قال تحليل لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن الاجتياح الإسرائيلي البري لقطاع غزة يُعد بمثابة سلاح ذي حدين بالنسبة لإسرائيل وحركة حماس، حيث يعطي التفوق العسكري الإسرائيلي للاحتلال القدرة على إيقاع قدر كبير من الخسائر في صفوف الفلسطينيين، فيما تتمتع حركة حماس بمعرفة أكبر بالقطاع تهدد بتكرار تجربة إسرائيل الكارثية في عدوانها على لبنان في 2006.
وقالت تحليل الصحيفة إن الجيش الإسرائيلي، بعد أسبوع من القصف الجوي لقطاع غزة، غير إستراتيجيته السبت 3 يناير من خلال البدء في غزو بري للقطاع.
واعتبرت نيويورك تايمز أن القوات الإسرائيلية بهذا الإجراء “تواجه خطر تكرار تجربتها الكارثية في حرب لبنان في 2006 عندما عانت من خسائر مرتفعة في مواجهة برية مع حزب الله، وربما تواجه فشلا سياسيا في الانتخابات التي تأتي قبل شهرين”.
وفيما يتعلق بالفلسطينيين قالت التايمز إن الاعتداءات الإسرائيلية تسببت في خسائر فادحة تمثلت في قتل وتدمير كبيرين، إضافة إلى محو مباني الأمن والشرطة والمنازل والمساجد وإحدى الجامعات في قطاع غزة.
وقالت الصحيفة إن كثيرا من المحللين يعتقدون أن الغزو البري يمكن أن يعطي حماس ميزة على القوات الإسرائيلية، وهي أنها تتمتع بمعرفة أكبر بتضاريس غزة.
لكن الصحيفة قالت أيضا إن إسرائيل استطاعت تحديث قدراتها الجوية خلال السنوات الأخيرة، وهو ما يمكن أن يمنحها القدرة على إحداث تغيير في معدل الخسائر لدى الفلسطينيين.
ورغم قوة سلاح الجو الإسرائيلي في مواجهة الفلسطينيين العزل فقد نقلت التايمز عن يوف أميت، مدير مدرسة في مدينة بئر السبع التي طالتها صواريخ حركة حماس لأول مرة: “لا يمكننا الاعتماد فقط على الضربات الجوية، وليس أمامنا خيار سوى إرسال قوات برية إلى غزة”.
لكن أميت عبر عن قلقه بشأن مصير الجنود الإسرائيليين مشيرا إلى أن القوات البرية “لم تنجح في لبنان.. ونفس الشيء يمكن أن يحدث في غزة”.
وقالت الصحيفة إن العدوان الإسرائيلي الجاري على غزة ينذر بتكرار سيناريو حرب إسرائيل على لبنان في صيف 2006.
وقالت التايمز: “لقد كان هدف الجيش الإسرائيلي هو إنهاء إطلاق صواريخ حزب الله على شمال لبنان وإعادة جنديين كان قد تم اعتقالهما في غارة عبر الحدود، ولكن بعد أسبوعين من الضربات الجوية، تواصل إطلاق الصواريخ، حيث أطلق حزب الله آلاف صواريخ الكاتيوشا خلال الحرب”.
وأضافت الصحيفة أن إسرائيل بدأت غزوا بريا كبيرا في الأيام الأخيرة من الصراع، لكن الحملة الإسرائيلية تنتج عنها مقتل حوالي 120 جندي إسرائيلي إضافة إلى 43 مدني إسرائيلي وأكثر من 1100 لبناني، وهو ما اعتبره كثيرون في العالم الإسلامي انتصارا لحزب الله.
ونقلت التايمز عن الكاتب الإسرائيلي جيرشوم جورينبرج، المتخصص في القضايا الإسرائيلية والفلسطينية: “إن المأزق هو نفسه كما كان في لبنان، فيما عدا أنه أسوأ بكثير في غزة؛ فأنت تتعامل مع طرف راديكالي لا يمثل دولة”.
وأضاف جورينبرج أن “ما يجعل الأمور أسوأ في غزة أنه لا توجد قوة دولية تريد أن تأتي وتسيطر على الوضع”.