بقلم عطا مناع
حاشا للة أن نتفق من يدعوا لانتفاضة ثالثة في الضفة الغربية احتجاجا وتنديدا لحرب الاباده على غزة، فالدعوة لانتفاضة ثالثة ضرب من الجنون وتعبير عن ضيابية في الرؤيا للواقع الفلسطيني الغارق في ثقافة الكراهية حتى أذنيه.
حاشا للة أن نخرج عن النص المرسوم لنا في وصف حالنا، وقد نخرج عن النص عندما يلعن الواحد فينا نفسه، وان يصرخ بصوت لا صدى له أنا أكرة نفسي، فنحن نتابع عبر الفضائيات العربية حرب الاباده لإخوتنا في قطاع غزة ونشاهد أطفالنا يبادون في حرب رفعت شعار التصفية الجسدية للشعب الفلسطيني ولا زلنا نغرق في نرجسيتنا السياسية في كيفية المواجهة ورفع الصوت في وجه المحرقة.
في زمن المحرقة وأباده الشعب الفلسطيني تسقط الخطوط الحمراء والعقلانية السياسية والاتفاقيات والحسابات الضيقة لأننا بكل بساطة نباد بالجملة دون أن يحرك أحدا من الرسميين العرب الذين عقدوا العزم على المشاركة في أبادتنا والخلاص منا كشعب وكقضية وكمقاومة فلسطينية كمقدمة للدخول في المرحلة الأمريكية والانفتاح مع الدولة العبرية.
حاشا للة أن ننادي يا طويل العمر ما نادى به أمل دنقل عندما قال لك ….. لا تصالح ولو منحوك الذهب، أترى حين أفقأ عينيك ثم اثبت جوهرتين مكانهما هل ترى…؟ هي أشياء لا تشترى…… نعم فعيون العرب الرسميين لا ترى المجزرة ويشكل أدق تراها بعيون إسرائيلية وبدقة اكبر تراها بعيون الست التي كما قال استدعاها الريس ليحذرها من ذبح عزة فردت علية بإعلان حرب الاباده على شعبنا من قصره الجمهوري.
حاشا للة أن يخرج الواحد فينا عن السكة، فنحن الفلسطينيين نعيش المحنة أو بالاحرى النكبة، فما يجري في قطاع غزة يفوق نكبة عام 1949 ، ففي عام 1948 هجرونا من قرانا ومدننا لنتوه في بقاع العالم بعد أن ارتكبوا المذابح التي لا تقل بشاعة عن حرب الاباده علينا في قطاع غزة، ولكن في عام 48 كان هدفهم الأرض وراهنوا على ذوباننا وضياع قضيتنا، وعندما فشلوا عادوا لينقضوا علينا باسم اتفاقيات السلام وعندما فشلوا لجأوا لأبادتنا في غزة.
يا طويل العمر نحن شعب حي ومقاومته حية، عشنا النكبات والمذابح وجلها من صنع يديك، والشعب الفلسطيني لا يتطلع لقممك الناطقة بالعبرية، فأنت من هدد بكسر أرجلنا، وأنت من قال لنا تحملوا مسئولية مواقفكم، وأنت من أغلق علينا أسباب بقاءنا، وأنت من عزز فرقتنا، وأنت من صمت على ذبحنا، أنت الوجه الأخر للست، وأنت من يرقص على جثثنا.
ارقص وتمايل طربا يا طويل العمر على صرخات أطفالنا، لكننا ندعوك لترى الأشياء بعيوننا فنحن الفلسطينيين اكبر من المؤامرة، نحن نؤمن بقدرنا ونرسم مستقبلنا بأيدينا رغم قساوة المرحلة وزلمها، نحن مع غزة، كل بيت فلسطيني وعربي مع غزة لأنها الجدار الأخير والخيمة الأخيرة والكلمة الأخيرة، لأنها تعبر عن النبض الفلسطيني والعربي في صراعة مع هذا الاحتلال الذي ينظر بدونية لكل ما هو عربي.
لعنة الأطفال الفلسطينيين ستلاحقكم وستهدم عروشكم وستدق المسمار الأخير في عروشكم، لن ينفعكم الأمريكان ولا الست ولا السادة الجنرالات، وعندما تنتصر غزة ستخرج عليكم شعوبكم التي توحدت مع الشعب الفلسطيني بقواه الوطنية والإسلامية، لحظتها سنحفر أسماء شهداء المقاومة بحروف من عز، لأنة لا صوت يعلو فوق صوت المقاومة، ولا صوت فوق صوت الشعب.