شهدت محلات بيع الأشرطة والأقراص المدمجة في الأردن خلال الأيام القليلة الماضية طلبا متزايدا على الأغاني الوطنية والثورية، وعلى الكوفيات التي تحمل ألوان العلمين الأردني والفلسطيني بألوانها المختلفة. ودفع الطلب على الكوفيات إلى ارتفاع أسعارها وفقدانها من بعض المتاجر، لاسيما في العاصمة عمان، وذلك مع تزايد ردة الفعل الشعبية الغاضبة في الأردن على ما يجري في غزة.
وقال الشاب احمد علي “18 عاما” “ذهبت لشراء كوفية لأضعها على رأسي خلال المسيرات ولكن فوجئت باختفاء هذه الكوفيات من الأسواق لاسيما تلك التي تحمل العلم الفلسطيني”.
وأضاف أن أصحاب عدد من المتاجر التي تبيع هذه الكوفيات اخبروه بـ”اختفائها منذ اليوم الثالث للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة”.
وأشار صاحب محل لبيع الكوفيات يدعى حسام الشويكي أن الطلب على الكوفيات المحاكة بألوان العلمين الأردني والفلسطيني ارتفع بشكل منقطع النظير منذ بداية العدوان على غزة، لكنه فوجىء بنفاذها لدى تاجر الجملة حينما رغب بشراء كمية إضافية.
وأشار إلى أن ارتفاع أسعار الكوفيات أمر طبيعي في ضوء الإقبال غير المسبوق على شرائها، وأن الأردنيين من مختلف الأعمار يقبلون على شراء هذه الكوفيات .
ويسعى بعض الأردنيين لشراء الكوفيات ليس فقط من أجل المشاركة في المسيرات التي تشهدها مختلف المدن الأردنية بل من اجل التنفيس عن حالة الاحتقان والغضب في الصدور. وقال محمد الصفدي إنه لم يفكر سابقا في شراء كوفية لكنه يشتريها للتنفيس عن حالة الاحتقان التي يعيشها مثل غيره من المواطنين، بينما تحدث شاب في العشرين من عمره عن شعوره بالزهو وهو يلبس الكوفية السوداء.
وفي وسط عمان يمكن للمارة الاستماع بوضوح للاغاني الثورية وهي تنطلق من مختلف المتاجر في المنطقة التي تنتشر بها محلات بيع الأشرطة والأقراص المدمجة وترتفع أصوات المغنين والمغنيات من هذه المحلات تصدح بالأغاني الوطنية والثورية.
وأشار صاحب محل بيع الأشرطة، محمود عبد الله أن أصحاب هذه المحال يلجأون لرفع أصوات الأغاني للترويج لها. وقال صاحب محل آخر يدعى محمد فوزي أن الطلب على الأغاني الوطنية والثورية كان قليلا في السابق، ففي اليوم الواحد يكاد لا يبيع أكثر من شريط للمطربين الوطنيين والثوريين، لكن منذ بدء العدوان على غزة ارتفع الطلب إلى العشرات .
ولعل أشهر الأغاني التي يمكن الاستماع إليها في وسط عمان أغنية المطربة اللبنانية جوليا بطرس “وين الملايين” وقد ردد الآلاف خلال المسيرات التي شهدتها مختلف المدن الأردنية هذه الأغنية.
وقال أصحاب محلات للأشرطة إن هناك طلبا كبيرا على أغاني مارسيل خليفة وسميح شقير واحمد قعبور وفرقة العاشقين الفلسطينية. وكذلك أشعار الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش. ويشهد الأردن موجة غضب عارمة مع بدء الهجوم الإسرائيلي على غزة وتمثل ذلك في عشرات المسيرات التي تشهدها المدن الأردنية وبشكل يومي منذ السابع والعشرين من الشهر الماضي.