سعيد الشيخ
لم يكن قد مضى اكثر من ساعة على تحرك الآلة العسكرية الاسرائيلية في هجومها البري على قطاع غزة، حتى سارع الاتحاد الاوروبي عبر رئاسته الدورية الممثلة بدولة التشيك (شيكوسلوفاكيا سابقا) الى اصدار بيان في غاية الرداءة يعلن فيه ان الهجوم الاسرائيلي هو “دفاعي وليس هجومي” . وكانت في تلك اللحظة تصل سيارة اسعاف الى مستشفى الشفاء في مدينة غزة، وهي تحمل جثة اول ضحية للهجوم وكانت تعود لطفل فلسطيني لم يتجاوز التاسعة.
حقيقة الامر ان هذا البيان يشكل صدمة من موقف الاتحاد الاوروبي ازاء ما يحدث في قطاع غزة من هجوم اسرائيلي وحشي يستهدف كامل البنية المدنية لسكان تلك المنطقة المكتظة البالغ تعدادهم حوالي مليون ونصف انسان يعيشون فوق الخراب والدمار الذي خلفته ضربات طائرات ف16 المتقدمة في تقنيات التدمير، ناهيك عن شهور الحصار الطويلة . وقد ذكرت احدى التقارير ان 30% من ضحايا الهجمات الاسرائيلية التي دخلت اسبوعها الثاني هم من الاطفال والنساء، وهذه الاعداد مرشحة بالازدياد.
مبعث الصدمة يكمن في تناغم هذا البيان مع المواقف الامريكية المعلنة في التأييد الاعمى لدولة اسرائيل التي ترتكب جرائم الحرب وتتحدى الشرائع والقوانين الدولية عبر احتلالها الوطن الفلسطيني وممارساتها العنصرية ضد سكان البلاد الاصليين عدا عن التنكيل والارهاب اليومي.
كان لاوروبا ان تتميز كما في مناسبات سابقة في موقف متوازن بشأن الصراع العربي – الاسرائيلي وتسارع احدى دول الاتحاد بتهذيب البيان الرئاسي الذى بدا وكأنه ينصر القاتل على الضحية . ولأن هذا لم يحدث فأن اورويا تعود الى الوراء في دعمها للاحتلال والعدوان.
اكتب هذا وصدى اصوات اليسار السويدي ما زال يطن في اذني وهو يطالب في مسيرة التضامن يوم السبت 3- يناير مع الشعب الفلسطيني بمدينة هلسنبورغ بأغلاق السفارة وطرد السفير الاسرائيلي من السويد… واعلم ان في اوروبا اصوات متقدمة في دعم نضال الشعب الفلسطيني في التحرر والاستقلال، حتى انها متقدمة على كثير من المواقف العربية التي تأتي بالخزي والعار.
عار على اوروبا هذا البيان الذي يدافع ويداري عن قتلة الاطفال.. وعار على التشيك التي خلعت ثوب الشيوعية في اواخر القرن الماضي لترتدي على ما يبدو ثوب الفاشية ولتدخل في بازار النفاق الدولي .
كاتب وشاعر فلسطيني