خضر عواركة
هل ستهزم غزة؟
من إتخذ قرار الموت في سبيل حريته لن يهزم لأن الحرب سجال ولإن فقد أهل غزة السلاح فسيقاتلون بالزيت المغلي فما دفعوه من أثمان باهظة تجعل من أي خوف أو هزيمة نفسية أمام العدو أمرا مستحيلا،(والهزيمة النفسية هي فقط الهزيمة الحقيقة في المعركة الدائرة حاليا بين المقاومة في غزة وإسرائيل) .
المقاومون في غزة يتعرضون لهجمة برية هدفها تقطيع القطاع إلى أجزاء منفصلة عن بعضها فتتخلص إسرائيل بظنها من تهديد الصواريخ بهذه الطريقة عبر الإستيلاء أيضا على الاراضي المكشوفة التي تحيط بالمراكز السكنية المكتظة .
ولكن العدو لن يدخل إلى عمق المناطق السكنية حتى لا يدفع ثمنا باهظا من جنوده ومن سمعته بسبب المجازر التي ستحصل خلال معارك حربية وسط مليون ونصف المليون مدني .
إسرائيل تظن بأنه لن يكون تزويد القطاع بالأسلحة والذخيرة من جديد أمرا سهلا إذا إحتلت المناطق المكشوفة خصوصا حول معبر رفح .
غزة لن تهزم وستقاتل كما تستحق فلسطين أن يقاتل من أجلها ستقاتل لأنها أهلها فهموا منذ سنوات الإنتفاضة الأولى أن عليهم يقع عبء تحرير فلسطين من الخوف وعليهم يقع عبء تحرير ثلاثمائة مليون عربي نائم من النوم ومن أمراض مزمنة إسمها آل سعود وحسني مبارك وآل عبد الإنكليزي في الأردن .
لا تريد غزة من مبارك وعبد الإنكليزي أن يقاتلا، فقط فليتوقفا عن القتال إلى جانب إسرائيل عبر إستخباراتهما وليبذلا جهدا بسيطا هو التوقف عن ملاحقة من يسعى لتزويد المقاومة بالسلاح وليعلنا فورا بأن اراضيهما مفتوحة لإقامة آمنة لقيادة المقاومة الفلسطينية كما هو لبنان وسوريا وقطر السودان واليمن آمنة لهم بقرارت رسمية.
غزة ستنتصر لأنها ستقاتل بشراسة وسيتعلم أولادها الصغار أن من قتل إخوتهم يمكن الإنتقام منه ببنادق الصيد وليس فقط بالعبوات .
غزة لا تخاف ورجالها يصرخون أهلا بالغزوالبري فقد جاء وقت الإنتقام .
ما الذي علينا فعله لمساعدة غزة على الإنتصار؟
الآن على كل محب وداعم للمقاومة ممن يملكون القدرة على التحرك في أي مجال كان، عليهم التحرك بشكل مدروس وهادف.
الإعلاميين والكتاب والمدونيين، هؤلاء رأس حربة الدفاع عن المقاومة وعن الأمة . وعلى الإعلاميين الوطنيين التفرغ لفعل كل مايلزم لحماية المقاتلين عبر فضح سموم الحرب النفسية التي تشن على الرأي العام العربي .
هدف أرباب الحرب النفسية علينا إسقاطنا نفسيا فنفقد الأمل ونتوقف عن القيام بأي شيء لدعم المقاومة بحجة أنها مهزومة بأي حال ، فتسقط المقاومة لأنها تستند علينا في مواضيع عدة منها تأمين الدعم اللوجستي والمعنوي والمادي والسياسي، ومن يفقد الدافع النفسي يتوقف عن تقديم الدعم.
معركة الوعي :
أمامكم معركة يا من تقاتلون العدو إعلاميا ، أيها الذين لا تملكون المال للتبرع ولا السلاح لتقاتلوا ولا السلطة لتحركوا الجيوش والمقاتلين ، أمامكم معركة تثبيت قواعد نفسية في وجدان الجمهور لمقاومة الإنهزامية أمام الأنظمة التي تمنع الجماهير من التظاهر والتي تمنع الأمة من بعث سيول الدعم المادي التسلحي للمقاتلين دفاعا عنها في غزة .
علينا تبيان صحة إتخاذ موقف الثبات على دعم المقاومة كهدف للتمتع بحقيقتنا الإنسانية، فالمواطن العربي مقهور ومحبط ويحتاج لا بل هو يبحث عن سبب للأمل بمستقبل ليس فيه يـأس وبطالة وسجون وقمع وفقر وسكن في المقابر .
الإنتصار على إسرائيل في غزة يعني هزيمة للأنظمة التي عممت تلك الآفات الإجتماعية والإنتصار في غزة مقدمة لفرض إرادة الشعوب في الحصول على الحرية والرفاهية فالقادر على ضرب أسياد الظالمين من الحكام العرب في دولة الصهاينة قادر ايضا على تحطيم قيود العبودية التي تجعل من جمال مبارك مليارديرا و شريكا على النصف لمعظم رأسماليي مصر مقابل فقر يرزح تحته أغلب الشعب المصري.
الحديث عن الوطنية والكرامة يساهم في الدخول بسلاسة إلى قلوب عامة الجماهير ولكنها ليست كافية، فالعامل الديني حتى كفرع من شخصية الإنتماء الوطني والقومي للإنسان العربي في المرحلة الحالية هو أمر مهم جدا لأن إخوتنا في كل العالم العربي يسكن في وجدانهم الدين بصفته السبب الأول والأخيرلإتخاذ قرار يمكن أن يترتب عليه إحتمالات تتعلق بالسجن و بالموت. وبالتالي لا يجب على من يدعم المقاومة أن يستهزيء من الدين ولو كان له رأي سلبي فيه فليؤخره لوقت آخر لا تكون فيه القبور مفتوحة بالمئات في أرضنا العربية.
والحديث في الدين والواجب الديني يمكن من خلاله تحريض الجنود وعناصر الأمن في أنظمة العرب المقاتلة مع إسرئيل . هؤلاء منهم من يطلق الرصاص على الجماهير لأنه مجبر ولكن فيهم الكثيرين من مغسولي الدماغ لجهلهم وقلة تعليمهم خصوصا جماعة الأمن المركزي في مصر وحرس البادية الاردنيين وعناصر الحرس الوطني السعودي وكلا الطرفين يمكن تفتيت تعصبهم لأوامر النظام بتحريضهم دينيا على أساس أن أهل فلسطين أحق دينيا بالنصرة من ضباطهم لعلنا ننجح في وقف تصديهم لداعمي غزة من المتظاهرين.
في مسح أثار الجراثيم النفسية التي يقصفوننا لها:
إسرائيل الخائفة حتى الرعب من فشل في غزة يمنعها من الزهو بأي إنجاز مهما كان صغيرا ستعلن عن النصر فور حصولها على فرصة إلتقاط ص
ور حية لجنودها داخل القطاع ، وسيكون بجانبها لحظة إعلانها النصر سيل جارف من مقالات وتقارير الصهاينة العرب التابعين لها بتمول سعودي وضغط مخابراتي مصري ودفع اميركي وهؤلاء الكتاب والإعلاميين هم رأس حربة إسرائيل لإعادة تثبيت هيبتها وقوة ردعها في نفوس أعدائها وأصدقائها المقربين من العرب وعلى رأس رأس الحربة الصهيونية الإعلامية يقف إعلام السعودية وأتباعها من آل الحريري آل الإبراهيم وآل سويروس في مصر وجاسم بودي و أحمد الجارالله وعلي الخليفة الصباح ومحمد الرميحي في الكويت وصحف الرأي العام والسياسة والوطن الكويتية وكتاب مثل زياد ماجد وديانا مقلد وخيرالله خيرالله من لبنان والصهيوني حسين عبد الحسين والصهيوني اللبناني قبلان فارس والإسرائيلي الصهيوني وليد فارس والموتور هشام ملحم والشمطاء راغدة درغام والجاسوسة هدى الحسيني من واشنطن وفؤاد الهاشم وطارق الحميد وعبد الرحمن الراشد صالح القلاب وهؤلاء بعض من كثير صهيوني في إعلام ناطق بالعربية يضعون أنفسهم في موضع الدبابة الإسرائيلية ولكن بسلاح قذائفه نفسيه تضرب إنطلاقا من الإعلام.
وبهذه المناسبة أدعو الزملاء الكتاب والمواطنين الشرفاء القادرين على كتابة النصوص أو التعليق على المقالات أو قادرين على التحدث عبر الإعلام او قادرين على التظاهر أدعوهم لنشر لوائح سوداء وبرفع صور العملاء الإعلاميين في المواقع الوطنية وفي المظاهرات على إمتداد الشارع العربي مع وضع أسمائهم بشكل واضح ودمغ صورهم بنجمة داوود حتى يفقد كل عميل لإسرائيل يقاتل معها القدرة على التأثير النفسي على الرأي العام العربي فضلا عن وجوب الرد عليهم نقطة نقطة وعدم ترك الساحة الإعلامية لهم.
علينا أن نفضح أساليب الحرب النفسية الإسرائيلية السعودية الأردنية المباركية(أبواق حسني مبارك الرسمية )الحريرية (أبواق سعد الحريري) على جماهير عربية واسعة تناصر المقاومين في غزة. وكل مقال مأجور يجب أن يقابله مقالات تفضحه لأننا أكثرية وهم أقلية ومن لا ينشر له أحد فلينشيء مدونة وليعممها عبر البريد الألكتروني لعشرة اشخاص وأنا اضمن له مليون قاريء لما يكتبه خلال سنة وهو أمر ليس بالخارق لكي لا نتوقعه بل هي طبيعة المدمنين الجدد على الأنترنيت.
وعلى المتنورين في مناطق الجهل والتخلف التقني العربية أن يساهموا بحديثهم الشخصي مع المواطنين من معارف وأقارب لأن ما تنقله الشفاه ويافق هوى وأخلام الناس أسرع إنتشارا من سرعة إشاعات الخونة بالدليل والخبرة.
يتبع غدا