يبدو أن تصريحات قادة حركة حماس حول أن قدرات المقاومة ستظهر خلال الأيام المقبلة بدأت تجد آذانا صاغية على أرض الواقع ، حيث أعلن أبو أحمد المتحدث باسم سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي أن المقاومة الفلسطينية نجحت في إجبار الاحتلال علي الانسحاب من منطقة تلة الريس شرق جباليا شمال قطاع غزة ، مؤكدا أن الاحتلال تكبد خسائر فادحة ما بين قتلى وجرحي وهو ماأكدته مصادر إسرائيلية حيث أشارت إلى أن سيارات الإسعاف هرولت إلى مكان الاشتباكات لنقل الجرحى والقتلى بين صفوف الاحتلال ، كما سارع الجيش الإسرائيلي لتكثيف غاراته الجوية في المنطقة للتغطية على فشل القوات البرية الإسرائيلية.
ووفقا للمتحدث باسم سرايا القدس أيضا فإن عشرات المقاتلين من حماس والجهاد الإسلامي كانوا قد خاضوا اشتباكات ضارية مع الاحتلال الإسرائيلي في حي الشجاعية شرق مدينة غزة مساء الإثنين ، مما أصاب الاحتلال بالصدمة وأجبره على التراجع ، خاصة بعد أن أطلقت عناصر المقاومة قذائف مضادة للدروع على سبع دبابات على الأقل.
وفي السياق ذاته ، أشارت تقارير صحفية إلى أن كتائب القسام نجحت مساء الإثنين في استدراج وحدة من القوات الخاصة الإسرائيلية إلى منزل ملغم في شمال غربي قطاع غزة ، ما أدى إلى مقتل ثلاثة جنود إسرائيليين وإصابة 33 آخرين ، كما أنها أسقطت طائرة استطلاع إسرائيلية فوق رفح واستولت عليها.
وفيما يبدو أيضا أنه تأكيد على فشل العملية العسكرية الاسرائيلية الهمجية والوحشية التي بدأتها إسرائيل في 27 ديسمبر الماضي ، كشفت مصادر إسرائيلية أن عدد الصواريخ التي سقطت على البلدات الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة يوم الاثنين بلغت 42 صاروخا كان آخرها أربعة صواريخ سقطت على عسقلان ، الأمر الذي أدى إلى نزوح الآلاف من سكان عسقلان إلى خارجها ، وبالتالي فإن الغارات الجوية والقصف العشوائي الهمجي الذي يتواصل منذ عشرة أيام لم ينجح في تحقيق الهدف المعلن للاحتلال وهو وقف إطلاق الصواريخ من غزة.
ورغم أن إسرائيل حاولت منذ البداية التعتيم على خسائرها البشرية ، إلا أن شراسة هجمات المقاومة لم تدع أمامها مجالا في هذا الشأن ، حيث اعترفت مصادر عسكرية إسرائيلية بأن حصيلة الجنود الإسرائيليين الذين أصيبوا منذ بدء الاعتداءات العسكرية البرية على قطاع غزة مساء السبت الموافق 3 يناير ارتفعت إلى 65 جندياً .
توعد المقاومة
وفي ضوء تلك الاحصائيات الأولية لخسائر الاحتلال ، يتوقع كثيرون أن تخرج إسرائيل من غزة بفضيحة جديدة مماثلة لحرب تموز في حال أصرت على مواصلة عدوانها البربري ، خاصة وأن أبو عبيدة الناطق الرسمي باسم كتائب القسام الذراع العسكري لحركة حماس توعد بأسر المزيد من الجنود الإسرائلييين ليلحقوا بالجندي الأسير منذ يونيو 2006 جلعاد شاليط، قائلاً :” نتوعد إسرائيل بهزيمة كبرى في قطاع غزة، في ظل استمراره بالتوغل البري في قطاع غزة”.
وهدد في هذا الصدد بالمزيد من الصواريخ طويلة المدى التي قد تصل إلى مناطق بعيدة في عمق الاحتلال الإسرائيلي، قائلا :” قررت القسام ضرب أهداف أبعد في إسرائيل” .
واستطرد أبو عبيدة يقول إن القسام قصفت عدة مدن ومناطق حساسة في إسرائيل بمئات من الصواريخ ، مضيفا “إننا لم نستخدم ضد إسرائيل سوى بعض قواتنا حتى الآن” .
وأكد أن إسرائيل تتكتم على سقوط صواريخ جراد التي استهدفت عددا من القواعد العسكرية الإسرائيلية ، كما أنها تروج لأكاذيب بأنهم قطعوا الاتصالات بين عناصر المقاومة وبأن صواريخ القسام قربت أن تنفذ وكل ذلك لرفع الروح المعنوية لجنودهم المهزومين بينما الحقائق على الأرض تؤكد افتراء هذه الأكاذيب وأن النصر بات قريبا جدا.
واختتم تصريحاته قائلا :” ما نجح فيه العدو حتى الآن هو قصف بيوت الله وقتل الأطفال والنساء وذلك وصمة عار في جبين الاحتلال، قصف منصات الصواريخ ادعاءات كاذبة وإلا من تواصل المقاومة إطلاق هذه الصواريخ، نؤكد أن كتائبنا بخير وقوتها بخير وقادرة على الاستمرار حتى لأشهر كبيرة وبشكل مكثف وليجرب العدو ذلك”.
الاحتلال يبحث عن مخرج
جريح إسرائيلي في هجمات المقاومة
التصريحات التي خرجت من داخل إسرائيل تعطي مصداقية لتصريحات أبو عبيدة ، حيث كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن اسرائيل تحاول حاليا إيجاد مخرج عبر تقديم مقترح لاتفاقية وقف إطلاق نار وتمريرها عن طريق ألمانيا والولايات المتحدة في مجلس الأمن الدولي وفرضها على حركة حماس ، قائلة :” تسعى الحكومة الإسرائيلية إلى تجنيد دعم دولي لاتفاقية تهدئة تلبي متطلبات الاحتلال ، وأهمها وقف تدفق السلاح من مصر إلى قطاع غزة وقد بدأت بإجراء اتصالات مع الولايات المتحدة وألمانيا وربما مصر لإخراجها إلى حيز التنفيذ”.
وتشمل المبادرة الإسرائيلية المقترحة للتهدئة إقامة حاجز على محور صلاح الدين (فيلاديلفيا)، حيث سيقوم مهندسون أمريكيون وألمان بمساعدة مصر في إقامته لمنع تدفق السلاح من مصر إلى قطاع غزة، ووفقا للصحيفة فإن الولايات المتحدة وألمانيا وافقتا وتعهدتا بتقديم المساعدة لمصر بردم وتدمير الأنفاق القائمة.
كما تدرس إسرائيل إمكانية تشغيل معبر رفح من قبل السلطة الفلسطينية بحيث يفتح حسب اتفاقية المعابر عام 2005 بحضور مراقبين دوليين ، وتشمل المقترحات الإسرائيلية أيضا أن يشمل اتفاق التهدئة بندا حول إطلاق سراح الأسير الإسرائيلي لدى فصائل المقاومة غلعاد شاليط في إطار تبادل أسرى.
(المحيط)