أحمد فوزي أبوبكر
يقولُ المؤبِّنُ بعدَ فواتِ الأوان
“بأوّلِ يومٍ على الإجتياحْ
يكونُ مُراسِلنا العسكريّْ
جميلاً , ذكياًّ
وعيناه برقٌ على سطحِ بيتٍ بغزّة
تبرّجَ, مشَّطَ شيبَةَ رأسِهِ,
نَعَّّمَ ذَقْنَهُ,نام طويلاً
قَبْلَ الظهورِ على شاشةِ التلفازْ
وأصبحَ في وضعه الممتازْ
يشعُّ وقاراً وهيبةَ فَحْلٍ رصينْ
على خلفيّةِ دبّابةِ (الميركَفا)*
لقدْ كانَ مُذْ سنتينِ خَلَتْ
بعيداً بدبّابتينِ ومَدْفَعْ
عن عيترونْ
وكانَ تمرّغَ طولاً وعرضاً بوحلِ جنينْ
قبْلَ سنينْ
حديدٌ بنظرته الأفقيّةْ
إلى مقلتيِّ المشاهدْ
ويَملكُ سِحْرَ (الْمُهَبْنِطْ)*
فصيحُ اللّسان رزينْ
ويملكُ فوقَ وُلاةِ الأُمورِ
رباطةَ جأشٍ ,وهيمنةً
على كلِّ واردةٍ,وشاردةٍ
تمدُّهُ أيْدِ الخفاءِ بكلّ دفينْ
ويسبي النّساءَ بوقع كلامهِ
يَمْلِكُ تحتَ العيونِ عيونْ
….
وَيُطْلَقُ صوتُ المراسلِ في كلِّ القنواتْ
“سلاح المشاةْ
بكلّ عتادهِ ينتظرُ الإشتباك
بأمرِ رئيسِ الحكومةْ
وأمرِ جهازِ (الشَّباكْ)*
ولو كنتُ مِمَّنْ في سدّةِ الحكمِ
لأعطيت أمراً بالإنقضاضِ عليهم
لقدْ حانت الفرصة المثلى فلا تخسروها”
وفي يومه الثّاني
يصيرُ المراسلُ عاهرةً
تعرّت لكيْ ينبسطَ المشاهدْ
“قصفناهمْ, فتحنا المعابرْ,
دقيقاً كثيراً يُصارُ إليهمْ.
(إلوهيمْ)* يحبُّ بنيه,وتبّاً لبثِّ قناةِ الجزيرة,
لماذا تُقَزّزنا يا ترىبتلكَ الدّماء الغزيرة,
برؤيةِ أشلاءِ أطْفالِ غزّة!!!؟
…………..
وفي يومهِ الثّالثْ
نَراهْ
وقد أُعْشِبَتْ وجنتاه
وقد طُمِّسَتْ مُقْلَتاه
ذوى من قلّةِ النّوْمِ
من كَثْرَ
ةِ اللّومِ
ةِ اللّومِ
تلعثمَ ثمَّ تثائبَ ثمَّ تعاتبَ
مع جمهرةِ الجنودِ الكسالى,على كوبِ قهوةْ
تضُمُّ مُكبّرَ صَوْتِهِ كِلْتا يَدَيْهِ إلى كِفْلِهِ,
المصكوكِ على ريحِها
وفي يومه التّاسع
تمخّض بطنُ المراسلِ , أنجبَ ريحاً
وحولاً وشرقيّةً وليلَ انتظارٍ طويلْ
وشرَّ هزيمةْ
وصافرةً فوق رأسه تدوي….
إلى حينْ
ألْميركفا-دبّابة إسرائيليّة
ألشّباك-جهاز الأمن الداخلي في إسرائيل
ألمهبنط- من هيبنوزا وتعني تنويم مغناطيسي
إلوهيم- إله اليهود