ميسلون هادي
من يتابع أخبار غزة القادمة من الاعلام الغربي في الكثير من الفضائيات والمواقع الاخبارية ,والامريكية منها على وجه التحديد, ينفض يديه من أي حياد مفترض لهذه القنوات الاعلامية في تعاطيها مع العدوان الوحشي الذي تشنه اسرائيل على قطاع غزة والمتواصل منذ عدة أيام ,فهذه المواقع والفضائيات مثلا لاتنشر أو تعرض الصور المؤلمة والمجازر الوحشية التي نراها على الفضائيات العربية ومن تلك الجرائم ما تعرض له المدنيون من قتل واغتيال جماعي في القطاع , حيث الجثث ممددة في كل مكان ومن بينها جثث الشقيقات الخمس اللواتي قضين وهن في عمر الزهور, في قصف لأحد المساجد فجر يوم الاثنين, وكن قد اوين مبكرا الى الفراش بسبب الظلام الذي يمليه انقطاع الكهرباء. كما ان الصور التي تنشرها مواقعهم باللغة الانكليزية مختلفة وأقل اثارة لمشاعر الالم والغضب من تلك التي ينشرونها على مواقعهم العربية وكذلك هو الحال مع الاستفتاءات الموجهة للجمهور الامريكي, فقد تأتي بنتائج لاتسر هذه القلوب المفجوعة بابنائها , كما في استفتاء السي ان ان حول هذه العمليات العسكرية والذي تفوق فيه عدد المؤيدين لتلك العملية على عدد الرافضين, مبررين ذلك التأييد بحق اسرائيل بالدفاع عن نفسها ضد صواريخ حماس , أما الناطق باسم البيت الابيض فانه يتحدث ببرودة أعصاب يحسدعليها وهو يشير الى أخبار غزة, واحيانا تشعر بلهجته المنحازة وغير الحيادية حتى وهو يتحدث عما تحمله الايام القادمة من دمار اكبر وعمليات عسكرية اوسع ,ناهيك عن دس السم بالعسل عندما يتعلق الامر بتبرير واضفاء الشرعية على ماتقوم به اسرائيل.
انهم يتعاملون بانانية ولامبالاة مع قضايانا وأغلب قضايا العالم, وقد اعتادوا هذه الانانية الى درجة لايرون كم هي منحازة ولامبالية ولا انسانية , الم يقل رئيسهم بتلك الروح الانانية انه نجح بابعاد الخطر عن اراضي بلاده أما بأي أرض رماه , فهذا أمر هو اخر ما يفكر فيه .
وحتى اذا ما ارتفعت أصوات المثقفين لرفع الظلم عن الشعب الفلسطيني فان أصواتهم تضيع قبل ان تصل الى مراكز القرار ,تماما كما ضاعت أصوات الملايين التي عارضت حرب العراق حيث لم يعد لصوت التظاهرات من مكان في رسم السياسات في البيت الابيض كما هي ليست كذلك لدى الحكام العرب فليس بينهم من يلتفت الى هذه المظاهرات أو يهتم بها وقد اعتادوها أوربما فرحوا بها للترفيه ,كما المسرحيات , عن مشاعر الادانة و الغضب .
ان ماجرى ويجري في بغداد او غزة أو بيروت رغم اختلاف الاسماء والمسميات ,يتشابه الى حد التطابق ,من حيث التداعيات المأساوية المتواصلة و دورانها بين نظرية المؤامرة التي تقول ان ثمة نية خارجية مبيتة للتقسيم والتدمير ونظرية المحاصصة التي تقول ان ثمة استعداد داخلي لهذا التقسيم والتدمير, وبين هذا وذاك هناك العقلاء والشرفاء الذين يحاولون انقاذ ما يمكن انقاذه وهم المعقوده عليهم امال الامة ولو باشعال شمعة في الظلام.