادة أكبر عدد ممكن من الغزاويين من عملية التآخي. ولكن فليبادر كل من يعرف غزاويا في الداخل إلى التواصل معه لكي يتأخيا على الفور دون إنتظار أي كان وبلا طنطنة وزعيق.
أنا شخصيا أعرف صحافيا غزاويا وله في رقبتي دين هو تعبه معنا كمراسل لموقع ألكتروني أديره وهذا الدين سيسدد فورا وفوقه سأتضامن وثلاثة أصدقاء على كفالة عائلة الصحافي الغزاوي بإذن الله لمدة سنة. هذه قدرتنا حاليا نحن الأربعه ومن يدري فقد تتغير الأمور في الغد ومن الصباح ويكفل كل منا عائلة وأكثر ولكننا الليلة قررنا والليلة نفذنا ما كان بمقدرتنا أن ننفذه دون تعب ومضاعفات مؤذية لعوائلنا، ولم يبقى إلا طريقة إيصال المبلغ إلى الزميل الغزاوي.
هيا تعالوا كلكم إلى ميدان العمل، يكفينا بكاء وتواقيع وخطب وعواطف جياشة وفي النهاية ننام في بيوتنا بدفء وأهل غزة الذين نحبهم مضى منهم في سبيل حريتنا وإنسانيتنا مئات الشهداء ولم يبخلوا علينا بالدماء فلا تبخلوا عليهم بما يمكنكم أن تفعلوه.
خضر عواركة المنسق العام لمؤسسة سلام القدس الدولية
مؤسسة سلام القدس الدولية تتحضر حاليا لإطلاق حملة التآخي مع غزة وقد طلبت المؤسسة تعاون أصحاب خبرة في العمل داخل غزة من ناشطين دوليين وعرب وهم من مؤسسات :
آلوها فلسطين ( كين أوكيفي ولورين بوث شقيقة زوجة توني بلير)
وأورو- فلسطين (أوليفيا زمورا ونيكولا شهشهاني)
وتلفزيون العدالة الكويتي
وشخصيات ومؤسسات عالمية أخرى لا نزال ننتظر جوابها.
الهدف من الحملة تأمين ثلاثمئة الف كفيل لثلامائة الف عائلة فلسطينية في غزة ولمدة سنة كاملة بواقع شهري هو خمسمائة دولار أو سنوي هو ستة آلاف دولار على أن يكون دور هذه المؤسسات جميعا هو تسويق السير الذاتية والمعلومات الشخصية للعائلات الغزاوية وربط المانحين بالمتلقين مباشرة دون أن تتلقى هذه المؤسسات اي تبرع عبرها بل يكون المتبرع والمستفيد على علاقة مباشرة وشخصية على أن يتم تأمين وسائل إتصال وتحويل قانونية عبر المؤسسات الغربية القادرة على التحرك بشتى الوسائل للوصول إلى غزة .
للمشاركة والإستعلام عن موعد إطلاق الحملة رسميا يمكنكم مراسلتي على عنواني البريدي:
[email protected]
يمكنكم توقع إستلام تفاصيل أوفى عبر رسالة بريدية في وقت قريب جدا.