ابو الزلم يعمل ليل نهار يسافر, يعقد الصفقات يناقش يأمر وينهي يتشبث بكل ما هو مادي وحرام ويلهث خلفه. ابو الزلم انسان اناني خبيث يفعل ما يملي عليه ولا يفكر الا بنفسه ومركزه وقعداته الخاصة التي تغص بالمحرمات والخطايا. جيوبه ملئ بالمال الحرام الذي يشبع به رغبات عائلته الصغيرة. أبو الزلم بلغ الستين وما زال يتشبب ويلهث عما هو شببي والكلام المنمق والعمل الرخيص الذي لا يرغب به الا المتسلقون واصحاب النفوس الضعيفة امثاله. كم بيتا خرب زكم من موظف انحرف وذهبت هالته في وسط أعماله الدنيئة وكم من انثي ابتزت واظلمت كرامتها أمام سيل طلباته الرخيصة والتي لا تدر الخير له ولها. أسلوبه الرخيص جعل الكل يلهث وراءه للوصول نيل كل ما ليس له. بلادة الجديدة يعدها بقرة حلوب ينزح منها ليبنى ويعمر في بلده الأم التي اصبحت انظار الكثيرين لارضائه. أبو الزلم ياهث وراء القرش ونسي انه فاني وان الله له بالمرصاد ويضحك من كل ما يذكره بتلك الحقيقة فهو يتبع فكر الفراعنة وانه سوف يبعث بعد الموت ويؤمن بالخلود؟
كثيرين نحن في البلد الذي قلت فيه الرجال وتحطمت على صخوره صرخات وبكاء ما بقي من رجولة. أبو الزلم يلم كل قرش ويعمر بلاده ونسي بأنه بالامس قد سرق من الولد شبابه ومن البنت حيائها ومن المرأة اخلاصها ومن الاطفال البراءة. ابو الزلم متكبر متفتح جلساته يتخللها كل ما يخدش الحياء ويعكر صفو الموظف المخلص الذي يردد اعطنى حريتي اطلق يدي لابدع.