بقلم : ميساء البشيتي
شكر من أهل غزة
شكرا ً يا عرب
شكرا ً يا مسلمون
لست أنا التي أشكركم … أنا أشعر أن الشلل قد عقد لساني وخدر جسمي
هذا طفل غزة هو الذي يشكركم
كان متوجها ً للصلاة فإذا به أشلاء تتناثر هنا وهناك
هذا شيخ غزة مقعد من إحدى الضربات الإسرائيلية
توجه للصلاة فإذا بالمسجد يتدمر فوق رأسه
هؤلاء مصلو غزة كانوا بين يدي ربهم يصلون يركعون ويسجدون
يسبحون ويستغفرون وتلهج ألسنتهم بالدعاء لأمة الإسلام حين تدمر المسجد فوق رؤوسهم
وتناثروا أشلاء هنا وهناك وسالت دماؤهم شلالات تطفيء النيران بعد أن شحت مياه الأمطار.
هذا شكر خاص من اطباء غزة لأنهم يطببون ويداون بلا أدوية ويجرحون ويجرون العمليات
بلا مخدر ويعالجون الجرحى على الأرض لعدم وجود الأسرة ويجرون التنفس اليدوي
لمن يحتضر لعدم وجود التنفس الصناعي لعدم وجود الكهرباء .
شكر كبير من جميع أهل غزة الغارقة في الظلام إلا من القنابل المضيئة التي
تلقي بالموت في وجوه الرضع
شكرا ًلكم يا عرب
شكرا ً لكم يا مسلمون
لأنكم اطبقتم علينا الحصار مع جيش العدو وكنتم يده اليمنى في تقتيلنا
كنتم الوقود لطائراته وصواريخه التي هشمتنا
كنتم الذراع والساعد الأيمن له بدعم ميزانيته التي لا تنضب من أسلحة الدمار
التي يلقيها علينا صباح مساء
كنتم الارض الخصبة التي ترعى فيها خنازيره كي تأكلنا بلا ملح
وشكرا لأنكم فرقعتم أذاننا بقنابلكم الصوتيه
شكرا ً لكم لفتح المعابر
وشكرا ً لكم لرفع الحصار
وشكرا ً لكم لوقف الحرب
وشكر بلا حدود على وقفتكم وقفة العز والإباء
لكنني
أعتقد أن إسرائيل قد تثقل كاهلكم بعض الشيء
أعتقد أن إسرائيل قد تثقل كاهلكم بعض الشيء
فهي بحاجة لمساعدتكم
تحتاج الوقود للصواريخ التي تقصفنا بها
وتحتاج أموالكم الزكية لشراء الطائرات والدبابات وآليات القصف والدمار
التي ستقتلنا بها كما هي تحلم
اسرائيل تحلم
واسرائيل لن تكسرنا ولن تهزمنا
كلمة فقط أقولها في سركم
لا أحد يكسرنا غيركم يا اخوة يوسف
يا ذوو القربى
يا أهل النخوة
يا أيها العرب
يا أيها المسلمون
شكرا ً لكم
وأنا غزة التي لا تموت ولا تنكسر ولا تنهزم
فأعينوا اسرائيل ما استطعتم
غزة لن تكسر لأن الله معها
لأن الله معها
ميساء البشيتي
البحرين