بقلم: بهاء رحال
نعيش حيث نحيا ،على هامش معادلة العالم الجديد ، وهيئات الامم ، وحدنا لا احد سوى نحن من يرفض تقديم الطاعات لعصابات الامم بل ويواجه سياساتها بكل سبل الحياة رغما ، مساحة هي الوطن او قطعه منه ،،، وزهر اللوز يشق طريقة إلى الغد من بين الركام والانقسامات على ضفاف الوطن، تتفتح الأوراق بلا لون ، ولا رائحة هنا سوى رائحة الموت القادمة من السماء وفوهات الدبابات ، تكون الاشياء من حولك ضبابيه ، تسير ببطئ وحذر ، تستتر عن اعينهم التي تتجسس عليك حتى في نومك ، تعرف حينها انك تعيش في غزة .
مساحة هي الوطن او قطعه منه تقطعت بها السبل وتزاحمت القرارت الصادرة عن هيئات الامم بعضها ببعض واختلطت ارقامها وتشابهت ، مساحة من الوطن بعدما اجتزءوه حتى صار خرابا ،،، نعيش حيث نحيا ،،، لنجد متسعاً من الأمل فوق الزهور كالفراشات ،،، نحلق إلى المجهول حيث لا نجد مكانا نلجأ إليه ، نرمي بآهاتنا إلى الماضي ونحاول القفز عن الحاضر الى المستقبل ، انهيارات تاخذك الى قاع الوادي من علوك تدنيك تهوي دون أن تعلم إلى أين.
مساحة هي الوطن ،،، هي غزة انقضوا عليها برابرة التاريخ كي يعيثوا فيها خرابا ودمارا وطي صفحة من البناء خاضها اهل غزة حين قامو بانشاء المدارس والمستشفيات والجامعات والوزارات والبنى التحتية ، همّ برابرة التاريخ واسقطوا ابراجا كانت تفاخر بها غزة وتراثا قيماً حافظت عليه وأثاراً كانت تشكل معالم غزة وحضارتها على مر العصور .
مساحة هي الوطن ،،، احتشدوا على ابوابها ومداخلها ،،، اعلنوا عن بداية هجوم بري بربري ، استدعوا الجنود والاليات والاسلحة الثقيلة ، اتو بالمدفعيه والماركفاه ، اشعلوا نارا في الارض ورموا بنار اخرى من السماء، – مرحلة ثانية من مراحل تدمير غزة – استجمعوا الوية الجيش ( غولاني ، جفعاتي ) طليعة الجيش المهزوم في جنوب لبنان ، جيش هزمته عيتا الشعب ومارون الراس وبنت جبيل هزمته الوزاني والخيام وكفر شوبا هذه الطليعه التي استقدمتها القوات الإسرائيلية كي تهزم بها بيت حانون وبيت لاهيا وخانيونس وجباليا ودير البلح والفالوجه ورفح والنصيرات والمغازي .
منذ عشر ايام يرمون بنار بنادقهم واسلحتهم ، يقتلون ما شاءوا ويحرقون كل شيء ، يحاولون اقتحام القطاع ، دون جدوى سيجرون هزائمهم كما فعلوا في لبنان ، لان غزة لن تقدم لهم الطاعة بل ان ارادوا المرور فليمروا عبر الالغام والمتفجرات وضربات المقاومة .