الاجتياح سيفشل وقتلاهم يتساقطون في غزة
بقلم : زياد ابوشاويش
مع بدء الهجوم البري المرتقب على قطاع غزة أصيب العدو بنكسة حقيقية حيث تم اصطياد مجموعة من قواته الزاحفة في حي الزيتون بمدينة غزة واعترفت مصادره بوقوع قتلى و25 جريح، وقالت مصادر المقاومة أن قتلاهم خمسة في هذه الواقعة فقط.
قبل ذلك بثمانية أيام عمد العدو لاستخدام أقصى قوته في ضرب المواقع التي يعتقد أنها تشكل ملجأً للمقاومة وفصائلها المختلفة، ولم يترك مكاناً في القطاع البطل إلا وصب عليه حمماً من النار بهدف فرض الاستسلام عليه. ولو تذكرنا مساحة غزة من بيت حانون حتى رفح وعدد الغارات الإسرائيلية عليه لأدركنا حجم الهمجية والقسوة التي لجأ لها العدو لتمهيد الطريق لغزوه البري حيث كانت بمعدل ثلاث غارات جوية على كل كيلومتر مربع من القطاع، ناهيك عن قذائف الدبابات والبوارج والزوارق الحربية الإسرائيلية.
إذن قام العدو بكل ما يمكن سواء في اليوم الأول ومفاجأته الدموية أو في الأيام التالية حين حول حياة الناس إلى جحيم قتلاً وتدميراً وحصاراً وحرباً نفسية وخصوصاً في الساعات الأخيرة قبل الزحف البري. ومن هنا فإن تباشير المعركة البرية وبداياتها توحي بانقلاب السحر على الساحر وبأن كل ما جرى لم يدفع الناس للاستسلام أو التخلي عن شروطها ناهيك عن إضعاف معنوياتها كما رأيناها جميعاً في كلام الجرحى والثكلى والناس العاديين في شوارع غزة وأزقة مخيماتها. وبعد ساعات طويلة من بدء الهجوم البري يستطيع المرء أن يكتشف حجم الكذب والادعاء في تبجحات قادة العدو حين أصرت قيادة الجيش على إخفاء خسائرها منذ اللحظة الأولى كما لم يعد ناطقوه الرسميون إلى نغمة الحديث عن شطب حركة حماس وإنهاء دورها في القطاع بل عن مجرد تغيير الوضع الأمني في جنوب الكيان الصهيوني، الأمر الذي لم يكن هدفاً معلناً على لسان ليفني وزيرة الخارجية للكيان في مؤتمرها الصحفي مع أبو الغيط في القاهرة. ليس هذا وحسب بل إن قنوات التلفزيون الإسرائيلي بدأت تبث إعلانات المقاومة بما فيها حماس عن مجريات الحرب ملمحة إلى غياب ردود إسرائيلية رسمية مقنعة.
نعلم ويعلم كل متابع للشأن الفلسطيني وللصراع مع العدو أن عدم التكافؤ في القوى يحكم هذه المعركة وأننا نواجه عدواً تم إعداد جيشه ليهزم كل الجيوش العربية مجتمعة، كما نعلم الإمكانيات المتواضعة لدى الفصائل الفلسطينية، وبأكثر وضوحاً نعرف الموقع الجغرافي الحرج للقطاع، أي نعرف كل نقاط قوة العدو ونقاط ضعفنا، لكن في المقابل نعرف ما نملك جيداً ونعرف أكثر المخزون المعنوي الهائل لدى شعبنا ولدى كل صاحب حق وقضية عادلة ونحن أصحاب حق وقضية عادلة، وعليه نحن متيقنون من فشل العدو في تحقيق هدفه من العدوان مهما كانت نتائج المعركة العسكرية البرية التي ستستمر لفترة طويلة.
لن يمر العدوان كنزهة وما تحدث عنه القادة الصهاينة حول خسائرهم التي قد تكون كبيرة في غزة ستكون مضاعفة، وسيواجه هناك مفاجئات غير سارة له مطلقاً، كالتي وقعت في الساعة الأولى من الهجوم البري على غزة، ولن تكون أمهاتنا وأخواتنا من يبكين فقط أو وحيدات في هذا، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون….المجد للشهداء والنصر للمقاومة.
زياد ابوشاويش