سيد يوسف
ترانى سأقول جديدا؟ كلا، إنما هى زفرة أحد المكلومين والمقهورين عساها تكون قولة حق فى وجه الطغاة…بداية أسارع إلى القول إن مشاهد التضامن الشعبى مع أهلنا فى غزة تشير بوضوح إلى نبض الأمة الحية إذ ما يعرف النبض سوى الأحياء وقد يكون فى الأمة بعض المرضى بيد أن المريض يُرجى شفاؤه لكن الذى لا يُرجى شفاؤه هم أشباه القادة العرب وهتيفة الأنظمة الحاكمة من المنافقين، والمشهد فى مصر الرسمية – على سبيل المثال- يبعث على الشعور بالخزى والعار، ذلك حين ترى بعض البلهاء يفترضون التهم ثم يتشنجون فى ردها وهاك بعض الأمثلة:
* فتح معبر رفح يهدد الأمن القومى المصرى.
* فتح معبر رفح يكرس حالة الانقسام الفلسطينى.
* لن تقع مصر فى فخ الدخول فى حرب مع الكيان الصهيونى بآخر جندى مصرى.
* حماس هى رأس الحربة فى مثلث إيران الشيعية.
والحق أن هذه تهم بلهاء لا تصدر عن عقول محترمة أو لديها ذرة من كرامة أو فهم بقدر معقول: فالذى يهدد الأمن القومى هو الكيان الصهيونى بما لديه من أسلحة ذرية وأطماع يشهد عليها شعارهم :أرضك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل، ومعبر رفح لا يكرس فتحه حالة الانقسام الفلسطينى فمن لديه ذرة عقل يعرف أن حماس تهدف إلى تأسيس الخلافة الإسلامية كما يتهمونها ( وهذا شرف لا تهمة لمن يعقلون) وهل من يهدف للتأسيس يسعى للتفتيت؟! ثم ماذا فعلت مصر وبلاد العرب الأخرى لرأب الصدع الفلسطينى سوى الانحياز لطرف على حساب آخر؟! وما تناقلته بعض المواقع من أن الكيان الصهيونى يحارب حماس بالنيابة عن بعض البلاد العربية يبعث على الخزى والعار إن صح ذلك أو سكتت عن رد تهمته بعض بلاد العرب. ولو أن القاهرة – الشقيقة الكبرى – حاربت الكيان الصهيونى للدفاع عن أمنها القومى أو حتى لنصرة جيرانها فى فلسطين لكان ذلك موضع حمد وشكر لكن ما حاربت ولا طلب منها أحد أن تحارب لا فى الداخل ولا فى الخارج، وكاتب هذه السطور يتحدى أن يجلب أحد هتيفة النظام الحاكم تصريحا لمسئول فلسطينى بذلك وما يزال التحدى قائما فما بال هتيفة الأنظمة الحاكمة لا يعقلون؟! وإن حماس السنية تقبل المساندة السياسية واللوجستية لا العقائدية من أى كائن كان فما بالها لا تقبل ذلك من إيران الشيعية؟! وهل كفى العرب السنيين حماس من الغذاء والسلاح حتى لجأت إلى إيران أو غيرها؟! ما هذه التفاهة ؟ كان أحرى بهؤلاء أن يتداروا خجلا من أعين الناس لكنها الوقاحة!!
كنت أقول لنفسى ولمن حولى ما ينبغى أن نتصدى لهؤلاء الكذبة بالنقد والمحاججة حتى لا تتفرع بنا البوصلة عن عدونا الرئيس لكن ما باليد حيلة إذ ما أشاهد قناة حوارية تستضيف أحد هؤلاء السفهاء إلا ويرتفع الضغط لدى ولدى كل حر من استفزاز أغبياء المشهد وإنى لأقسم أن استفزاز هؤلاء المنافقين أشد ضراوة على نفسى من مشاهد جرحانا فى فلسطين ففى مشاهد الجرحى يُرجى التعاطف ويُرجى المساندة ولو بالدعاء والمقاطعة والجهاد بالمال والغبطة للشهداء منهم… أما هؤلاء فلا خير يرجى منهم سوى تكريس الانقسام العربى بالغمز واللمز والكذب وتلفيق الاتهامات وترويج الأكاذيب .
ملاحظات على الهامش
* إن نفس الأحرار تأبى أن تكون موضع اتهام غير صحيح فما بالنا إذا كانت فى موطن الاتهام بالتواطؤ الممجوج ؟! إن عزاءنا أن أهل فلسطين يعلمون أن الشعوب العربية مغلوبة على أمرها، وأنها أنضج من حكامها، وأنها باتت فى حاجة ماسة إلى التحرر من استعمار حكامها الذين باتوا لا يفعلون شيئا سوى حراسة بوابة الكيان الصهيونى خشية مرور سلاح أو ذخيرة للمجاهدين فى فلسطين…وعزاؤنا جميعا أن شعوبنا أنضج وأرحم وأخلص من حكامنا لخدمة قضايانا العربية.
* إن اختزال قضية فلسطين فى المعابر بمعنى فتح المعابر مقابل الغذاء والوقود ظلم شديد وابتذال للجهاد والمقاومة بيد أن التدرج مدخل جيد لأولى الألباب.
سيد يوسف