قالت الأمم المتحدة الثلاثاء، إن صاروخاً إسرائيلياً أصاب مدرسة ابتدائية في غزة، يحتمي بداخلها المئات من الفلسطينيين الفارين من وجه العمليات العسكرية التي يشنها الجيش الإسرائيلي، ما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص. وذكرت المنظمة الأممية أن “مدرسة أسماء الابتدائية” تم تحديدها بوضوح كمنشأة تابعة للأمم المتحدة، وكان يلوذ بها أكثر من 400 شخص، ساعة قصفها.
وقالت إن القتلى الثلاثة تتراوح أعمارهم بين سن 19 و 25 عاماً.
ونقلت صادر طبية فلسطينية أن 23 شخصاً قتلوا الثلاثاء، لترتفع حصيلة الضحايا منذ بدء الهجمات العسكرية الإسرائيلية في 27 من الشهر الماضي، إلى 555 قتيلاً من بينهم مائة امرأة وطفل، وإصابة 2750.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أكد في وقت سابق الثلاثاء مصرع 130 من مقاتلي حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، منذ انطلاق العملية البرية مساء السبت، وهي المرحلة الثانية من عملية عسكرية واسعة يقوم بها الجيش الإسرائيلي ضد الحركة المتشددة.
وفي وقت سابق أشار إلى اعتقال “العشرات من مليشيات حماس”، وإصابة العديد منهم أثناء مواجهات مع قواته، دون تحديد أرقام.
كذلك كشف الجيش الإسرائيلي عن مصرع ثلاثة من جنوده “بنيران صديقة” في حادثة انفجار قال إنها أدت إلى إصابة عشرات الجنود بجراح، أحدهم بحالة حرجة، وثلاثة إصابتهم خطرة.
وقال إن المصابين من “لواء غولاني”، وأن قائد المجموعة، العقيد آفي بيليد، أصيب بجراح طفيفة في الانفجار الذي تسببت به قذيفة دبابة أصابت المبنى الذي كانوا بداخله.
وجاء في بيانه أن “الحادث وقع أثناء معركة عنيفة شنها لواء غولاني ضد حماس”، واستبعد التحقيق العمل التخريبي.
كما أعلن مقتل أول جندي إسرائيلي منذ بدء العملية البرية مساء السبت، فضلاً عن إصابة ثمانية بجراح خلال اشتباكات مع مقاتلي “حماس.”
ويفرض الجيش الإسرائيلي حصاراً عسكرياً على غزة، التي يبلغ تعداد سكانها قرابة 1.5 مليون نسمة، فيما تتصاعد حصيلة الموت جراء العملية العسكرية التي تشارف أسبوعها الثاني.
ويتواصل القصف الجوي والبري على القطاع، بعد مواجهات عنيفة بين القوات الإسرائيلية ومقاتلي “حماس” في وقت متأخر الاثنين، دارت في مشارف المدينة.
ولم تؤدي الحملة العسكرية، وحتى اللحظة، إلى وقف وابل صواريخ “حماس” على جنوبي الدولة العبرية، وقال الجيش الإسرائيلي إن مقاتلي الحركة أطلقوا 47 صاروخاً وقذيفة مورتر الأحد، وتلتها 40 أخرى الاثنين.
وحتى منتصف نهار الثلاثاء، أطلقت حماس عشرة صواريخ بإتجاه إسرائيل، وفق الجيش الإسرائيلي.
وتوعد “أبوعبيدة” ناطق باسم “حماس” إسرائيل باستمرار القصف الصاروخي “ولعدة أشهر”، مهدداً بضرب عمق الأراضي الإسرائيلية.
وكانت إسرائيل قد بدأت عملية “الرصاص المصبوب” العسكرية في 27 ديسمبر/ كانون الأول، بقصف جوي متواصل لمدة أسبوع، وأطلقت مساء السبت المرحلة الثانية بهجوم بري.
وعلى الصعيد الدبلوماسي، بدأ وزراء خارجية بعض الدول العربية في التوافد إلى الأمم المتحدة الاثنين، عشية كلمة مقررة لرئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، محمود عباس، أمام مجلس الأمن القومي الثلاثاء، للعمل على مسودة قرار يدعو لوقف فوري للنار في غزة.
وستدعو مسودة القرار إسرائيل إلى وقف عملياتها العسكرية في غزة، كما تدعو حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، التي تسطير على غزة، وقف إطلاق الصواريخ على الدولة العبرية.
وكانت وزيرة الخارجية الإسرائيلية، تسيبي ليفني قد صرحت أمام وفد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في القدس مساء الاثنين: “أدرك لهفة المجتمع الدولي لعودة الهدوء.. وهذا حلمنا كذلك وهذا ما نتطلع إليه… لكن للأسف هناك من لا يتقبلون فكرة العيش بسلام في هذه المنطقة.”