بسم الله الحمن الرحيم
الحفات العرات يقتلون أهل غزة ويمشون خلف جنائزهم
خالد عزيز الجاف برلين
Khaled Aziz al Gaf Berlin
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ (15) الأنفال
وقال الشاعر نزار قباني رحمه الله
ما دخل اليهود من حدودنا و أنما تسللوا كالنمل من عيوبنا
منذ ظهر السبت 27/12/2008م وكيان اليهود يقصف بطائراته، قصفاً وحشياً متواصلاً أو متقطعاً، مناطق عدة من قطاع غزة، وأهلها يقاومون العدوان بصدورهم في بطولاتٍ قل نظيرها، حاملين أرواحهم على راحاتهم، مدينة غزة المقاومة اخت الفلوجة العراقية تدمر عن بكرة ابيها طائرات العدو تلحق في سماء المدينة وتجوب الأجواء في أمن وسلام، دونما خشية من صاروخٍ يُسقطها أو طائرة تعترضها لتلقي صواريخها المحمومة ضد كل هدف متحرك ، وهذا ماحدث لمدينة الفلوجة المقاومة بعد احتلال العراق . هب المواطنون العرب المغتربين في كل إنحاء العالم دون استثناء هبة الغضب العارمة التي جسدتها مظاهرات الإخوة الفلسطينيين والعرب يو م الثالث من يناير الحالي في برلين ، هي تجسيد لتضامن غير مسبوق مع اهالي قطاع غزة في مواجهة العدوان الاسرائيلي. كما هو استفتاء علني على تمسك العرب على خيار المقاومة الطريق الوحيد لتحقيق النصر على أعداء الأمة العربية من الصهاينة والشيطان الاكبر .
حقا إن الانسان ليشعر بالخجل عندما يرى بريطانيين يتظاهرون أمام سفارة مصر في لندن ويهتفون مطالبين بفتح معبر رفح. بريطانيين يطالبون مبارك العربي المسلم بأن يشعر مع اخوانه في غزة ويتجاوب مع شعبه العظيم الذي خرج الى الشوارع رغم بطش الشرطة والامن المركزي. ولا حول ولا قوة الا بالله. وحتى عندما نشاهد مواطنون المان واتراك وبكثرة يشاركون الجالية العربية بأكبر
حشد جماهيري في برلين من اجل نصرة غزة واهلها المحاصرين .
مايحدث في غزة من جرائم في كل المقاييس هو هزيمة لجميع حكام العرب المتخاذلين دون استثناء ولا نستطيع الادعاء إننا انتصرنا ولكن صمودنا في المعارك هو الانتصار المعنوي لنا أما من يلبس ثوب الاعتدال والعقلانية المزعومة فهم الحكام وحدهم . ولا اعرف ماهو تعريف حدود الاعتدال والعقلانية التي تنادي بها بعض الدول العربية وشعب عربي في غزة تنتهك حياته وحرماته وتستباح دمائه ويقتل أطفاله وتدمر بيوته على رأسه. ولكننا بنفس الوقت لا نستطيع الادعاء إننا انتصرنا وغزة تترنح تحت قصف اسرائيلي همجي من البحر والجو والارض والامة تتفرج او تتحسر او تذرف دموع العاجزين . نحن امة في مازق كبير وخطير لكننا لانريد ان نعترف بذلك فنهرب الى الشعارات الفارغة او الى الطريق الاخر من طرق التوسل بسولانا والاتحاد الاوربي ومجلس الامن ليدين فقط العدوان على غزة ومع ذلك لم نحصل حتى على هذه الادانة الرخيصة .العدوان الاسرائيلي مستمر في هجومه وقد دخل يومه السابع والثامن وربما أكثر والاخبار تشير إلى استعداد إسرائيل في الدخول في حرب مكشوفة على الارض ولكن هل الجيش الاسرائيلي قادرا على الصمود والاستمرار في المعارك عندما يجد إمامه سدا منيعا من المجاهدين المؤمنين الذين يستعجلون الشهادة ويقدمون صمودا اعجازيا لامثيل له ، مع التفاف اهالي غزة الصامدة المحصور التفافا واضحا حول المقاومة بجميع فصائلها .
وهكذا تروح وتغدو الطائرات الاسرائيلية ، وهي تقصف المنازل البشر ، آمنة مطمئنة من كل أذى أو ضرر! لقد صدق رب العالمين إنهم لايحاربون إلا من وراء جدار بينما حكام العرب الجبناء المتخاذلين يقفون موقف المتفرج لا بل المنحاز للعدو، حتى صارت هوايتهم في حالة العدوان، هو التسابق بالشجب والاستنكار، سواء منهم من ساهم في حصار القطاع سِراً أم علناً، ، حتى حاكم مصر الذي شجب واستنكر بينما من قصره، عشية العدوان، تهددت “ليفني” وتوعدت، بالقاء الحمم على قطاع غزة المحاصرة ! فهم أول من حاصر القطاع ورفضوا فتح المعبر لهم عندما كان بهم رمق من حياة، ثم وافقوا أن يفتحوه بعد أن سالت الدماء على الجباه. ثم إنهم اليوم يدعون إلى لقاء لوزراء الخارجية أو الجامعة العربية ليصدروا بعدها بيان استنكار واحتجاج وتوسل إلى مجلس الأمن، يلتمسون من الدول التي أنشأت كيان يهود ودعمته في اغتصابه فلسطين بوقف العدوان الإسرائيلي … وهي عادةٌ اتبعوها في كل مرة من اجتماعاتهم المخيبة للآمال العربية { أَلاَ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ }. { قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ } .
أبناء قطاع غزة يواجهون قدرهم في التصدي لهذا العدوان لوحدهم، فقد اختارهم الله لهذه المهمة البطولية انه صمود أسطوري، يكشف الوجه الحقيقي لهذا العدو ، في حرب لا يمكن أن تكون متكافئة. إنها مأساة ليست بمباركة دول عربية فقط بل بطلب منها وهي لا تعبأ بالشارع العربي ولا با
لرأي العام العربي لأنها تعرف أننا سننسى كل هؤلاء القتلى والشهداء كما نسينا ما حدث في مخيم جنين ودير ياسين وبئر السبع ، وصبرا وشاتيلا ، تعتمد الأنظمة العربية واليهود على أن الشعب العربي متعلم على النسيان سرعان ما يمل وينسى .. ولكن يعلم اليهود قبل غيرهم أن مبارك وعبدالله وغيرهم ليسوا خالدين . والله ياملوك العرب ، يا حكم الخليج مهما كثرت أموالكم لتسألن عنها وعن أهل فلسطين يوم القيامة، والله عيب عليكم أن تروا أطفل تقتل وانتم لا تفعلوا شئ. أليس فيكم قلب يخشع أو عين تدمع لهؤلاء ، وأن القوة المالية التي يتمتع به الصهاينة عبارة عن الأموال العربية المودوعه في البنوك والشركات الصهيونية .
إذا أرادت الشعوب العربية أن تحرر أرض فلسطين فعليها أن تتحرر من حكامها وقتالهم هم أولا ومن ثم تكون الطريق ممهده للجهاد . وان هذه المجازر لابد من أن يبعث الله من ينتقم لها لأنه سبحانه يمهل ولا يهمل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين، لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من عاداهم ولا من خذلهم، قيل أين هم يا رسول الله، قال: في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس. إن هذا الصمت العربي المطبق على ما يجري قي غزة هو أسهام عربي في تشجيع إسرائيل للقضاء على سكان غزة، وبخاصة حماس، التي تؤرق الأنظمة العربية التي تريد التخلص منها، كفاكم ياعرب اجتماعات ولقاءات وشجب وتنديدات نريد قرار واحد يعيد لنا عزتنا وكرامتنا ويرحم أناس مستضعفين ليس لهم لأحول ولاقوه في ظل انتهاكات واغتيالات وتجويع لأهل غزة الأشقاء أيعقل أن تكون هذه أمة الإسلام؟ أيعقل أن نأكل ونشرب ونعيش آمنين مطمئنين وإخواننا في فلسطين تنتهك حرماتهم وتقطع أجسادهم بأسلحة إسرائيل الفتاكة وحكامنا كمن لا حياة لمن تنادي؟ إلى متى ستبقى الشعوب العربية محكومة ومكبلة بالحديد والنار؟ , كفانا ذلا ومهانة وكفاهم هم غطرسة وتجبر ، ولكن بإذن الله وكلنا ثقة بالله عزوجل بان الله سينصركم ياأهل غزة ولو بعد حين. قد تتكالب الدنياعلي غزة وقد تحاصر ويمنع عن أهلها الغذاء والدواء والكهرباء وقد تحارب المقاومة هناك إعلاميا وسياسيا وقد يستهزأ بها من رعاع الخلق أتباع كل ناعق ، لكنهم أهل غزة من يعلمونا معنى الحياة بعزة… ومعنى الثبات على المبادئ والوقوف بثبات في الشدائد.. سيبقون والله في قلوبنا ولن تغادر مخيلتنا صورهم ولا بالنا مواقفهم لأنهم الوحيدين في هذا العصر من يواجهوا أعتي قوة في العالم وهم محاصرون من البحر والجو وكل الحدود البرية…
إن أكثر مايؤلمنا و يحزننا أن الوقود الذي تتزود به الطائرات الإسرائيلية التي تقصف أهلنا في غزة هو الغاز المصري ، وأن الوقود الذي تتزود به الدبابات الإسرائيلية التي تقتل أهلنا في غزة هو البترول المصري ، وأن الذي يغلق حدود غزة مع مصر حقيقة هو حاكم مصر . من يسمع الخطب والتصريحات التي يطل علينا بها مبارك في الفترة الأخيرة يصاب بالهذيان .. كيف يقبل الشعب المصري إن يحكمه رئيسا متخاذلا بهذه الطريقة والسوء ؟ كيف يسوغ مبارك لنفسه أن يقول وبملء فمه أن إسرائيل يجب أن تراقب ما يدخل وما يخرج من غزة؟ هناك سؤال بسيط، أعرف انه لن يصل إلى مبارك: ما دمت تساوي نفسك بالإسرائيليين في معاملتك للفلسطينيين فلتفعل مثلهم: إسرائيل تدخل أحيانا مائة شاحنة في اليوم إلى غزة.. فلماذا لا تدخل سلطتك أكثر من عشرة شاحنات على أكثر تقدير.. بعد ذكر كل هذه الحقائق نرى مبارك وهو يصرح قائلا : لا يمكن إدخال أي مساعدات إلى قطاع غزة دون أن تمر على الرقابة “الإسرائيلية” لكونها هي سلطة الاحتلال المسيطرة ، على حد قوله ، على كل حال أن صمت حكام مصر على تصريحات ليفني يدعو للشفقة على هؤلاء التابعين والمتخاذلين على أمتهم .
وكما صرح رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة بأنه يرى ضرورة إبقاء بلاده بمنأى عن أية مواجهة من المواجهات الجارية في قطاع غزة. وأيضا يصف وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي القضية الفلسطينية بأنها معقدة وتحتاج إلى جهود متعددة الجوانب لحلها، كما اعتبر أنه “ليس هناك مشكلة تسمى المشكلة الإيرانية”. أما وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل فقال إن المجلس الوزاري لم يتخذ قراراً بشأن الدعوة المطروحة لعقد قمة عربية طارئة لمناقشة تطورات الوضع في قطاع غزة في ظل الغارات الإسرائيلية على القطاع . ونقلت عنه وكالة الأنباء السعودية قوله إنه لا جدوى من حضور ما أسماه “قمة بيانات عربية” لا تتوفر لها شروط النجاح والتأثير، مشيرا إلى أن اجتماع مسقط أحال الموضوع إلى اجتماع وزراء الخارجية العرب الطارئ المقرر بالقاهرة بعد غد الأربعاء لبحثه على المستوى العربي والنظر في إمكانية عقد قمة عربية يمكن لها أن تتخذ قرارات في هذا الشأن. واليوم توافق الجامعة العربية على دخول إسرائيل الاتحاد من اجل المتوسط والعلم الإسرائيلي شعار مبادرة السلام ، لذلك أقول للقادة كفاكم استهزاء بعقول وعواطف الشعوب ، أن هؤلاء الحكام العرب المتخاذلين الذين تأمروا على أطفال ونساء وشيوخ وأهالي غزة ، أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون” صدق الله العظيم .
ولاننسى أيضا دور بعض الصحفيين وأقلام عربية انتهازية وعميلة أخرى في ساحة الإعلام يشنون حملة على حماس والمقاومة ودعما للحكام الخونة ، بالله عليكم ما معنى هجوم صحفيين عرب وعلماء سلطة على المقاومة ومباركة التآمر الدولي والإقليمي بقيادة دول عربية تدعي نفسها بدول الاعتدال فهل يوجد اعتدال في مثل هذه الهجمة التآمرية على شعب فلسطين المنكوب ،وكيف تكون المقاومة بطاعة الأمريكان والصهاينة وبتقبيل الأيدي والخدود ؟ يغالطون الناس في العالم العربي والإسلامي بأن المقاومة الفلسطينية لا تراعي حق الشعب الفلسطيني في الحفاظ على أبنائه من القتل الإسرائيلي معتقدين أنهم بهذا السخف المعبر عن جبنهم يستطيعون ذر الرماد على العيون وهذه المقاومة الفلسطينية لاتختلف عن المقاومة العراقية اليتيمة التي تقتل الشعب العراقي باسم التحرير هذه هي الأكاذيب والمغالطات التي نسمعها من عملاء الاحتلال أعداء المقاومة بينما نراهم يسارعون باتهام عهد صدام بإرهاب الوحشي الذي لا مثيل له في العالم قاطبة وبارتكاب المجازر والمقابر الجماعية التي لاتوجد إلا في عقولهم المريض بينما نرى ألان ما تصنعوه بشعوبكم أكثر من ألف مرة مما حدث في زمن صدام
الأنظمة العربية تدعي ألان الحرص على المقاومة وعلى الشعب الفلسطيني وهي من تدعم الخيانات وأولهم مصر الرسمية فقبل فترة تم اعتقال عناصر من حماس وتم التحقيق معهم لكشف معلومات عن حماس وتنظيمها وكيف تجلب السلاح وعن الإنفاق وغيرها لمصلحة من أن لم تكن لمصلحة المحتل الأمريكي والصهيوني ومن ثم يتم الحديث عن قضية فلسطين وإنها لن تموت وهم مستعدون لبيعها بالكامل والمبادرة العربية هي أول الطريق . هنا نأتي إلى دور حكام العرب ودورهم الخياني في حق الأمة العربية والإسلامية والله هم اشد عدو من العدو الأساسي للعرب . لقد جاء العدوان الإسرائيلي على أهالي غزة بعد إن تأكد لليهود ولحاكم مصر أن سياسة الحصار انتهت لأن العالم أخذ يعلن موقف من الحصار والتجويع الذي يطال سكان قطاع غزة.وهذا بحد ذاته عجل في قيام الصهاينة ببدء العدوان في محاولة منهم لتركيع المقاومة الفلسطينية وإعلان ما يشبه الاستسلام الفلسطيني ومن ثم تركيع كل عربي ومسلم .
أما عن دور النظام الإيراني الطائفي فهو على مدى ثلاثون عاما يسير كل عام مظاهرات حاشدة باسم ( يوم القدس ) ثلاثون عاما وحناجر ملالي طهران تنبح بالشعارات الزائفة المنادية بمحو إسرائيل عن طريق بوابة العراق ، وتم إسقاط النظام الشرعي بالتعاون مع أمريكا وإسرائيل ، وأفتوا بشرعية احتلال العراق وأسموه تحريرا وحرموا مقاومة المحتلين و بعد كل ذلك مازالوا يهددون بتدمير إسرائيل! وتبين إن هذه الشعارات لم تكن سوى غطاءاً لمحاربة العراق على مدى ثمانية سنوات ثم مساعدة الغزاة الأمريكان على احتلال العراق والتباهي علناً بما فعلوا بأنهم حرروا الشعب العراقي من الظلم والاستبداد حسب منطق العملاء ، ولم يستنكر عليهم احد..؟ ولم يترك نظاما عربيا أو إسلامياُ إلا ونعته بالكفر أو الخيانة بدعوى أن هذه الأنظمة لم تنهض لتحرير فلسطين .
وعاشوراء مقبلة سوف نسمع ونشاهد الصياح والعياط والبكاء والنواح والضرب على الصدور أكثر من اللطم على شهداء غزة المسلمين . في ارض كربلاء مسلمون جالسون في مئاتم الحزن يذرفون دموع العجز في يوم عاشوراء وشفاههم تتمتم بكلمات مصطنعة يعلنون فيها حزنهم الشديد على الشهيد الحسين ، وهم يرددون العبارات التالية ( ياليتنا كنا معكم لنفوز فوزا عظيما ) . فغزة اليوم كربلاء فأين اللاطمون على الحسين؟ مثلما كان الشهيد الحسين وال بيته الكرام في امتحان الشدة والصبر فأن أهل غزة أيضا في مثل هذه الأيام في امتحان الصبر والاستقامة نسمع أصوات الله اكبر يصدر من حناجر المجاهدين الأبطال بدلا من أصوات النياح والبكاء و صياح الموت المتابع هذه الأيام لشوارع قم وطهران ومدن النجف وكربلاء ، وحتى لشوارع الضاحية الجنوبية في بيروت وغيرها من المناطق التي يسكنها اللطامون ..يجدها تعج بمواكب اللطم و النياح . وفي إيران أعلنت الحكومة إنها وضعت كاف
ة الإمكانيات من وسائل نقل ومستشفيات ومراكز شرطة و جيش وغيرها من المؤسسات الأخرى في خدمة مواكب اللطم طوال عشرة محرم.. وحتى البرلمان الإيراني أوقف إعماله وعطلت والجامعات والمدارس أوقفت التدريس لأعطي الفرصة للنواب والأساتذة والطلاب للمشاركة في مواكب اللطم . فحكومة الاحتلال في العراق تقول أنها أعدت أربعون ألف جندي وعنصر شرطة لحماية مواكب اللطم في النجف ومثلهم في مدينة كربلاء . يجندون أربعون ألفاً لحماية مواكب اللطم ولا يجندون عسكريا واحدا لمناصرة أهل غزة الذين يذبحون . أليست غزة اليوم كربلاء ؟ وأعجبا من قوم أصبح النفاق دينهمُ
يدعون بنصرتهم للمقاومة الفلسطينية وشاهدناهم لا يخرجون إلا المظاهرات واستعدادهم للذهاب إلى فلسطين للجهاد ونحن نقول لهم تساعدون حزب الله في جنوب لبنان بالمال والسلاح ولا تأمرونها بإطلاق صواريخها على إسرائيل أليس هذا هو الخوف والجبن بعينه ؟ يمتلك حزب الله ألاف الصواريخ من شتى الأنواع والإحجام والمديات ، زودته بها إيران وسوريا منذ سنين، وهو يتبجح بان قضية فلسطين تهمه مثلما تهمه قضية لبنان ، قبل اقل من عام واحد فقط قال أمين عام حزب الله ” أن اليد التي تمد على سلاح المقاومة سوف اقطعها حتى لو كانت يد أبي “ فهل نفذ وعده وقطع اليد التي تمتد اليوم على الفلسطينيين في غزة قتلا وتدميرا ؟ . فلماذا لا يهدد بقطعها ألان أذن بدلا من أسماعنا على خطاب تحريضي هزيل يطالب به شعب مصر بالتحرك من اجل مساندة أهل غزة ؟ أليس هذا هو النفاق والضحك على ذقون أتباعه وبعض الفلسطينيين المخدوعين بنصر الله . وكالعادة يضع حزب الله خطاب نصر الله التحريضي في إطار من ذهب ، ويسوقها على أنها نصر عزيز عجزت الأمة عنه حتى قدمه أبناء الحزب للشعب الفلسطيني . لا أشك أن إسرائيل أكثر سعادة من حزب الله بهذا الخطاب فهذا الخطاب كشف حقيقة حزب الله انه لايستطيع أن يقدم العون والمساعدة لأهل غزة المحاصرين . ما فعله حزب الله لا يقل في جرمه عن ما فعلته عصابات الهاجانا واشترن من تهجير وطرد للفلسطينيين في منتصف القرن الماضي كيف سيقف نصر الله في خطابه الأخير إلى جانب المقاومة الغزاوية بينما سبق وان ظهر “صبحي الطفيلي “ على قناة الجزيرة ليعلن أن الحزب إبرام صفقة مع اليهود بحضور وزير الخارجية الإيراني يتعهد فيها الحزب بمنع المجاهدين من دخول إسرائيل مقابل عدم مطاردة إسرائيل للحزب أو قياداته في الجنوب ألان جاء وقت الاختبار،ها هي غزة تباد وشعبها يقتل وحماس عاجزة عن فعل إي شيء، فماذا سوف يقدم حزب الله لفك الحصار عن غزة وتخفيف ضغط العمليات عنها ؟ وماذا ستقدم إيران لحماس لكي تقاوم اليهود؟ هل ستقدم لحماس معشار ما قدموه لحزب الله ؟ أم أن حماس السنية لا تعنيهم ؟ اليوم يختبر المطبلون للشيعة صدق الشيعة من كذبهم، اما نحن فنحن على يقين أن إبادة حماس بشرى يفرح بها الشيعة ، ولن يصدر منهم سوى التصريحات والمظاهرات وبعض اللافتات هنا وهناك
وماذا صنع باقي حكام العرب؟ لان حكام العرب ليسوا عملاء بل شركاء في هذا العمل الإجرامي اللا خلاقي ، وبالطبع كانت هناك دائما أياد خفية بجانب الأيدي الإسرائيلية تسعي لمزيد من الفرقة لتحقيق مصالحها علي حساب الفلسطينيين وللأسف فإن بعضها أياد عربية! فمثل على ذالك الرئيس عباس عندما يقول بأن “المتطرفين” يتحملون الجانب الأكبر من المسؤولية عن تراجع الاحترام الذي يتمتع به الإسلام في العالم في الوقت الحالي وأن “الإرهابيين” لا يمتون بصلة للإسلام في الواقع. نقول له ونذكره ماذا عن الذي يجلس مع قاتل أبناء الشعب العربي الفلسطيني ويشرب معه نخب الصداقة والمحبة ماذا نسميه ؟ ومن جهة ثانية أيضا عقد محمد دحلان القائد السابق لأجهزة الأمن الوقائي في غزة ومستشار الرئيس الفلسطيني محمود عباس اجتماعاً أمنياً رفيع المستوى حصل قبل عدة أسابيع من العدوان العسكري الصهيوني الجاري على قطاع غزة، بمشاركة وفد من قادة الأجهزة الأمنية الفلسطينية السابقين والتابعين لفتح ، مع الفريق المخصص بتنفيذ خطة دايتون في الاستخبارات الصهيونية، وبحثوا آفاق ضرب غزة والرهانات المتوقعة منه. أو حين يهتم محمد سيد طنطاوي بمصافحة شمعون بيريز ،ولا ندري بعد أن تطوع مع غيره لتبرير الغزو والعدوان والاحتلال الأمريكي للعراق أن يكون قد سمع ما قاله أيهود أولمرت رئيس وزراء إسرائيل في واشنطن حين قال في جلسة وداعه للرئيس جورج بوش ومن البيت الأبيض وعلى الملأ: أنه يشكر الإدارة الأمريكية والرئيس جورج بوش على غزو واحتلال العراق وإسقاط النظام العراقي الذي كان يشكل خطرا كبيرا على إسرائيل .
وأقول لله دركم يا رجال وشباب غزة على صبرك
م وقوة بأسكم ونضالكم ، نعم الرجال أنتم ، ما ذللتم وما بدلتم فهنيئا لأمتنا العربية والإسلامية بكم . أين أنتي يا سعودية ملك وحكومة وشعبا وأسرة بلغت في ثرائها مبلغا على غير وجه حق هل تتنعمون بعيشكم الرغيد وتناسيتم أهل غزة والعراق وغيرهم من الدول المحتلة أين صفقات السلاح والطائرات أين جيشكم الذي لم نسمع يوما أنه شارك في حرب نصر فيها أمته ودينه ؟ حكامنا يسومونا سوء العذاب ليل نهار ثم نقول أطال الله في عمرهم كما أدعو أن نصلى صلاة الجنازة هذا اليوم على هؤلاء الحكام بائعي الذمم والأوطان حامي حمى الصهاينة والأمريكان الذين لا يستحقون أن نصلي عليهم بل أن نرميهم بالأحذية كما رما منتظر العراقي حذائه بوجه عمهم وسيدهم بوش اللعين .
ونقول لليهود ومن اتبعهم فغزة هي غضب الله ولعنة التاريخ عليكم بأذن الله تعالى ، إن إسرائيل الظالمة والمعتدية، تقصف أحلام الأطفال، وحتى تغتال أحلامهم وأعمارهم. إنها وحشية ما بعدها وحشية وان مشهد الضحايا يتساقطون بالعشرات في شوارع غزة، ، أين الضمير الإنساني لمنظمة الأمم المتحدة ولمجلس الأمن هل ماتت الضمائر في أدمغة الغربيين . أما منظمات حقوق الإنسان فقد اتضح إن كلمة الإنسان في قاموسها يختلف عن الواقع ، فهي تسكت وتغض الطرف عن من يظلم ويبطش ويقتل ويعيث في الأرض الفساد . وأما الأخر المغلوب على أمره فله الصبر وتجرع الظلم وعيش القهر .
أقول لكل الجبناء ، أقول لكم عوض أن تتأمرون على المجاهدين إقرؤا كتب التاريخ لتعرفوا لمن تكون كلمة النهاية . ستعرفون بلا ريب أن ليس كل العرب ينزعون ثيابهم أمام جلاديهم ، وكفى أسألوا الفرنسيين والبريطانيين والايطاليين لما فروا من الدول التي احتلوها جارين أذيال الخيبة بعدما تفننوا في إظهار قوتهم أمام ألأطفال و النساء ؟؟، اما الشرفاء فأقول لهم لا تستغربوا نذالة الجبناء لن تجد لهم اثر حين تكون المعركة رجل لرجل وليس أمام اليهود الجبناء . والمنطقة العربية تغلي، والصحوة امتدت إلى كل الشعوب العربية والإسلامية، فقد وحد صمود غزة كل العرب والمسلمين، ولم يشذ عن هذه القاعدة إلا بعض المنخرطين في المشروعين الأمريكي والإسرائيلي، بشكل مباشر أو غير مباشر، تحت مسميات الواقعية والعقلانية. الجماهير العربية نسيت معاناتها اليومية الصعبة في ظل أن
ظمة فاسدة حرمتها من ابسط حقوقها الإنسانية في العيش الكريم، ونزلت إلى الشوارع معبرة عن غضبها واستعدادها للتضحية بلقمة خبز أطفالها لنصرة المحاصرين في قطاع غزة.
والى أصحاب القلم دعونا نحاول أن نكون نحن القلم الذي يحفر علي جدران التاريخ بدماء شهدائنا ونسطر طريق بخطوط منيرة لعلهم يرونا ويروا عظمتنا ويدركوا أن أصلهم هو حضارتنا التي اختلسوها فلتكن رايتنا امة عربية واحدة وعوده لإلغاء الحدود المصطنعة من قبل الاستعمار .
والى أهل غزة الصامدين المرابطين، لا تقلقوا لا تقلقوا .. إن الله لا يخلف وعده ، ومعجزاته تتجلى دائماً كما هي في سائر المراحل النظيرة في تاريخنا الإسلامي بنصرة المؤمنين على قلة مال وعتاد ولكن على تمام إيمان ويقين بوعد الله ! انهضوا أيها العرب والمسلمون فالله لا يخلف وعده الذين آمنوا واتقوا وعملوا .. قال تعالى ( وكان حقاً علينا نصر المؤمنين ) علينا بنصرة إخواننا الفلسطينيين والاستشهاد في سبيل أرضنا المغتصبة ، والإسراع في الجهاد وطلب الشهادة والفوز بجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين { قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ }. هكذا يكون نصر أهل غزة، وهكذا يكون الرد على مجزرة غزة، وهكذا يكون فك الحصار عنهم، وهكذا يشفي الله صدور قومٍ مؤمنين. ( إِنَّ فِي هَذَا لَبَلاَغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ )(وإذا سألك عبادي عني فإني قريب . أجيب دعوة الداعي إذا دعان. فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون” كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعوا في جبهات القتال ولا يخفى دعاؤه يوم بدر وإلحاحه على ربه وهو يبكي وقد سقط عنه رداؤه . انتصر المسلمون في بدر ولم يكن في جيشهم إلا فرسان أو ثلاثة. ونازل ألفين من المسلمين في مؤتة مائتي ألف من الفرس. نازل اليهود الفلسطينيين بالشيوعية أولا ثم بالعلمانية ثانيا وهذه أول منازلة لليهود مع الفلسطينيين بالإسلام. يبدوا أن أشباح خيبر وبني قريضة وبني قينقاع بدأت تلوح في الأفق. لان ما يفعله اليهود جرائم رهيبة بحق الإنسانية إنهم يشحنون البشرية ضدهم وحين يأتي يومهم من سيكون لهم شفيع والله ما نرضى يومها إلا بحكم سعد بن معاذ : حكم الله من فوق سبع سموات. وفقنا الله في أن يمطر علينا من الافكار وينير لنا طريقنا بمصابيح علوم علمائنا الذين تناسينهم والله الموفق .
اللهم احفظ وانصر أهلنا في غزة والعراق وفي كل مكان أمين يا رب العالمين