في سياق التورط العربي في المعركة ضد قوى المقاومة في فلسطين ولبنان، كشف تقرير خاص وصل الى جهات عربية بارزة ان رئيس مجلس الامن القومي في السعودية الأمير بندر بن سلطان زار العاصمة الأميركية واشنطن في الأسبوع الثاني من كانون الأول الماضي، وعقد سلسلة اجتماعات مع مسؤولين في ادارة الرئيس جورج بوش وفريقه الذي يترك الادارة الاميركية حالياً، وكذلك مع عدد من مساعدي الرئيس الجديد باراك اوباما، ومع قيادات يتوقع ان يكون لها دور استشاري في المرحلة المقبلة.
وحسب التقرير فإن بندر حرص في هذه الاجتماعات على تقديم تصور عن طريقة مقاربة حكومة بلاده لملفات ساخنة قائمة الان في المنطقة، ويفترض ان تكون على جدول اعمال الادارة الجديدة. وهو قال مرتاحاً ان ما يقوله يمكن ان يمثل وجهة نظر كل دول الخليج العربي اضافة الى مصر والأردن والسلطة الفلسطينية وقوى 14 آذار في لبنان.
ووفق التقرير فإن الامير السعودي رتّب اولويات من يمثل بالآتي:
اولاً – الملف النووي الإيراني:
يجب ان يندرج ضمن أولويات الإدارة القادمة بالنظر لدرجة الخطورة التي ينطوي عليها وما يحمله من تهديد لدول الخليج وللمصالح الأميركية في المنطقة. وقد انتقد بندر ادارة الرئيس بوش لأنها تكلمت كثيراً وفعلت قليلاً ولأنها لم تتخذ الإجراءات المطلوبة والضرورية للقضاء على طموحات إيران النووية واكتفت بإجراء عقوبات شكلية لا تؤثر أو تعوق مسار حيازة السلاح النووي.
ثانياً – الملف السوري:
حذر بندر المسؤولين في الادارة الجديدة من مشروع الانفتاح على سوريا وطالبها بتكثيف جهودها لمنعها من العودة إلى المجتمع الدولي وإخراجها من العزلة على غرار ما فعلته فرنسا. وبيّن للمسؤولين في إدارة أوباما أنه لا بد من إحداث تغيير داخلي في سوريا لأن النظام السوري يواجه معضلات في الداخل وصراعات داخلية، وأنه على ثقة بأن النظام كان على وشك السقوط لولا التدخل الفرنسي والأوروبي وتركيا التي هيّأت فرصاً سياسية للنظام لكي يخفف من وطأة الحصار والعزلة عن طريق إحياء المسار التفاوضي بين دمشق وتل ابيب وتفعيله.
ثالثاً – الملف الفلسطيني:
شدد بندر على أهمية أن تولي الإدارة الأميركية القادمة اهتماماً خاصاً لتفعيل المسار التفاوضي الفلسطيني ـــــ الاسرائيلي انطلاقاً من الذي تحقق حتى الان، وهو اقترح لذلك مجموعة من الخطوات ابرزها:
1 – إصدار قرار من مجلس الامن يقضي بدعم المفاوضات بين الطرفين ومتابعتها (وهو ما حدث عبر القرار 1850 الذي صدر قبل أيام والذي كان للسعودية دور مهم في طرحه).
2 – إعطاء دفعة قوية لما اتخذ من تفاهمات في «أنابوليس» حتى تكون الأولوية لهذا المسار لأن الوصول إلى تسوية للصراع سينزع فتيل التوتر في المنطقة ويحاصر القوى الراديكالية الفلسطينية واللبنانية التي لا تريد تسوية سلمية لهذا الصراع.
3 – دعم سلطة الرئيس محمود عباس الذي قد يواجه وضعاً صعباً إن لم تحقق نتائج عملية على المسار التفاوضي وتبنّي موقف داعم لتمديد ولاية عباس لتعزيز مركزه الذي يتهدده الخطر.
الى جانب ذلك، اكد بندر ان الضغوط على ايران وسوريا ودعم سلطة عباس من شأنهما توجيه ضربات الى القوى الميدانية التي تستند اليها هذه الدول، قاصداً حزب الله في لبنان وحركة حماس والجهاد الاسلامي في فلسطين.
عن (الاخبار)