رداد السلامي
لعل المجازفة بالكتابة عن العربية السعودية سيؤدي إلى جعلك في مرمى تهم المملكة التي يقال أن لها يدا في اليمن ، وأنها لازالت حتى اليوم قادرة على التدخل في الشأن اليمني ، والتأثير فيه بقوة ، إلى درجة أن ثمة تأثير عليها أيضا حتى في صناعة القرار ورسم السياسات!! .
فالسعودية طاما انتهجت ضد اليمن سياسات ليست جيدة وطالما تدخلت في شؤون الداخلية وطالما أيضا أجهضت مسيرته ، وربما سيكون لها تأثيرا في المستقبل بتمهيد توريث الحكم ، فزيارة نجل الرئيس العقيد أحمد علي عبد الله صالح إلى السعودية العام الماضي تأتي في سياق ترتيبات وسيناريوهات معدة من أجل ذلك كما يعتقد مراقبون ومحللون سياسيون ، ولن تكون محرقة خميس مشيط التي حدثت لــ15يمنيا على الحدود هي الأخيرة في مهاناتها التي لا تنتهي لليمن.
المآسي السعودية في اليمن:
السعودية احتلت الكثير من الأراضي اليمنية وكثيرا ما أجهضت اليمن وتقدمه وأبقته في مستوى غير جيد ، كما يؤكد المهندس -يوسف الهاجري- في كتاب له بعنوان : السعودية تبتلع اليمن أن المملكة لم تتوقف عن محاولات ابتلاعها لليمن يوماً منذ بداية القرن التاسع عشر حتى اليوم، وبقيت أطماعها متأججة لاستغلال الأراضي والمقدرات اليمنية وهزيمة الشعب اليمني ففي بداية القرن التاسع عشر الميلادي غزت قوات حزم العجماني اليمن إبان الدولة السعودية الأولى. وفي عام 1921 قتل 3000 حاج يمني على يد آل سعود في وادي تنومة
كم كان تم توقيع اتفاقية تسمى اتفاقية مكة بين ابن سعود والحسن الإدريسي عام 1926 لفصل الدولة الإدريسية عن اليمن، أعلنت الحرب السعودية ـ اليمنية عام 1934 ووقعت معاهدة الطائف.
كما أنها اشتركت في قمع انتفاضة 1948 ، و قمع انتفاضة 1955.
وأججت الحرب الأهلية .. وتسببت في نزيف الدماء على أرض (اليمن السعيد) بعد ثورة سبتمبر 1962 لمدة ثمان سنوات .. وهي الحرب التي ذهب ضحيتها آلاف القتلى والجرحى واليتامى والأرامل . –إبان حرب السعبين يوما، مارست الضغط عدة مرات لإقالة محسن العيني من رئاسة الوزراء أثناء الحكم الجمهوري.
كما مارست ضغطاً مماثلاً من أجل تعيين نصير السعودية في اليمن / حسن العمري/ كرئيس للوزراء أربع مرات.
أشعلت حرب الحدود بين اليمنين –قبل الوحدة اليمنية- عدة مرات بواسطة عملاء لها
كما مارست الضغط على الرئيس الحمدي لطرد الخبراء السوفيات واستبدالهم بأمريكان.. وحاولت الانقلاب عليه بمساعدة الشيوخ المدعومون من قبلها في 13 يوليو 1975، ثم في 16 أغسطس 1975، ثم ثالثة في 20 فبراير 1976، ثم رابعة في بداية يوليو 1977 في صعدة حتى قتله في أكتوبر 1977. نصيب شخص موالٍ لهم وهو الرئيس الغشي. جندت عبد الله الأصنج كعميل لها في اليمن. و بذلت جهود مستميتة لمنع حصول الوحدة بين البلدين.
وتسببت في المصادمات الحدودية التي تقع كل عامٍ تقريباً، حتى آخر صدام عام 1987 .
تدخلت في انتخاب مرشحين للبرلمان اليمني في منتصف 1988. و شاركت في عشرات بل مئات التدخلات الصارخة في الشؤون الداخلية لليمن.
تسببت في نزيف الدماء والمهانات والتطاول على شخصيات يمنية رفيعة
كذلك استغلت المال بصورة مقززة في علاقاتها مع اليمن، مستفيدة من ضعف الموارد المادية في اليمن في هذه الفترة من الزمن..فزيادة الدعم أوإنقاصه أو قطعه مرتبط بارتهان النظام في اليمن بسياسة آل سعود.
تدخلت في الشؤون الداخلية لليمن بدعمها العسكري المباشر لمعارضي اليمن الجنوبي و
إشعال للحرب فزحفت الدبابات والمدرعات وحلق الطيران العسكري السعودي فوق أراضي اليمن ليقصف ويقتل ويدمر في اليمن دعمت عدد من الانقلابات العسكرية باعتراف القائمون بها.
إشعال للحرب فزحفت الدبابات والمدرعات وحلق الطيران العسكري السعودي فوق أراضي اليمن ليقصف ويقتل ويدمر في اليمن دعمت عدد من الانقلابات العسكرية باعتراف القائمون بها.
ويختتم المؤلف بالقول :تلك هي حقيقة العلاقة بين النظام السعودي والشعب اليمني منذ ما يزيد على نصف القرن ، وخلالها لم تستطع الحكومات المتوالية على حكم اليمن التخلص من هيمنة آل سعود.. وظل الشعب المسلم في اليمن يئن من ثقل هيمنة آل سعود.
واصفا تأليف ذلك بأنه رحلة حزينة
بطل ونعامة..!!
السعودية بطل لايجيد إلا قهر ذويه ، فيما أمام العدو ذليلا لا يستطيع أن يصنع شيئا ، بل يستسلم له ، مواقف القيادات السعودية مما يحدث في غزة مواقف مخزية ومخجلة ، قناة العربية ذات التمويل السعودي تحولت الى قناة للعدو الاسرائلي تبرر جرائمه وأفعاله وتظهر المقاومة الإسلامية –حركة حماس – كمعتدي وسبب ما يحدث هناك ، تتدخل السعودية في كل قطر عربي تدخلا سلبيا مضادا لمصالحه واستقراره ، ولبنان خير شاهدا على ذلك.
الصمت السعودي إزاء أحتلا اسرائيل لجزيرتي تيران والصنافر السعودية
في الوقت الذي تتوسع السعودية على حساب أراض عربية مجاورة ، تقبع أهم جزيرتين سعوديتين منذ عام 1967م تحت الاحتلال الاسرائلي ، وهما جزيرتي تيران وصنا فير وطبعاً الكثير لا يعرف عن تلك المعلومة الجغرافية أي شيء والسبب هو التعتيم والتغييب الإعلامي المُتعمد وذلك لأسبابٍ سياسية بحتة وحتى لا يفتح آل سعود على أنفسهم أبواب المواجهة مع العدو الذي تسانده مواقفهم اليوم ضد غزة و فلسطين بشكل عام ، فيما قناة العربية التي تمولها الأسرة الحاكمة تبرر لما يحدث لتحمل المقاومة الفلسطينية الباسلة الأسباب .
في تاريخ 4-11-1956 احتل الكيان الصهيوني مضائق تيران التابعة لأرض الجزيرة (السعودية) ومنها وصل الى قناة السويس مع فرنسا وإنكلترا. وكانت هذه المضائق محل خلاف حول ملكيتها مع مصر الا انه بعد ان احتلها الكيان الصهيوني تخلت عنها السعودية وتركت مصر تفاوض بشأنها ، انسحب منها الكيان الصهيوني فيما بعد .
وفي 67 وخلال الحرب استولى عليها مرة أخرى واستولى كذلك على جزيرة صنافير السعودية ثم عاد الصهاينة وانسحبوا من مضائق تيران لكنهم اعادوا احتلالها في نهاية شهر 8من ذات العام.
وتعتبر مضائق تيران المنفذ التجاري للكيان الصهيوني نحو آسيا وأفريقيا كما كان يتزود بالنفط الإيراني من خلالها.وقد أطلق الصهاينة اسم تيران على مجموعة من “الدبابات” التي تم تصنيعها حديثا.
ولجزيرة تيران أهمية استراتيجية في المنطقة، إذ تشكل أضيق مقطع في مضايق تيران التي يمر بها كل ملاحة مواني العقبة الأردني وإيلات الإسرائيلي . ويقال أن في المنطقة من الأغام ما يكفي قارة
ففي الحادي والعشرين و الثاني والعشرين من أيار عام 1967م فرض الرئيس المصري جمال عبد الناصر الحصار على خليج العقبة بواسطة إغلاق مضايق تيران مانعا مرور السفن إلى إيلات ومنها, وهذا على الرغم من أنه منذ عام 1957 كان الخليج مفتوحا أمام الملاحة الإسرائيلية تحت إشراف قوة الطوارئ
كما كانت أعلنت الولايات المتحدة ودول بحرية أخرى مضايق تيران هي بمثابة ممر مياه دولي, يجب أن يكون مفتوحا أمام مرور حر وآمن لسفن جميع الدول التي تبحر في المنطقة (2)
لكن وثائق أميركية أكدت أن اسر
ائيل احتلت جزيرتي تيران و صنافير السعوديتان وتخلت عنها السعودية لمصر خوفا من الفضيحة ؟ وقالت الوثيقة التي نشرتها عدة مواقع عربية العام الماضي أن الملك فيصل تعهد للصهاينة بأن تظل تيران منزوعة السلاح وان لا يمنعهم من حرية المرور من خلالها وأنه في شهر نيسان 1968 كانت فضيحة فيصل الذي قدم شكوى للولايات المتحدة بان جزيرة سنافر قد تكون هي الأخرى معرضة للاحتلال من قبل (اسرائيل)،وعندما تحققت الولايات المتحدة من ذلك وجدوا انها محتلة منذ حرب حزيران اي منذ عشرة أشهر دون ان يدري فيصل .
ائيل احتلت جزيرتي تيران و صنافير السعوديتان وتخلت عنها السعودية لمصر خوفا من الفضيحة ؟ وقالت الوثيقة التي نشرتها عدة مواقع عربية العام الماضي أن الملك فيصل تعهد للصهاينة بأن تظل تيران منزوعة السلاح وان لا يمنعهم من حرية المرور من خلالها وأنه في شهر نيسان 1968 كانت فضيحة فيصل الذي قدم شكوى للولايات المتحدة بان جزيرة سنافر قد تكون هي الأخرى معرضة للاحتلال من قبل (اسرائيل)،وعندما تحققت الولايات المتحدة من ذلك وجدوا انها محتلة منذ حرب حزيران اي منذ عشرة أشهر دون ان يدري فيصل .
لكن السؤال الذي يبقى ، لماذا لاتستعيد السعودية جزيرتي تيري والصنافر ، وهما أهم جزيرتان استرتيجيتان ، وإلى متى ستظل هكذا في مواقفها ضد أشقاءها العرب أم أن صمتها أيضا يندرج في خانة العمالة لإسرائيل ضمن التحالف الاستراتيجي الأمريكي في المنطقة ..؟؟
الوثائق الامريكية باللغة الانجليزية:
Date: October 24, October 25, and October 28, 1967, respectively. (National Archives and Records Administration, RG 59, Central Files 1967-69, POL 32-6 TIRAN) USG efforts to encourage the Israelis quietly to withdraw were countered by GOI attempts to extract maximum specific concessions, through us, from the Saudis. Ambassador Eilts was eventually successful in inducing King Faisal to assure us privately that he has no plans to militarize Tiran or to use it to impede freedom of navigation into Tiran Strait. You conveyed this information to Foreign Minister Eban by letter dated January 17, 1968. –The Israelis responded negatively, seeking further binding written undertakings from SAG which would be underwritten by the USG. You expressed disappointment over the Israeli position to Ambassador Harman on February 8 and again pressed for Israeli withdrawal.Harman promised to report your concern to Eban. –There has so far been no formal reply from Eban either to your letter of January 17 or your oral comments of February 8. –The Saudis complained to us in April about possible Israeli occupation of neighboring Senafir. We took this up in Tel Aviv on May 7. On May 17, our Embassy was told that regular patrolling has been carried out on Senafir island as a matter of routine since the six day war by small units as on Tiran island. Following publicity on this issue in Israel on May 19 (State 167501), I called in the Israeli Charge on May 24 to express our continuing concern. He provided an identical response to that given us in Tel Aviv (State 170918). I pressed the Charge as to whether the islands were in fact occupied, but he said he would have to request guidance from his government.
مصادر :
*كتاب السعودية تبتلع اليمن –المؤلف المهندس يوسف الهاجري
*الوثائق باللغة الانجليزية من موقع المرصد العراقي
*(2)-موقع الكنيست