رانية مرجية
اليوم نحن أقوى نحن أوعى، ولن يستطيعوا تضليلنا كما ضللوا أهلنا وشعبنا بال 48 !
هذا الإحساس غمرني وأنا أسير في المظاهرة القطرية التي جرت في مدينة سخنين الأبية بالأمس، عشرات الآلاف مشوا أمامي وعشرات الآلاف مشوا خلفي، من كل المدن والقرى في الداخل، هبوا وهبّت جماهير شعبنا ليصرخوا بصوت واحد:
كلنا للوطن! كلنا غزة! ولن نغفر للخونة ممن يتاجرون بقضايا ومصير شعبنا!
مائة وعشرين ألف متظاهر أو أكثر رفعوا العلم الفلسطيني والعلم الأسود، برز في وسطهم وبشدة عنصر الشباب، صناع الغد المؤمن بقضية شعبه العادلة، والذين حتما سيجلبون التحرير والنصر لنا، نعم النصر آتٍ، ما دام يولد فينا كل يوم جورج حبش جديد، وياسر عرفات جديد، وتوفيق زياد جديد!
شبابنا اليوم مثقف واعٍ ووطني، لا يخاف أساليب الترهيب والتعذيب والتنكيل، والملاحقات الاستفزازية من قبل أجهزة المخابرات، لردع الشباب ومنعهم من الاشتراك بالمظاهرات، شباب لا يخاف السجن أو حتى الاستشهاد، لأنه صاحب حق، والحق يعلو رغم أنف المغتصب والسفاح والمعتدي!
لم أستغرب من مشاركة الكثيرين من الرفاق والرفيقات، من أبناء البلد، والجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، والحركة العربية للتغيير، والحركة الإسلامية بشقيها الشمالي والجنوبي، والتجمع الديمقراطي الوطني، مما اعتقلوا وهُددوا وضُربوا بصورة عنيفة قبل أيام قليلة، لاشتراكهم بعدد من المظاهرات التي تندد بالدولة الصهيونية!
لقد قدِم هؤلاء الشباب كما قالوا لي، لأن هذا أقل ما يمكن فعله بالمرحلة هذه، وقد تباهَوْا أمامي وقالوا:
عناصر المخابرات يخافون منا ولسنا نحن الذين نخاف منهم، فصاحب الحق دائما هو الأقوى، وليستمر الجيش العربي في قيلولته، لأننا نحن من سندافع عن أرضنا ووجودنا، ولن يتكرر هنا ثانية ما كان عام1948