سعد الله جبري
يا بشار الأسد، يا رئيس الجمهورية العربية السورية
لقد تناقلت الأخبار أخبارا متناقضة عن موقفك القومي بشأن الجولان وفلسطين، وعن موضوع فضيحة “السلام العادل والشامل!!!”، وعن جديّة الدعم الحقيقي لغزة مقابل العدوان الإسرائيلي الأمريكي الصهيوني المتحالف مع من سميتهم أنت بالذات بأنصاف الرجال، ويتزايد التشكيك في سلامة موقفك القومي في كل ما يخص ذلك منذ صرّحت بالإعتراف والتطبيع. واعلم أن الشعب والجيش السوري لن يسمحا لمقولة “السلام العاجل والشامل” مع الإعتراف والتطبيع بالمرور، مهما كلف الثمن، ولن يسمحا بالسير بذلك الطريق الذي سيخلق معارضة وتفجّرات شعبية وعسكرية لا حدود لها.
وأنت الآن رئيس الجمهورية، وأنت تعلم أن إسرائيل قد ورطت نفسها وعلقت في معارك ميدانية حقيقية في الحرب مع حماس، وأنت تعلم، وجميع ضباطنا الشرفاء يعلمون، أن كُبرى صعوبات إسرائيل القتالية هي في تعدد جبهاتها شمالا وجنوباً.
فلنستغل الفرصة وخطيئة إسرائيل الكبرى، وليفتح حزب الله صواريخه على إسرائيل، فهو في انتظار قرارك. وليقم الجيش السوري بعملية تحرير شاملة لاسترجاع الجولان، وما بعد الجولان، والقصف الدفاعي للعمق الإسرائيلي. وليكن استعادة الجولان تحريراً شريفاً، لا سلاما مُذلّاً مُرفقا بخيانة الإعتراف والتطبيع.
إن ضباط وصف ضباط وجنود الجيش العربي السوري هم بالتأكيد على أعلى درجات الحماس والتشوّق لتحرير الجولان، فخذ دورك التاريخي، وأرجوك ثم أرجوك، كُفَّ وكفى عن مهازل العمل الديبلوماسي المُخادع مع رؤوس أعداء العرب في أوربا وأمريكا. وليكن التحرير طريقنا. ولا تنتظر ساركوزي، فهو قادم للتخويف والتثبيط، فخذ قرارك كرجل، وكقائد عربي سوري. وسيسجل لك التاريخ لك ذلك: رجولة وإخلاصاً وشرفاً.
السيد الرئيس،
إن الشعب يعلم أن بعض أعضاء القيادة والحكومة وبعض قليل تافه العدد من ضباط الجيش والأمن، قد تورطوا في خضوع للإدارة الأمريكية الإسرائيلية، ولتوجيه سورية باتجاه الفساد والإفقار والتخريب الداخلي الشامل، ولتحقيق صلح واعتراف وتطبيع إسرائيلي سوري. إن الشعب بإجماعه ليرفض هذه التوجهات الخيانية، وسيقاتل لو اضطر الأمر لرفضها وعدم السير فيها، فاختر يا سيادة الرئيس، الطريق الشريف وانقلب على العملاء الخونة في كل مفصل من مفاصل الدولة والقيادة والجيش والأمن، وبادر بالتعبئة العامة ونسّق مع إيران لتقوم بدور الرديف الإستراتيجي بقدراتها وميزاتها الجغرافية والبحرية.
السيد الرئيس،
أنت تعلم أن أمريكا الآن تُعاني أصعب مراحل تاريخها عسكريا واقتصاديا وماليا، والشعب الأمريكي بأكثريته يرفض المشاركة في أي حرب جديدة بعد فشل حربي العراق وأفغانستان اللتين لا زالا متورطين بها. وليس في قيادتها ضابط قائد واحد يوافق على مشاركة أمريكا في أية حرب خارجية جديدة، خاصة وأن حرب تحرير الجولان ستكون حرب تحرير مدعوم بعشرات قرارات مجلس الأمن والهيئة العامة للأمم المتحدة وتأتي تنفيذاً لها، وليس حرب عدوان على إسرائيل. وهذه الفترة هي فترة نادرة للإستفراد بإسرائيل، واسترجاع الجولان بشرف، ورفع رأس سورية شعبا وجيشا وقيادة وقائدا، ورؤوس العرب جميعا إلى أعلى في مقابلة العالم جميعه، وخاصة زعماء أوربا وأمريكا المخادعون الموالون لإسرائيل والصهيونية.
أنت تعلم أن الجيش السوري بقيادة الرئيس الراحل حافظ الأسد / رحمه الله، كان قد استعاد الجولان في أقل من يوم واحد في عام 1973، واليوم هي فرصة سورية الكبرى، وفرصة الشعب والجيش السوري لاستعاده أرضه وكرامته وشرفه، وهي فرصتك الشخصية لكسب شرف التحرير بدل مذلّة السلام الساداتي الخياني.
أقدِم يا سيادة الرئيس، أقدِم يا بشار الأسد، والشعب العربي السوري، وشعوب العرب جميعاً سينظرون إليك بأنك زعيم التحرير العربي للجولان، ودعم حماس وحرية غزة، وما أمكن من فلسطين، وستكون زعيما عربيا شريفا قويا، ستخضع له أنصاف الرجال تحت ضربات شعوبهم الذين ستكون مثلهم الأعلى.
أقدِم يا بشار الأسد، وكن أسدا حقّا، وإلا ستخسر هذا الإسم للأبد وينقلب أسمك إلى أسم أضعف المخلوقات، وهي مسؤوليتك اليوم لاختيار ما سيسجله التاريخ لك ولإسمك وشرفك.
بكل احترام /
المهندس سعد الله جبري