خضر عواركة
هوامش عن البطولة في غزة :
فرص المقاومة الفلسطينية لتكبيد الإسرائيليين خسائر كبيرة قد تكون سنحت الآن ولكن ماذا يجب أن نفعل نحن لنساعدهم ؟
المقاومة مجهزة بما يلزم بحسب معلومات مصادر مقربة منها في القطاع وأخرى صحافية إلتقت في القطاع مع عناصر من فصائل لها فاعلية كبيرة رغم صغر حجمها مثل الجهاد والوية الناصر صلاح الدين وهذه فصائل تعتمد على قدرة استخبارية وعسكرية نوعية بسبب محافظتها على العمل العسكري السري طول الفترة الماضية وهو ما لم تكن حماس تراعيه لظروف واقعية هي حاجتها لقيادة مؤسسات القطاع من شرطة وخدمات بلدية وخلافه ولكن هذا لا يقلل من أهمية جهازحماس العسكري أيضا القادر على توجيه ضربات شديدة للإسرائيلين فور الإلتحام بهم وهو ما يحصل حاليا.
قدرة المقاومة الفلسطينية داخل القطاع على منع تحقيق إسرائيل لأهدافها يجب أن ترتكز على منع تقطيع أوصال القطاع وعلى محاصرته كبلوكات سكنية منفصلة ولكن حتى لو حصل ذلك فعلى المقاومة أن تستفيد من النعمة التي جلبت الصهاينة بأعداد كبيرة إلى جوار المقاومين مع ما يعنيه ذلك من فرص على قتل وخطف جنود العدو خصوصا وأن العدو سيحتاج لأشهر حتى يحصن مواقعه الجديدة وهي فترة تمنح المقاومين الفرصة لتكبيده خسائر كبيرة .
ولكن فرصة المناضلين العرب الداعمين للمقاومة الفلسطينية سنحت الآن ايضا لإحراق فاعلية رجال إسرائيل السريين والعلنيين في الإعلام العربي ولمن يريد القتال مع الفلسطينيين تعالوا نبحث كيف يمكن لنا تحقيق كل من موقعه في الحياة. وأول تلك الوسائل القتالية هي في تسمية العملاء باسمائهم وعدم التردد عن فضحهم فور حصولنا على إثبات عقلي ومنطقي .
على سبيل المثال :
بعض المشبوهين يعملون في وقت المعركة على إثارة قضايا يمكن الحديث عنها بهدوء بعد المعركة وذلك بهدف دفعنا إلى العصبية والمذهبية فتنقسم الجماهير الداعمة للمقاومة لأن إستفزاز بعض البسطاء سهل. من يفعل ذلك وقت المعركة هل هو إلا عميل له دور في الحرب هو بث البلبلة بين صفوفنا؟ وهل يمكننا أن نلزم الصمت وهؤلاء يفتتون عضد المقاومة بإحباط داعميها بشكل جماعي ؟
وأسمّي من المشبوهين بأنهم عملاء جدد الجزائري أنور مالك العلماني المتحول بقرار شخصي أو مخابراتي ( الدلائل العقلية تشير إلى الإحتمال الثاني) إلى داعية طائفي وهابي أين منه بذائة الشيخ السعودي اللحيدان وأئمة السعودية البن بازيين. وهو لم يجد وقتا لمهاجمة نصرالله إلا الآن في عز معركة غزة التي تخوض المعركة بسلاح أكثر من نصفه تم تهريبه بجهود نصرالله الشخصية إلى غزة والضفة وهذا أمر حماس نفسها تعترف به.
ولكن هذا الصفيق ليس هدف معركتنا مع إسرائيل فهذا تفصيل برغشي (موسكيتو بالعبري يا انور مالك أم تريدني أن أناديك بإسمك الذي تنتحله لمقالاتك المذهبية وفي كتاباتك التي تدافع فيها عن نفسك : نور الدين لشهب )
السيد نصرالله ليس مقدسا و يجوز نقده ولكن فلسطين مقدسة وتستحق أن نؤجل سفطسائية البعض إلى ما بعد المعركة، فبماذا يفيدنا إثبات أن نصرالله ليس سوى عميل صهيوني كما يحاول أنور مالك أن يفعل في سلسلة مقالات بدأ بنشرها مع بداية الهجوم البري على غزة !!
الشمس لا تخفيها كذبة من مشبوه بالعمالة مثل أنور مالك فكل العالم يعادي حزب الله لأنه لا يهتم بشؤونه فقط بل يهتم بفلسطين ولو تخلى عن دعمه للمقاومة في فلسطين لما كان لديهم أي مشكلة في ترك المقاومة اللبنانية تحكم لبنان .
دور المقاومة اللبنانية وسيدها نصرالله في تسليح المقاومة الفلسطينية أشهر من أن يخفى وقد دفع ثمنه ثلاثة من كبار قادة المقاومة اللبنانية حياتهم ثمنا له هم على التوالي أبو حسن سلامة الذي إغتيل قرب صيدا وعلي حسن عوالي الذي إغتيل في الضاحية والأخوين مجذوب وقد إغتيلا في العام صيدا ومن ثم إغتيل عماد مغنية وأصبح من المعروف بأن كان على علاقة مباشرة بجهد كان يبذله حزب الله لتأمين مستلزمات قتالية نوعية جدا جدا وصلت بالسلامة إلى غزة وستسمعون بها عبر سماعكم بإحتراق دبابات العدو بصواريخ الأر بي 29 (حصل يوم الأحد الرابع من يناير) وستسمعون بغيرها من الصواريخ المضادة للدروع وعندها ترحموا أيها الوطنيين على الشهيد عماد مغنية الذي لم يقم له لبنان تمثالا من البرونز في ساحة الشهداء حتى اليوم.
وهنا من المهم ان نذكر (بين هلالين) بأن كل مخابرات العالم تؤكد بأن تهريب السلاح لا يتم عبر مصر فقط بل أن الممول الرئيسي لغزة بالسلاح هو مافيات لها داخل الجيش الإسرائيلي أعوان يتقاضون ملايين الدولارات ثمنا لأسلحة مسروقة من مخازن العدو، وبالتأكيد ليس المشبوه بأنه عميل لإسرائيل أنور مالك هو ممول تسليح المقاومة الفلسطينية (هو مشبوه بالعمالة بسبب مشاركته في التحريض الطائفي على المقاومة اللبنانية في وقت تحتاج فيه غزة لحبة خردل من الدعم ولو جائت من يهودي يعيش في فلسطين المحتلة ويعادي الصهيونية فكيف بدعم فئة كبيرة مثل حزب الله).
القتال مع المقاومة بالكتابة :
المقال والقصيدة والتعليق والتدوين كلها أمور تساهم في دعم المقاوم على الأرض لأن مقالا قد يدفع مترددا خائفا إلى التبرع بماله أو بمعلوماته أو بجهده الشخصي للمقاومة، وأنا أذكر بأن كلمتين من حمدي قنديل قالهما في بر
نامج قلم رصاص دفعت رأسماليا إلى التحول من اللامبالاة إلى النضال فكانت النتيجة أن مئات ملايين الدولارات التي يملكها وضع جزء منها لدعم المقاومة .
المقال أيضا يساهم في المعركة عبر كشف المدسوسين في الإعلام لتسويق بطولات العدو وتسويق الهزيمة النفسية لنا، والتعليق على المقال يفضح هدف كاتب المقال ويصد هجمته على المقاومة و يساهم في التنوير.
القتال مع المقاومة بالتظاهر :
البعض يعتبر أن المظاهرة فشة خلق …هذا امر غير صحيح فالتظاهر يعني ترويع الأنظمة الداعمة لإسرائيل ويعني إخافة أميركا من شعوب المنطقة ومن قدرتها على إستعادة زمام المبادرة فتخاف على الأنظمة العميلة من السقوط وقد توقف ضغطها على تلك الأنظمة فتتوقف تلك عن الإمعان في القتال العضوي إلى جانب إسرائيل.
والمظاهرة تعني تشويه سمعة إسرائيل في نظر الرأي العام الغربي وهي السمعة. التي تمنحها دعم مليارات الغربيين.
التظاهر الغرب أكثر أهمية منه في البلاد العربية لأن التظاهر قد يدفع مواطن أو أكاديمي أوصحافي غربي إلى البحث من جديد عن حقيقة إقتناعه بوجهة النظر الإسرائيلية، ومواطن عربي ينقل كلمة صادقة عن أسبابه للمشاركة في مظاهرة قد تجعل سياسيا غربيا يغير موقفه من قضية فلسطين وقد يعود عن غيه وتدفعه للتحول من داعم للعدو إلى داعم لنا وهو أمر حصل من قبل .
المدونات والنشر عبر الأيميل:
الصور التي ينشرها المدونون عن مجازر الإحتلال مهمة جدا في الحرب فعلى سبيل المثال كان إغناتييف رئيس الحزب الليبرالي الكندي الحالي من أشد أعداء العرب ومناصر لإسرائيل ولكنه في العام الفين وستة تلقى رسالة ألكترونية من مجهول فلما فتحها وجد رابطا لصور مجازر قانا التي لم ينشرها الإعلام الكندي فلما طلب من الإعلاميين في حزبه الحصول على تسجيل تلفزيوني عن المجزرة خرج على الإعلام
الدولي وقال بالحرف: إسرائيل ترتكب مجازر ضد الإنسانية في لبنان. وهو موقف ساهم في إحباط حملات اللوبي الصهيوني الكندي لجمع تبرعات من المواطنين الكنديين بحجة مساعدة أطفال إسرائيل ضحايا الهمجية اللبنانية فتوقف الكثيرون عن التجاوب مع حملات إعلانية هائلة في معظم صحف وإذاعات وشاشات كندا قادها اللوبي الصهيوني وفشلت في إختراق موجة تعاطف مع أطفال لبنان إجتاحت كندا وكيبيك خصوصا وهي موطن أغنتييف حتى خرجت مسيرة تعد ستين الفا دعما لأطفال لبنان ما دفع صحافة إسرائيل الكندية الجنسية عبر رمزها غلوب أند ميل إلى عنونت المانشيت بقولها: بروباغندا إرهابيي حزب الله في مونتريال تحول كيبيك إلى كيبيكستان.
أغناتييف لا يزال حتى اليوم يعتبر نفسه صديقا لإسرائيل كدولة ولكنه لا يدعم جرائمها ويصر على حياديته بينها وبين المقاومة في فلسطين.
الكليبات الغنائية والأناشيد:
لسنا بحاجة للغناء للسلاح وللمدرعات كما تفعل دائرة المعنويات في جيش الاردن صاحبة إختراع أغنية : ياهلا بمدرعاتنا.
ولكن تنفيذ كليبات وطنية حماسية يساهم في رفع معنويات جماهيرنا وفي إحباط أعدائنا والشعر دبابة وصاروخ معنوي لا مثيل له لمن يقدر عليها .
لا تستخفوا بأي جهد على بساطته فالسيل الجارف يبدأ بنقطة تليها نقطة تتجمع معها نقاط أخرى فتصبح نهرا عظيما لا مثيل لقوته التدميرية .
على الفنانين أن يبادروا أيضا إلى تأليف الأغاني والأناشيد التي تتحدث عن غزة وتسهم في رفع معنويات أهاليها المحاصرين وعلى الشخصيات الإقتصادية ان تتربع لغزة تحضيرا لمعركة الإعمار بعد الإنتصار وعلى مذيعي القنوات الوطنية أن يضعوا الشال الفلسطيني بشكل جماعي تعبيرا عن الدعم في حده الأدنى.
لا تستخفوا بالتأثير النفسي لهكذا نشاطات على المقاتل الفلسطيني في القطاع فشعوره بأن الأمة معه تجعله أشرس وأقوى وأثبت وشعور العدو بأننا مع المقاومة سيجعله يصاب بالإحباط وسنجعل عملائه خائفون منا ويعدون العدة للهرب قبل وصول المنتقمين إليهم.