لدي شغف كبير ان أعرف اسم شقيقة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، لأملي عليه وبعد كل تصريح اعلامي أن يقرن تصريحاته بقوله (وانا أخو … فلانة) ففي الموروث الاردني الاصيل، يقال في الفزعات والغزوات والانتصارات وفي مواقف الشرف والعزة حين ينبري كبير القوم لفعل الصعاب نصرة للحق وللمظلوم يقول (وانا اخو فلانة) تماما كما سجلته الذاكرة الجمعية الاردنية لفزعات أخو رشيدة وأخو وطفة وأخو عليا.
ولنفترض بأن اسم شقيقة أردوغان (صبحة) لنعطيه أحقية أن يقول (وانا أخو صبحة).
ولنتفق معا ان نستخدم هذه الكنية مؤقتا للرئيس أردوغان، فيما هو ينتصر لغزة بنسائها وأطفالها بقوله ” ان أنات أطفال غزة لن تمر دون حساب تدفعه اسرائيل (…) وأن دموع الامهات الثكالى والارامل وأمهات الاطفال الذين لقوا حتفهم جراء القصف سوف تغرق اسرائيل”.
لا ندري حقيقة ما الذي يعرفه أخو صبحه، ولا نعرفه نحن بدورنا في الشارع العربي السياسي والشعبي، والذي من شأنه أن يدفع رجلا سياسيا بوزن اردوغان والذي تنتظر بلاده هذا العام 2009 موافقة الاتحاد الاوروبي على انضمامها تحت لوائه بعد 3 أعوام من بدء مفاوضات تعرقل مسيرتها فرنسا الذي قام رئيس وزرائها نيكولا ساركوزي بالنطق كفرا بعد ان صمت دهرا ليحمل “حماس” وزر ما يشهده شعب غزة، تماما كما تعرقل مسيرة المفاوضات ذاتها الاتحاد الاوروبي الذي قام منسق السياسة الخارجية فيه بتقبيل تسيبني ليفني بحميمية مخجلة في الزيارة ذاتها لمؤازة الغرب دولة الكيان امام صوايخ القسام!!
لم يبال أخو صبحة بغضب اللوبيات الصهيونية في فرنسا او الاتحاد الاوروبي او البيت الابيض، وقال كلمة حق امام الله وامام الشارع العربي المنتفض ازاء صمت النظام العربي المخزي والمنشغل بتعداد ارتفاع اعداد شهداء غزة!!
اخو صبحة الذي تخلو بلاده من التمذهب العالمي الجديد – والذي بدأت انظمة عربية بالولوج الى وحله عبر قنوات نصبت نفسها خلاله بأنها محط فجر الاسلام ولا سبيل لتهميش رمزيتها باتجاه الدين الاسلامي، تماما كما قامت انظمة أخرى بتنصيب نفسها صاحبة الثقل السياسي (الأوحد) في المنطقة العربية، ربما بوصف الاولى حامية الحرمين الشريفين، والاخيرة حاوية الهرمين الفرعونيين بعد الهرم الثالث- لم يقم يعير البوق العربي والغربي المأجور آذانا صاغية، وأطلق تصريحاته بصوت حق مدو ومخلفا وراءه تناقضات الدولة العلمانية التركية في نأيها عن قضايا المنطقة العربية منذ انتهاء الحقبة العثمانية الناقمة على العرب لمساهمتهم في أفول نجمها !!
أخو صبحة فاجأ بتصريحاته المشار اليها التقاعس والتواطئ العربي، وربما كشف ودون مواربة “عورة” النظام العربي الذي رد على مناشدات شعب غزة بفتح المعابر بأن قتح المقابر لهم وعلى مصراعيها، ففي الوقت الذي لم يتم إزاءه استثمار الرئيس ابو مازن وثلة “المطبلين” من حكومته ومرافقيه للورقة الرابحة على طاولة الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني والمتمثلة بضراوة وشراسة المقاومة الاسلامية حماس، وما سجلته من انتصار نوعي في وجه الآلة العسكرية الصهيونية، على الرغم من سقوط ما لا يقل على الثلاثة ألاف شهيد وجريح مذ بدء العدوان البربري الآثم على شعبنا في غزة، يصر أردوغان على تحميل دولة الكيان المسؤولية “كاملة” للدولة الصهيونية وآلتها العسكرية البغيضة، بيد انها هيالطرف الذي لم يلتزم بالتهدئة، ولأنها رفضت عرض تركيا للوساطة مع حماس في الأيام الأخيرة !!
اخو صبحة الذي لم تلده امه وفي فمه ملعقة من “نفط”، ابن حي قاسم باشا الفقير بمدينة اسطنبول لم يكن أمامه ازاء حالة الفقر المعدم الذي نشأ وسطه كما كان قد كشف خلال مناظرة سياسية “لم يكن أمامي غير بيع البطيخ والسميط في مرحلتي الابتدائية والإعدادية؛ كي أستطيع معاونة والدي وتوفير قسم من مصروفات تعليمي؛ فقد كان والدي فقيرًا”.
اقترب “طيب” من الناس.. ربما يكون هذا هو السر في أنْ منحه الناس حبًّا جارفاً لم تعرفه تركيا منذ سنين طويلة فيما يتعلق برجال السياسة والحكم، ونجح اردوغان لاول مرة في التاريخ العربي – التركي أن يكسب قلوب العرب في الشارع العربي الرافض لأنظمة العار والخزي امام أدمغة أطفال غزة وقد نثرتها قنابل وقذائف الـ إف 16.
رائده الشلالفه/مدير تح
رير جراسا نيوز الاخبارية
رير جراسا نيوز الاخبارية